تلف 350 هكتار في حريق جبل الوحش بقسنطينة

احتراق 40 هكتارا من الغابة وفتح تحقيق أمني

احتراق 40 هكتارا من الغابة وفتح تحقيق أمني
  • القراءات: 1249
زبير.ز زبير.ز

كشفت حصيلة أولية لمديرية الغابات بولاية قسنطينة، عن تلف حوالي 350 هكتار بسبب الحرائق التي شبت عشية يوم الخميس الماضي، وامتدت إلى أول أمس الجمعة، بغابة جبل الوحش التي تعد متنفّس الولاية ورئتها، حيث ساهمت الرياح والرطوبة المرتفعة في انتشار ألسنة اللهب إلى عدّة مناطق ووصلت إلى حدود بلدية ديدوش مراد على بعد حوالي 10 كلم، قبل أن يتم التحكم فيها في آخر موقع بمنطقة كاف صالح.

حسب الحصيلة الأولية لمديرية الغابات، فإن ألسنة اللهب أتت على 40 هكتارا من المساحة الغابية منها 25 هكتارا لأشجار الصنوبر الثمري، تضاف لها 15 هكتارا من الأحراش، كما تم تسجيل احتراق منزلين ودراجة نارية و525 شجرة مثمرة، و136 خلية نحل إلى جانب 50 حزمة تبن، و300 حزمة علف، مع احتراق 3 عجول وبقرة و3 كلاب صيد، ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح البشرية. 

وساهم المواطنون خاصة قاطنو جبل الوحش بقوّة وكانت هبة كبيرة من أجل إخماد الحرائق يومي 1 و2 أوت الجاري، حي&ث عملوا طيلة ساعات متواصلة اليد في اليد مع المصالح المختصة من أعوان رجال الحماية المدنية وكذا أعوان محافظة الغابات، إذ تمّ التحكّم في الحريق مع حماية قاعدة الحياة لشركة ”كوجال” اليابانية، المسؤولة عن إنجاز المقطع الشرقي للطريق السيّار شرق ـ غرب، ومنع تسرب النار لـ5 خزانات وقود كانت قابلة للانفجار في أيّ لحظة.

وعادت الحركة إلى مقطع الطريق السيّار شرق ـ غرب على مستوى محول جبل الوحش، بعدما تم غلق هذا الطريق من قبل مصالح الدرك الوطني، تجنبا لأي خطر يمكنه أن يضر بمستعملي هذا المسلك، خاصة بعدما تعرضت شاحنة لاحتراق كلي بها 40 دراجة، وتم توجيه حركة المرور عبر الطريق الوطني رقم 3 باتجاه ولايات الساحل على غرار سكيكدة وعنابة والطارف، قبل أن تعود الحركة إلى حالتها الطبيعية على مستوى الطريق السيّار.

من جهة أخرى تعاملت مصالح الحماية المدنية مع الحريق الذي شبّ مساء أول أمس الجمعة، بغابة شطابة المتواجدة بالمدخل الغربي لولاية قسنطينة، والممتدة بين بلديتي عين السمارة وابن زياد، بنفس الأهمية التي تعاملت معها مع حريق جبل الوحش خاصة في ظل تشابه نفس طبيعة النباتات والخصوصية بين الغابتين من انتشار لأشجار الصنوبر الحلبي والقندول والديس، حيث تم التحكم في الحريق الذي حدد عبر 3 بؤر بنسبة 70 بالمائة إلى غاية صباح أمس السبت، بعد تجنيد إمكانيات مادية وبشرية كبيرة ومعتبرة.

من جهتها فتحت المصالح الأمنية المختصة بولاية قسنطينة، تحقيقا أمنيا في الحادثة لمعرفة الأسباب الحقيقية والملابسات التي كانت وراء اندلاع هذه الحرائق خاصة بغابة جبل الوحش، كما تعمل خلية الأزمة التي تم تشكيلها بمجرد اندلاع حريق غابة جبل الوحش، على وضع الحصيلة النهائية وأخذ كل الترتيبات اللازمة.

واستعانت مصالح الحماية المدنية بقسنطينة، خلال حريق جبل الوحش الذي شبّ في حدود الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس الماضي، بالرتل المتحرك الذي يضم أكثر 60 عونا وأزيد من 30 آلية، والذي كان مخصصا لمثل هذه الحوادث، كما تمت الاستعانة بالرتل المتحرك لولاية أم البواقي، في ظل المساحة الكبيرة التي اكتسحتها ألسنة اللهب، مع الاستنجاد بوسائل مؤسسة تسيير شبكة المياه والتطهير ”سياكو” وعتاد بلدي، في حين خصصت مديرية الغابات 16 آلية للتدخل الأولي.

كما جندت المصالح الولائية بقسنطينة، في مجمل تدخلها بحريق جبل الوحش، حوالي 140 آلية من شاحنات وجرارات، إضافة إلى 200 عون من مختلف الرتب، مع مساهمة المواطنين من الخلايا الجوارية ومساهمة بعض مقاولات الأشغال على مستوى كل بؤر الحريق، كما تم طلب تدعيم حظيرة التدخل بطائرتي هليكوبتر خاصة بإخماد النيران، من الفرقة الجوية بالمديرية العامة للحماية المدنية بالعاصمة، والتي كان تدخلها جد مجد للتحكم في هذا الحريق المهول.