بن صالح في تأبينية الرئيس التونسي:

قايد السبسي خسارة لتونس والجزائر ومحبي السلام في العالم

قايد السبسي خسارة لتونس والجزائر ومحبي السلام في العالم
  • القراءات: 469
م.خ ـ و.ا م.خ ـ و.ا

أكد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أمس، أن وفاة الرئيس التونسي باجي قايد السبسي ليست خسارة لعائلته ولتونس فحسب، بل للجزائر والعرب ولكافة محبي السلام في العالم»، مذكرا بمواقف الفقيد تجاه الجزائر، قائلا «عرفناه في أيام المحنة وكان إلى جانبنا ووقف معنا، دعمنا وناصر قضيتنا. كما عرفناه بعد الاستقلال وكان دائما من بين الذين هندسوا وعملوا من أجل تثمين العلاقات بين بلدينا».

وأشاد بن صالح في كلمة تأبينية ألقاها خلال مراسم تشييع جنازة الفقيد بتونس، بمواقف الرجل في الدفاع «عن الحق والعدالة» وعمله على بناء وطنه والدفاع عنه»، معربا عن أمله في أن يتجاوز الشعب التونسي هذا «الامتحان خاصة في ظل هذا الظرف الدقيق الذي تعرفه تونس الشقيقة».

وشارك رئيس الدولة في مراسم تشييع جنازة الرئيس التونسي الراحل باجي قايد السبسي الذي انتقل إلى رحمة الله أول أمس، عن عمر ناهز 92 سنة.

وكان في استقبال رئيس الدولة الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم لدى وصوله إلى مطار تونس العاصمة، كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد وكاتب الدولة للشؤون الخارجية صبري باش طبجي ووالي تونس العاصمة الشاذلي بوعلاق وكذا سفير الجزائر بتونس.

وكان رئيس الدولة قد بعث برسالة تعزية إلى الحكومة التونسية وأسرة الفقيد، أشاد فيها بمسار المرحوم قايد السبسي ونضاله المستميت في حركة التحرير التونسية والمغاربية وبجهوده في بناء بلاده بعد الاستقلال.

وتحادث رئيس الدولة أمس، على هامش مراسم تشييع جنازة الرئيس التونسي مع عدد من رؤساء الدول، حيث أجرى محادثات مع رئيس الجمهورية التونسية المؤقت السيد محمد الناصر، قدم له خلالها تعازيه.

كما تحادث رئيس الدولة أيضا مع ملك إسبانيا فيليب السادس حول العلاقات الثنائية والسبل والوسائل الكفيلة بتطويرها. وأكد ملك إسبانيا خلال هذا اللقاء على «ثقته في السلطات الجزائرية والطبقة السياسية من أجل تجاوز هذه المرحلة»، في إشارة إلى الأزمة السياسية الحالية  بالجزائر.

وأجرى السيد بن صالح أيضا محادثات مع نظيره البرتغالي السيد مارسيلو دي سوزا وكذا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يعود بعد ظهر أمس، إلى أرض الوطن. وشيعت تونس جثمان الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في جنازة وطنية، بمشاركة عدد من قادة الدول، حيث نقل جثمان الفقيد صباح أول أمس، من المستشفى العسكري في العاصمة تونس إلى قصر قرطاج في سيارة عسكرية لفت بعلم البلاد في ظل حراسة عسكرية وأمنية.  وأدى عدد من عناصر قوى الأمن التحية العسكرية لدى مرور الموكب، كما شارك عدد كبير من التونسيين في مراسم توديع رئيسهم الذي تزامنت وفاته مع الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية عام 1957.

وانطلق موكب الجنازة من قصر قرطاج باتجاه مقبرة «الجلاز» على بعد نحو 25 كيلومترا، حيث ووري الثرى إلى جانب أفراد من عائلته.

واتخذت وزارة الداخلية «احتياطات استثنائية بتسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية لتأمين موكب الجنازة في مختلف مراحله، مع الأخذ  بعين الاعتبار مواكبة التجمعات التلقائية للمواطنين».

وكتب حافظ قايد السبسي، نجل الفقيد على فيسبوك «الرئيس الباجي قايد السبسي رحمه الله ملك للشعب وكل تونسي من حقه الحضور في جنازته».

وصدرت الصحف التونسية أول أمس، بالأبيض والأسود وواصل التلفزيون الحكومي بث آيات قرآنية، حيث أوقف بث برامجه واقتصر الأمر على نشرات إخبارية، في حين أعرب المجتمع المدني التونسي عن شعوره بالحزن والأسى لفقدان «رمز الوحدة والاستقرار والأمل» و»الرجل الشجاع»، الذي أرجع الأمن في هذا البلد المستهدف بعدة هجمات إرهابية منذ 2011.

للتذكير، فقد أعلنت الحكومة التونسية الحداد 7 أيام ونكست الأعلام وألغيت النشاطات الفنية في البلاد، في حين أعلنت الجزائر وموريتانيا وليبيا ومصر والأردن ولبنان الحداد ثلاثة أيام.