انقطاع مياه الشرب يوم عيد أضحى بعدة ولايات

”الجزائرية للمياه” تحمل ”سونلغاز” المسؤولية

”الجزائرية للمياه” تحمل ”سونلغاز” المسؤولية
  • القراءات: 1011
 نوال/ح نوال/ح

عرفت عدة ولايات، على غرار العاصمة، في أول يوم من عيد الأضحى المبارك، انقطاعات في التموين بمياه الشرب، وهو ما أرجعته المؤسسات المكلفة بعملية إنتاج وتوزيع المياه إلى انقطاعات التيار الكهربائي وأعطاب في شبكة التوزيع، بالإضافة إلى فتح كل حنفيات المواطنين في وقت واحد ما أدى إلى فراغ محتوى الخزانات في وقت قياسي وقلص من قوة تدفق المياه، مع العلم أن الجزائرية للمياه التي تمون 44 ولاية أنتجت 10 ملايين متر مكعب من المياه خلال يومين، وشركة إنتاج وتطهير المياه سيال ضخت 3 ملايين متر مكعب خلال يومين بولايتي الجزائر العاصمة وتيبازة .

اشتكى العديد من المواطنين من انقطاع التموين بمياه الشرب خلال يومي العيد، خاصة وأن الماء يعد مادة ضرورية لإتمام عملية نحر الأضحية وتنظيف المحيط، وقد استقبلت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك العديد من شكاوى المواطنين منذ الساعات الأولى من يوم الأحد (عيد الأضحى)، وذلك بسبب انقطاع المياه لساعات دون سابق إنذار.

وقصد التعرف على وضعية إنتاج المياه اتصلت المساء، أمس، بالمديرة المركزية المكلفة بالإعلام على مستوى الجزائرية للمياه، شافية عبيد، التي اعترفت بتسجيل تذبذبات وانقطاعات في التموين بمياه الشرب عبر عدد من الولايات لثلاثة أسباب رئيسية، أهمها انقطاع التيار الكهربائي عبر عدد من محطات الضخ ما أثر على عملية التموين، على غرار انقطاع التيار الكهربائي ليلة العيد بمحطة الضخ رقم واحد بسد كدية تاسردون بولاية البويرة، الأمر الذي أثر على عملية تموين 1,5 مليون نسمة عبر 4 ولايات وهي، تيزي وزو، البويرة، المدية والمسيلة.

وقد تدخل أعوان الجزائرية للمياه، تقول المتحدثة، للرفع من قدرات الضخ مباشرة بعد عودة التيار الكهربائي وذلك لملء كل الخزانات، وهو ما ساهم في عودة المياه إلى حنفيات المواطنين بالبويرة وتيزي وزوما بين الـ10 صباحا والواحدة زوالا في أول يوم للعيد، في حين سجل عودة التموين بصفة تدريجية لبلديات ولاية المدية على غرار البرواقية وقصر البخاري التي كانت الأكثر تضررا من انقطاع المياه، والمسيلة التي عاد فيها التموين نهاية اليوم، وهو ما خلف استياء المواطنين، وهو أمر، تقول عبيد، تتفهمه الشركة، التي أكدت أن انقطاع التموين كان خارج نطاق الشركة من منطلق أن انقطاع التيار الكهربائي عن محطة الضخ يؤثر سلبا على عملية ضخ المياه في القنوات الرئيسية ما يخلف انقطاعا في التموين بمياه الشرب لمدة 24 ساعة، ولتدارك العجز، أشارت المتحدثة إلى تموين البلديات المتضررة بالصهاريج لغاية عودة التموين بصفة عادية.

على صعيد آخر، سجلت الجزائرية للمياه انقطاع التيار الكهربائي عن محطة الضخ برواق الشط الغربي الأمر الذي خلف تذبذبا في التموين عبر ثلاثة بلدية بولاية سيدي بلعباس، وهي على التوالي، رأس الماء، رجم الداموس وبئر الحمام، ويتم حاليا التدخل وتنسيق العمل مع مصالح سونلغاز لعودة التموين بالكهرباء.

أما فيما يخص السبب الثاني للتذبذبات التموين بمياه الشرب، عادت المديرة المركزية إلى قضية ارتفاع الطلب على المياه في وقت واحد بسبب متطلبات عملية نحر الأضحية والارتفاع المحسوس للحرارة في أول أيام للعيد، وهو ما أثر سلبا على عملية تموين المواطنين عبر عدد من الولايات على غرار ولاية برج بوعريريج التي سجلت أعلى مستوى في درجات الحرارة (48 درجة)، حيث سارع أعوان الجزائرية للمياه على مستوى 5 بلديات، من أصل 16 بلدية تابعة للمؤسسة، للرفع من قدرات الضخ والإنتاج بعد ارتفاع الطلب على المياه خاصة بعد تسجيل عجز في الإنتاج بلغ 50 بالمائة، وذلك بسبب تفريغ الخزانات في وقت قياسي وصعوبة إعادة ملئها في وقت قصير.

