خدمة موسمية تنتشر صيفا

الذرة المشوية على حواف السواحل تستقطب المصطافين

الذرة المشوية على حواف السواحل تستقطب المصطافين
  • القراءات: 848
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تنتشر خلال هذا الموسم عبر مختلف الطرق الساحلية تجارة الذرة المشوية، التي يعشقها المارة النازلين إلى الشواطئ، أو العائدين منها، متخذين منها وجبة خفيفة ولذيذة، استغل بائعوها أرصفة الطرق مواقع لهم لعرضها على المواطنين مشوية على الجمر بطريقة جد تقليدية، لا تتطلب إلا برميلا حديديا كبيرا تضرم فيه نار قوية للتمكن من تلبية الطلبات الكبيرة على هذه الوجبة الخفيفة.

مشاهد متعتنا على طول طريق الواجهة البحرية لولاية تيبازة، شباب يضرمون النار داخل براميل حديدية كبيرة، عارضين أمامها حبات الذرة الطازجة الخضراء، تارة ينفخ التاجر في النار حتى تشتعل جيدا، وتارة أخرى يأخذ حبة الذرى، يلفها في ورق الألمنيوم ويضعها على النار حتى تشوى على الجمر..

خلق المارة طوابير بسياراتهم أمام هؤلاء الباعة الذين ليسوا بباعة عاديين، إنما يقدمون خدمة للزبائن ولا يبيعونها طازجة، كما اعتدنا عليه في الأسواق. وكانت السيارات الراكنة بطريقة عشوائية أمام تلك الطاولات المنصوبة هنا وهناك، والتي خلقت نوعا من المنافسة على الأرصفة، في مكان بسيط على قارعة الطريق بين كل بائع وآخر مسافة بضع أمتار فقط، يصطف فيها أصحاب المركبات للاستمتاع بتلك الوجبة.

بفضل رائحة الجمر الزكية وإضفائها تلك اللمسة الفريدة على حافتي الطرق، خصوصا في الفترة المسائية، يستهوي ذلك النشاط الموسمي الشباب، ويستقطب بذلك العائلات التي يفضل بعضها تناول تلك الوجبة هناك، بالجلوس إلى جذع شجرة أو صخرة أو بكل بساطة واقفين، في حين يفضل آخرون أخذها وتناولها والاستمتاع بها على الشاطئ.

تشهد الطرق السريعة بتيبازة ومختلف الولايات الساحيلية الأخرى، عل غرار العاصمة وبومرداس، مع حلول موسم الاصطياف، انتشارا كثيفا لمراهقين وشباب من مختلف الأعمار، يمتهنون بيع مختلف الخضر والفواكه الموسمية، منها الذرة المشوية على الجمر، أو كما يحبذ تسميتها الكثيرون ”الجبار”، حيث أصبحت تلقى رواجا كبيرا في فصل الصيف، خاصة أن هؤلاء الباعة يزاولون نشاطهم إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.

يتراوح سعر حبة الذرة المشوية الواحدة بين 70 و100 دينار، وأكثر ما لاحظناه عند تواجدنا بالقرب من الباعة، أن طريقة الشي لا تختلف كثيرا من زبون إلى آخر، فهناك العديد من الزبائن يفضلونها مشوية على الجمر، ثم وضعها داخل إناء به كمية من الماء والملح، مما يزيدها نكهة، وهناك من يفضلها بذوقها الطبيعي.

قال سمير، أحد الباعة، بأن هذه المهنة تدر على ممتهنها أموالا معتبرة، إلا أنها موسمية وليست دائمة، كما لها مخاطر عديدة في نفس الوقت، لأن عملهم قريبا من الطريق السريع، والعمل قرب النار طيلة اليوم، مضيفا أن الظروف الاجتماعية الصعبة لعائلته هي التي دفعه إلى امتهان هذا النشاط  الشاق بعيدا عن أجواء الصيف الرائعة، كون أغلب أصدقائه يتوجهون إلى الشواطئ.