الطارف

الحلزون البري للاسترزاق والاستهلاك والتداوي

الحلزون البري للاسترزاق والاستهلاك والتداوي
  • القراءات: 1122
محمد صدوقي محمد صدوقي

تتجند العائلات المعوزة على الشريط الحدودي لولاية الطارف، خاصة الجهة الجنوبية للولاية، على مستوى بلديات بوحجار وحمام بني صالح وعين الكرمة ووادي الزيتون، إلى غاية حدود ولايتي قالمة، سوق أهراس والجمهورية التونسية، من شهر جوان إلى نهاية شهر أوت، في رحلة التنقيب على الحلوزن البري، حاملين الفؤوس والأدوات الحديدية للحفر في كل مكان على مساحات محاصيل زراعة الكلأ ومختلف أنواع الحبوب.

تتم العملية تزامنا وبداية حملة الحصاد، متحملين أشعة الشمس الحارقة وأخطار لسعات العقارب والثعابين، مقابل البحث عن الحلزون البري، حيث يتواجد في هذه المرحلة على بضع سنتيمترات تحت سطح الأرض، وهو في مرحلة النمو، قبل طفوحه على سطح الأرض خلال فصل الخريف، حيث تتجند العائلات نساء وأطفالا للاسترزاق واقتناء لوازم الدخول المدرسي، حيث يباع الكيلوغرام الواحد بـ1000 دينار، ويكون محصول كل فرد ينقب عن الحلزون البري بين كيلوغرام إلى كيلوغرامين يوميا، لبيعه في المساء لسماسرة متواجدين على الشريط الحدودي، مزودين بأجهزة وزن إلكترونية، يدفعون ثمن كل محصول يوميا لهذه العائلات، ومن ثمة تهريبه إلى الجمهورية التونسية، وإلى دولة إيطاليا، لتحضيره كأطباق في مطاعم إيطالية وتونسية راقية، حسب سكان هذه المناطق.

أسعار مغرية تدفع العائلات إلى الدخول في رحلة بحث عن الحلزون

يعرض الأشقاء التونسيون أسعار مغرية مقابل الكيلوغرام الواحد للحلزون البري، لاسيما خلال فصل الصيف، حيث يصل إلى 1000 دينار، الشيء الذي يدفع العائلات المعوزة إلى التجند رفقة أطفالهم في رحلة التنقيب عن الحلزون، عن طريق  الحفر بالفؤوس والأدوات الحديدية في مساحات زراعة الكلأ ومختلف أنواع الحبوب، لبضع سنتمترات عن سطح مكان تواجد الحلزون البري في مرحلة النمو قبل طفوحه إلى سطح الأرض في فصل الخريف، وسط تخوفات مطاردات الدرك الوطني.

رحلة بيع الحلزون البري تضمن لنا المصاريف وتغطية تكاليف الدخول المدرسي لأبنائنا

عدد العائلات التي التقيناها في رحلة التنقيب عن الحلزون البري، أكدوا لنا جميعا أن الأسعار التي تعرض مقابل الكيلوغرام الواحد للحلزون، تجبرهم على التنقيب عليه تحت أشعة الشمس الحارقة وخطر لسعات العقارب والثعابين، كونه يضمن لنا تغطية المصاريف اليومية ومصاريف الدخول المدرسي، من أدوات مدرسية وألبسة لأطفالهم المتمدرسين، رغم الأخطار التي تلاحقنا وأطفالنا تحت أشعة الشمس الحارقة، وخطر اللسعات، إلا أننا نغامر في سبيل تحصيل قوت أطفالنا.

طبق الحلزون البري لعلاج العديد من الأمراض 

يرى المختصون في الحلزون البري، أن استهلاكه يعالج العديد من الأمراض المستعصية التي تصيب الإنسان، وتقدم أطباق الحلزون البري في البيوت والمطاعم الجزائريةو إضافة إلى المطاعم التونسية والإيطالية، إذ يتم تحضيره بغليه في الماء والكمون، واستهلاكه بواسطة الشوكة، ويوصف لعلاج العقم والأمراض التنفسية وفقر الدم، حسب المعتقدات الشعبية السائدة في هذه المناطق.

كما يعتبر مادة أولية في صناعة مرهم متعلق بمشاكل البشرة، كالحبوب وبعض خطوط التجاعيد الرفيعة، كما تقدم أطباق الحلزون في مطاعم مدينة القالة الساحلية في فصل الصيف لزوار مدينة القالة.

غياب الردع يشجع على استنزاف الثروة

من جهتنا، اتصلنا بمصالح مديرية الغابات والبيئة لولاية الطارف، من أجل الاستفسار عن القوانين التي تخص هذه الثروة، فكانت الإجابة أن القانون يعاقب المنقبين عن الحلزون البري، كونه من الثروات الباطنية، وفق القانون 5 و6 من الإجراءات الجزائية، يعاقب كل المهربين للثروات الباطنية والمنقبين عليها، وقد صدرت أحكام قضائية ومصادرات في حق الذين تم توقيفهم متلبسين بتهريب هذه الثروة، نفس الإجابة كانت من مصالح مديرية البيئة لولاية الطارف، بوجود قوانين ردعية في حق جميع من تسول له نفسه التنقيب وتهريب هذه الثروة الباطنية التي تحافظ على التوازن البيئي، كما أن غياب الجمعيات البيئية ساهم بشكل كبير في تنامي ظاهرة التنقيب العشوائي، وتهريب هذه الثروة نحو الدول المجاورة.