عشاق التأمل في البحر دون السباحة

العاصميون يتوافدون على الشواطئ القريبة ليلا

العاصميون يتوافدون على الشواطئ القريبة ليلا
  • القراءات: 683
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يستقطب شاطئ برج الكيفان ليلا، الكثير من العائلات العاصمية التي ترسم في كل سهرة، أجواء حية على تلك الشواطئ التي تمتد على طول تلك المدينة العتيقة، حيث تبحث عن لطافة الجو، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة، وساعد عاملا الأمن المتوفر ليلا، والمعارض المقامة هناك على استقطاب الجمهور إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، بهدف التسوق أو الجلوس مع أفراد العائلة، والنزول إلى السباحة، بالنسبة للراغبين فيها، تحت ضوء القمر.

أجبر الحر العائلات الجزائریة على تعدیل برنامج عطلتھا والاكتفاء بالنزول إلى الشواطئ القریبة من مقرات سكناھا، للاستمتاع بلطافة الجو ومداعبة الأمواج ليلا، ولو للاستمتاع بالنظر، في الوقت الذي يستمتع الصغار بالسباحة.

نزلت ”المساء” إلى شاطئ برج الكيفان ليلا، للاقتراب من العائلات التي  وجدت هذا المكان ملاذا لها، مع ارتفاع درجات الحرارة، خصوصا العائلات العاصمية التي تقطن في عمارات تميزها عادة ضيق المساحة، وليس لها حدائق تمكنها من استنشاق هواء نقي أو الجلوس للعشاء أو احتساء فنجان من الشاي، لاسيما أن فصل الصيف لا تكتمل أجواؤه إلا بالسهر لساعات متأخرة والجلوس رفقة العائلة والأصدقاء، حين تمنع الحرارة الفرد من النوم مبكرا.

يشهد هذا الشاطئ مع كل موسم صيف، حركة لا مثيل لها، وكأنك في وضح النهار، نظرا لعدد العائلات الكبير، حيث تكاد لا تجد مساحة صغيرة للجلوس فيها، أجواء تميزها عادة نفس العائلات التي اعتادت على ذلك الروتين ليلا مباشرة بعد العشاء، أو هناك من يرغب كذلك في النزول من أجل تناول العشاء في الهواء الطلق رفقة الأصدقاء أو العائلة.

وما زاد من بهجة تلك الأجواء ونشط حركتها، معارض الصناعة التقليدية والمعرض الموسمي لبيع الملابس الجاهزة، فضلا على العدد الكبير لمحلات بيع المرطبات المقابلة للشاطئ، والتي تظل مفتوحة إلى غاية الرابعة صباحا، خلقت بذلك ازدحاما كبيرا للسيارات، نظرا لاستقطابها للعائلات التي نصبت مقاعد لها مباشرة أمام تلك المحلات.

اقتربت ”المساء” من بعض العائلات التي توافدت على الشاطئ، بداية حدثتنا ”خيرة” التي كانت رفقة عائلتها قائلة ”يتعذر عليّ النزول إلى الشاطئ صباحا لاصطحاب الأطفال، بسبب دوام العمل، الأمر الذي يدفعني من حين إلى آخر، إلى استغلال فترة الليل، حيث يستمتع الأطفال بعطلتهم، لاسيما أن فصل الصيف لا يكتمل إلا بالاستجمام على شاطئ البحر.

كان هذا رأي العديد من العائلات هناك، التي أجمع عدد منها أن النزول إلى البحر ليلا له طعم خاص به، فليس بالضرورة من أجل السباحة، إنما يكتفي كبار السن عادة بالجلوس هناك للاستمتاع بجماله وبلطافة الهواء، بعيدا عن حرارة الجو، خلال الفترة الصباحية، لاسيما بالنسبة للذين ليست لهم رغبة في السباحة، إنما متعتهم تكمن في التأمل في البحر فقط.

الجدير بالذكر، أن مصالح الحمایة المدنیة حذرت من السباحة لیلا، بسبب خطورتھا، في ظل غیاب الإنارة العمومیة وصعوبة الرؤیة، لاسیما أن نھایة عمل أعوانھا تنتھي في حدود الساعة السابعة مساء، حسب تصريح سابق للمدیریة العامة للحمایة المدنیة.