خلافا للتوقعات التي أعلن عنها في بداية موسم الحصاد والدرس بولاية تيارت، والتي كانت تتجاوز نظريا خمسة ملايين قنطار من مختلف الحبوب، خاصة القمح الصلب، بالنظر إلى توفر كل الظروف، فإن محصول هذه السنة تجاوز سقف خمسة ملايين قنطار من الحبوب.

يأتي القمح الصلب في المقدمة بنسبة فاقت 60 بالمائة من إجمالي المحصول، لكن الواقع على مستوى التعاونية مغاير، بحيث استقبلت تعاونية الحبوب والخضر الجافة بتيارت، إلى غاية نهاية شهر جويلية، أقل من مليون قنطار، وفرندة 180 ألف قنطار. هذا التراجع أرجعه عشرات الفلاحين الذين تحدثت معهم "المساء" في الأمر، إلى الإجراءات الجديدة التي فرضتها مديرية الفلاحة في الولاية على الفلاحين الذين لا يملكون بطاقة فلاح، أو الذين يستغلون أراض تدور حولها نزاعات على الملكية أو مملوكة على المشاع، بحيث يُطلب من هؤلاء محضر تمضيه عدة أطراف لإثبات مصدر الحبوب المودعة لدى المخازن.

اصطدم هذا الإجراء بالواقع، بحيث لا يمكن العثور على كل الأعضاء في وقت واحد، مما جعل عشرات الفلاحين يوجهون محاصيلهم إلى ولايات أخرى بسبب الإجراءات المخففة، في حين أن تعاونيات الحبوب بولاية تيارت، لجأت إلى مثل هذه الإجراءات لوضع حد لحالة الفوضى التي كانت سائدة، خاصة ما تعلق منها بنوعية الحبوب ومصدرها والتحايل المسجل في المواسم الماضية.

للإشارة، سجل محصول العدس لهذه السنة، ارتفاعا محسوسا مقارنة بالمواسم الماضية، بعد اتساع مساحة زراعته عبر عدة أقاليم ولاية تيارت، حيث فاقت المساحة المخصصة للحبوب بها 350 ألف هكتار، وشهدت توفر الظروف المناخية المساعدة، فضلا عن تبسيط الإجراءات في عملية جني وتخزين المحاصيل التي أقرتها مصالح وزارة الفلاحة، بالتنسيق مع التعاونيات والبنوك.