مسيرات عبر الوطن مجددة المطالب

رحيل رموز النّظام وحوار جدي

رحيل رموز النّظام وحوار جدي
  • القراءات: 960
ق.و / المراسلون ق.و / المراسلون

خرج مواطنون أمس، في مظاهرات سلمية للجمعة الرابعة والعشرين على التوالي، مجددين مطالبهم برحيل جميع رموز النظام، وهو ما يفتح ـ حسبهم ـ ”أبواب الحوار الجاد” الذي سيخرج الجزائر من الأزمة السياسية التي تمر بها.   

وتم تنظيم مسيرات شعبية عبر عديد ولايات شرق البلاد من أجل المطالبة أساسا بحوار ”جدي”، ورحيل جميع رموز النظام خصوصا المتورطين في قضايا فساد. أما بولايات جنوب البلاد التي تعرف درجات حرارة عالية لم تنظم أي مسيرات أو وقفات بعد الظهيرة للمطالبة كما جرت عليه العادة بالتغيير السياسي.

وجرت هذه المسيرات بمختلف جهات الوطن في هدوء تام وسكينة وسط حضور الأجهزة  الأمنية التي انتشرت عبر مختلف النقاط من أجل تأمين الحراك الشعبي المتواصل منذ 22 فبراير الماضي. 

وقد رفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى ضرورة استقلالية القضاء، ومحاسبة جميع  المسؤولين الذين ثبت تورطهم في قضايا فساد، داعين إلى إجراء حوار ”جاد” لوضع حد للأزمة التي تعيشها البلاد، مطالبين بإنشاء ”هيئة مستقلّة لقيادة الانتخابات الرئاسية.

وبالعاصمة تجددت المسيرات الشعبية المنادية بالتغيير  وتكريس سيادة الشعب للجمعة الـ24 على التوالي، حيث احتضنت أهم الشوارع جموع المتظاهرين الذين واصلوا احتجاجهم، مسجلين بذلك تمسكهم بضرورة رحيل كافة رموز النظام السابق قبل الشروع في الحوار.

ففي ثاني يوم من شهر أوت، لم تنل الحرارة المرتفعة ومعدلات الرطوبة العالية المستمرة منذ أيام من عزيمة المحتجين الذين تمركزوا في أغلبيتهم بمحيط البريد المركزي وساحة موريس أودان ونهج عميروش، وإن كان عددهم إجمالا أقل من الجمعات الفارطة، حسب ما لوحظ بعين المكان.

وقد شكّلت مسألة الحوار والدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، أهم المواضيع التي تضمنتها الشعارات التي رفعها هؤلاء، فمن خلال لافتات حملت ”لا حوار شكلي ولا انتخابات شكلية” و«معا من أجل تغيير جذري”... عبّر المتظاهرون عن رفضهم الصريح لكل المبادرات التي تندرج في هذا الإطار، قبل الانتهاء من إحداث قطيعة فعلية مع النظام السابق، وذهاب كافة الرموز والوجوه المحسوبة عليه و في مقدمتها حكومة نور الدين بدوي. 

كما اعتبروا الانضمام للهيئة الوطنية للحوار والوساطة ”قبولا بسياسة الأمر الواقع”، كرد على إعلان هذه الهيئة ـ التي يقودها الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني كريم يونس ـ شروعها الفوري في مباشرة مسار الحوار وفقا لرزنامة ستكشف عنها لاحقا.

وكانت الهيئة المذكورة قد أشارت إلى أنها ستجتمع في إطار المهمة التي تولتها مع فعاليات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وشباب وناشطي الحراك من مختلف ولايات الوطن ‘’بغرض الاستماع إلى تصوراتهم العامة ومقترحاتهم العملية من أجل الخروج من الأزمة الحالية’’.

وسيتبع ذلك بوضع مسودة للمقترحات المقدمة لها، لتقوم بعدها بإعداد المقترحات النهائية في إطار ندوة وطنية ”سيّدة في اتخاذ قراراتها التي تلزم جميع السلطات العمومية”.

كما كان نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، قد ثمّن بحر هذا الأسبوع، الخطوات التي تم قطعها على درب الحوار الوطني، لاسيما بعد استقبال رئيس الدولة لمجموعة من الشخصيات الوطنية التي ستتولى إدارة هذا المسعى، معربا عن أمله في أن يكلل هذا الحوار بالتوفيق والنّجاح، ”بعيدا عن أسلوب وضع الشروط المسبقة”.

ومثلما جرت عليه العادة خلال الجمعات الأخيرة، تميزت أجواء الحراك الشعبي برفع المتظاهرين للراية الوطنية، فيما انتشرت مجموعات من المتطوعين لمد يد العون لمن هم بحاجة إليه خاصة في ظل الطقس الحار.   

ومن جهة أخرى سجل كذلك تعزيز الإجراءات الأمنية خاصة على مستوى الحواجز الأمنية المؤدية للعاصمة.

ق. و


تيزي وزو : مسيرة سلمية لتجديد مطلب رحيل كل الرموز

سار، أمس الجمعة، سكان قرى وبلديات ولاية تيزي وزو في مسيرة سلمية للتأكيد على تمسكهم بالمطالب المرفوعة منذ بداية الحراك في 22 فيفري المنصرم، حيث جدد المتظاهرون مطلب رحيل كل رموز النظام من أجل بناء جزائر جديدة أساسها العدل والمساواة والديمقراطية ، تحمي الحقوق وتضمن الحريات.