أما السبب الثالث الذي أدى إلى شح حنفيات المواطنين عبر عدد من البلديات فيعود حسب عبيد، إلى ضعف الإنتاج مقابل الطلب بسبب عدم توفير موارد لإنتاج المياه ببعض الولايات، على غرار ولاية الأغواط التي سجلت انقطاعات للتموين بمياه الشرب عبر بعض الأحياء، وهو الأمر الذي استدعى تجنيد كل الصهاريج لتموين السكان.

وعن قدرات إنتاج المياه في أول يوم للعيد، أكدت عبيد عن ضخ 5 ملايين متر مكعب في أول يوم ونفس الكمية في اليوم الثاني، وهو ما يعادل 10 ملايين متر مكعب يومي العيد، مع العلم أن إنتاج المياه في الوقت العادي يبلغ 4 ملايين متر مكعب عبر 44 ولاية.

اضطرابات بأغلب بلديات العاصمة

من جهته، أكد مدير استغلال المياه بشركة سال إسماعيل بونوح لـ«المساء، أمس، أن اضطرابات التموين بمياه الشرب بالعاصمة يعود بالدرجة الأولي إلى انخفاض مستوى الخزانات في الساعات الأولي من صباح العيد، حيث تزامن هذه السنة مع نهاية الأسبوع وارتفاع قياسي لدرجات الحرارة، ما جعل الطلب على المياه يرتفع منذ يوم الجمعة الفارط، الأمر الذي صعب من عملية تخزين منتوج إضافي من المياه، ونظرا لفتح كل الحنفيات في وقت واحد، يقول بونوح، فقد انخفضت قوة تدفق المياه ما حرم العديد من الأحياء وسكان الطوابق العليا من هذه المادة.

وعن النقاط السوداء المسجلة يوم عيد الاضحي، تحدث المسؤول عن بلديات كل من بوزريعة، الشراقة، الأبيار ودرارية، بالإضافة إلى غالبية أحياء عدل، مؤكدا أن الشركة لم تقطع التموين وحرصت على ملء الخزانات في وقت قياسي من خلال تشغيل المضخات بكل طاقاتها، لتعود المياه إلى الحنفيات في الفترة المسائية، مع العلم أن قدرات إنتاج المياه بلغت في أول يوم عيد الاضحي 1,5 مليون متر مكعب، ونفس الكمية تم توزيعها في اليوم الثاني بزيادة قدرت بـ20 بالمائة بالنسبة للإنتاج العادي لمياه الشرب لولاتي الجزائر العاصمة وتيبازة.

أما فيما يخص بلدية الأبيار، فأكد السيد بونوح أن الأمر يتعلق بعطب في القناة الرئيسية ما استدعي تدخل الفرق التقنية للكشف عن مكان العطب، ونظرا لصعوبة العملية فقد تطلب الأمر أكثر من 24 ساعة لتحديد مكان التسرب تحت الأرض، ليشرع في تغيير جزء من القناة الرئيسية على أن تعود المياه فجر اليوم لكل الأحياء. 

منظمة حماية المستهلك تنتظر رد سونلغاز

من جهته، أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفي زبدي لـ«المساء، تلقتي العديد من شكاوى المواطنين حول انقطاع التزود بمياه الشرب وانقطاعات في التيار الكهربائي، مشيرا إلى أن المنظمة تطالب اليوم بتحديد المسؤوليات وأسباب قطع التيار والمياه في الوقت الذي كان فيه المواطن في أمس الحاجلة لهاتين الخدميتين.

وأعاب زبدى على مصالح سونلغاز تحميل المستهلك في كل مرة الاستهلاك الكبير للطاقة ولجوئها للقطع التناوبي عند تسجيل ذورة في الطلب، مشيرا إلى أن المواطنين يوم للعيد لم يستعملوا المكيفات الهوائية في الفترة الصباحية من منطلق أن غالبيتهم كان منشغلا في نحر الأضاحي، كما أن الجزائرية للمياه حملت سونلغاز مسؤولية اضطرابات التموين، مشيرا إلى أن  المنظمة تنتظر اليوم رد مصالح «سونلغاز بخصوص أسباب قطع التموين على المؤسسات والمواطنين.