الخبراء يؤكّدون ضرورة التقليل من استهلاكها

الإفراط في مسكنات الآلام يتسبب في القصور الكلوي

الإفراط في مسكنات الآلام يتسبب في القصور الكلوي
  • القراءات: 774
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذر المشاركون في اليوم الدراسي حول القصور الكلوي الذي نظم مؤخرا من طرف اللجنة العلمية للأطباء المختصين واحتضنته مصلحة الطب الجواري لسيدي أمحمد بالعاصمة، من الاستهلاك المفرط للأدوية خاصة منها مسكنات الآلام ومضادات الالتهاب، التي تعدّ من الأسباب الرئيسية في إصابة الإنسان بالفشل الكلوى المزمن.

حسب المشاركين في اليوم الدراسي، فإنّ الإسراف في تناول الأدوية واستخدامها لفترات طويلة، يساهم في التقليل من ضخ الدم إلى الخلايا الكلوية، وقد يدمرها بشكل مباشر في الكثير من الأحيان؛ لذا يجب أن يتناولها المرضى بحذر شديد باستشارة الطبيب قبل تعاطيها.

في هذا الصدد، قالت الحكيمة نوال جنيدي رئيسة اللجنة العلمية، إنّ ظاهرة استهلاك الأدوية بدون وصفات طبية، لاتزال تنتشر في الأوساط المجتمعية رغم التحذيرات المتواصلة للأطباء والمختصين، لكن بدون جدوى، بل تشهد في بعض الأحيان حالات الذروة، على غرار فصل الشتاء بسبب انتشار الأنفلونزا، وكذا خلال فصل الحر، حيث تشتد الأزمات المرتبطة بالاستهلاك، على غرار التسممات الغذائية أو بعض الالتهابات البكتيرية، ما يدفع بالفرد إلى محاولة العلاج الذاتي بدون المرور على مختص لاستشارته وتحرير له وصفة طبية، مضيفة في السياق أنّ أكثر ما يجب الحذر منه هو المسكنات والمضادات الحيوية وكذا مضادات الالتهاب غير الإستيرودية، التي تساهم بشكل كبير، في الإصابة بالفشل الكلوى المزمن أو الحاد، حيث تقوم تلك العقاقير بتثبيط أنزيمات تمنع تكوين البروستاجلاندين، وهو ما ينتج عنه تقليل تدفق الدم إلى الكلى. ومع الاستخدام المتكرر لهذه الأدوية على المدى الطويل وبمساهمة عوامل أخرى، ترتفع فرص إصابة الإنسان بالفشل الكلوي المزمن.

وشدّدت المتحدثة على أهمية التقليل من استهلاك تلك الأدوية بدون سبب واضح، خصوصا في حال إمكانية تحمّل آلام خفيفة بسبب أزمات صحية بسيطة، أو اللجوء إلى بدائل طبيعية تخفف من حدة تلك الآلام، واستشارة المختصين حينها، الكفيلين بتوضيح مقدار الجرعة التي لا بد من عدم تجاوزها حتى لا تتحول من دواء إلى مسبب في مشكل صحي أكثر خطورة. وتضيف المختصة: "في حال الإفراط في استهلاك تلك الأدوية لعلاج مشكل صحي آخر، لا بد من استهلاك كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم؛ لتحسين أداء الكلى، وإعادة نشاطها ومساعدتها على تحرير المواد السامة التي تتراكم على مستواها. كما يُعد من الضروري توقيف العلاج، حسبما حدد الطبيب بدون تمديد فترة العلاج ذاتيا. وسوف تعود وظائف الكلى إلى طبيعتها بعد مرور عدة أسابيع من توقيف العلاج".