انطلقت المسيرة من جامعة مولود معمري مدخل ”حنساوة”، في حدود الثانية زوالا، حيث سار المتظاهرون نحو وسط المدينة، حاملين لشعارات منددة الأوضاع التي تعيشها البلاد، مؤكدين على تمسكهم بالمطالب الشعبية المرفوعة منذ بداية الحراك والتي يأتي في مقدمتها رحيل كلي لرموز النظام، كما طالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين خلال المسيرات الشعبية الماضية.

وواصلت المسيرة طريقها مرورا بالشوارع الرئيسية ”لعمالي احمد” و«عبان رمضان”، مزينة بالألوان الوطنية واللافتات التي عبر من خلال المتظاهرون عن مواقفهم إزاء الأحداث التي عرفتها البلاد والتي تعيشها حاليا، حيث لم تمنع الحرارة المرتفعة النساء والرجال وحتى الأطفال من المشاركة في المسيرة، التي أكلمت طريقها نحو ساحة الشمعة، حيث تفرق المتظاهرين دون تسجيل أية انزلاقات تذكر.

س/زميحي


تيارت: تراجع كبير في نسبة المشاركة

عرفت مسيرة الجمعة الرابع والعشرون بتيارت تراجعا كبيرا في عدد المشاركين في المسيرة ربما للحرارة الشديدة، بحيث أن العدد الضئيل الذي لا يتجاوز المائتين رددوا الشعارات المتعارف عليها المتعلقة بضرورة رحيل بقايا النظام، مفضلين مبدأ الحوار للذهاب إلى انتخابات رئاسية في اقرب وقت ممكن لأن حالة الفراغ الدستوري لا تخدم البلاد والعباد حسب الشعارات المرفوعة في المسيرة التي جابت بعض شوارع المدينة وسط حرارة شديدة تجاوزت 42 درجة مساء أمس.

ن. خيالي


السكيكديون: لا بديل عن الحوار

تواصل الحراك الشعبي بعاصمة روسيكادا في جمعته 24 للمطالبة بالتغيير ورحيل بقايا النظام السابق، إذ مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة خرج السكيكديون في مسيرة انطلاقا من ممرات 20 أوت 55 إلى غاية ساحة أول نوفمبر مرورا بساحة الحرية فشارع الأقواس، حاملين الرايات الوطنية بمختلف أحجامها ورافعين شعارات تطالب بالتغيير وبمواصلة الحرب ضد العصابة، وبفتح ملفات الفساد على المستوى المحلي.

بالرغم من حرارة الطقس فقد فضل السكيكديون مواصلة حراكهم إلى غاية تحقيق كل المطالب بخاصة المطلب السياسي المتمثل في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية وشفافة تكون الكلمة فيه أولا وأخيرا للشعب،كما رفعوا شعارات تعبر عن قناعتهم بأنّه لا حوار مع العصابة والنظام، وأخرى تؤكد التفافهم حول المؤسسة العسكرية من خلال ترديدهم ” جيش شعب خاوة خاوة”.

وقد شدّد السكيكديون خلال حراك هذا الجمعة على ضرورة رحيل كل رموز النظام السابق دون استثناء،وعلى الوحدة الترابية للوطن، وعلى سلمية المسيرات، مؤكدين أنّه لا بديل عن الحوار الذي تنشطه شخصيات وطنية نظيفة ونزيهة ومقبولة جماهريا.

بوجمعة ذيب


القسنطينيون ضد الخونة و”الشياتين”

هتف القسنطنيون المشاركون في مسيرة الحراك في جمعتها الـ24، ضد الخونة الذين يريدون مصالحهم على حساب مصالح البلاد والعباد، كما هتفوا ضد ”الشياتين”، الذين كانوا سببا من أسباب الوضع الذي آلت إليه الجزائر، خلال السنوات الماضية وخلال عهدات الرئيس المنتهية ولايته.

ورفع القسنطينيون الذين جابوا مختلف شوارع وسط المدينة، نهار أمس، العديد من الشعرات، حيث جددوا تمسكهم بمطلب رحيل حكومة بدوي قبل إجراء أي انتخابات، وهتفوا ”لا انتخابات قبل رحيل العصابات”، كما جددوا مطالبهم بأن يكون الحكم للشعب، تحت سلطة مدنية، بعيدا عن حكم العسكر ورفعوا شعارات لتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور.

ورفع المشاركون في مسيرة أمس الجمعة بقسنطينة، والذين كان عددهم لا بأس به مقارنة بالحرارة الشديدة التي عرفها الطقس، نعشا اعتبروه، جنازة لأي حكم خارج حكم الشعب، وفتحت نقاشات جانبية على هامش المسيرة، للحديث عن مستقبل الجزائر في ظل المستجدات التي تشهدها الساحة السياسية.

أجواء التضامن لم تكن غائبة، في مسيرة قسنطينة، حيث حمل بعض المتطوعين دلاء ماء كبيرة وباردة، وقاموا بتوزيعها على المتظاهرين، كما كانت الحركة مستمرة لتنظيف الأماكن التي مرت بها المسرة، حيث تطوع رجال ونساء، شباب وحتى أطفال في هذه الهبة التضامنية، لمسيرة قسنطينة في جمعتها الـ24 والتي عرفت مشاركة مختلف الأطياف من أساتذة جامعيين، دكاترة، أطباء، مهندسين، فنانين وموظفين وعمال، من الجنسين الرجال والنساء من الأصحاء وحتى من أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، كلهم كانوا تحت راية واحدة وخرجوا من أجل مصلحة واحدة وهي الجزائر التي جمعتهم رغم اختلاف أفكارهم ومناهجهم. 

زبير.ز