يوسف بوخنتاش محافظ مهرجان تيمقاد الدولي:

نراهن على مهرجان ببعد اقتصادي

نراهن على مهرجان ببعد اقتصادي
  • القراءات: 694
ع.بزاعي  ع.بزاعي

أكد يوسف بوخنتاش، محافظ المهرجان الثقافي الدولي تيمقاد، أن هذه التظاهرة باتت اليوم من بين المهرجانات القليلة عبر الوطن، التي تحتاج إلى دعم مالي إضافي، مشكلا من عائدات التمويل الإشهاري، وهو ما جاء ـ حسبه- كثمرة لتطور يمتد إلى سنوات خلت، أعقبت إعادة بعثه منذ سنة 1997، وأبرز في ندوة صحفية نشطها أول أمس بفندق "شيليا"، أن المهرجان يقوم بتطوير نموذج اقتصادي مستقبلا، بالاستثمار في خصوصياته.

ذكر بأنه تم الإعلان عن هذا التوجه خلال السنة الماضية، في أول تجربة له كمحافظ للمهرجان، وهو الهدف الذي تم الاقتراب من تحقيقه بشكل كبير، في انتظار دعم المستثمرين الخواص للمسعى من أجل استعادة هبة المهرجان.

أكد من جهة أخرى، على ضرورة توظيف المهرجان في بعده الفني والثقافي واستغلال خصوصيات المنطقة، وفتح مجالات الاستثمار في هذا القطب، لدعم الثقافة والسياحة التي تمثل دعما آخر في سبيل الاستثمار على مستوى المنطقة التي ترقد على كنوز ومعالم أثرية وتاريخية كفيلة بجلب السياح. 

مضيفا أن المهرجان ليس حفلات، بل تصور ثقافي شامل لترقية المناطق السياحية في الجزائر، ويقتضي العمل على توجيه النظرة للثقافة السياحية، باعتبار الثقافة الواجهة الحقيقية للهوية الوطنية، في رد ضمني على دعوات إلغاء فعاليات هذه الطبعة.

أكد أن طاقم المحافظة سيسهر في الطبعة الواحدة الأربعين للمهرجان، على تفعيل دور المهرجان، وتنفيذ برنامجه الذي قال عنه، بأنه يستجيب للتطلعات ويرد للرغبات في حدود الإمكانيات المتاحة، مضيفا أن الطبعة تضمنت كذلك عروضا مسرحية وعروض البالي لتنويع النشاط، إذ تعرف هذه السهرة تقديم مسرح همسات أجيال، وهي لوحات فنية تتطرق لأربعة أجيال من الثورة والاستقلال. مرورا بالعشرية السوداء، إلى الجيل الحالي. تضم سبعة ممثلين منهم طفلين،  فضلا عن عروض الفلكلور الشاوي، والكركوكي، والديوان، إلى جانب فنانيين سيطربان جمهور تيمقاد، ابرهيمي عيسى والشاب مليك.

حسب منشط الندوة، فإن المهرجان قطع أشواطا كبيرة نحو العالمية، بالنظر إلى تنوع البرنامج السنوي للمهرجان، الذي شمل تنشيط سهرات من قبل فرق وفنانين عالميين، لهم من الشهرة ما يمكن أن يشكل سندا للمهرجان.

لم يستثن بوخنتاش دور الإعلام في الإسهام في ترقية المهرجان وبعثه للارتقاء لمصاف المهرجانات العالمية، خصوصا أنه صنف في الستينيات رابع مهرجان دولي، ويراهن على الدور الريادي للإعلام المحلي لدعم المهرجان، من خلال تحسيس المؤسسات الاقتصادية بضرورة المساهمة لتوظيف كل شروط إنجاحه وتنويع الأطباق، كما جرى في الطبعة السابقة بأنواع الفنون الأدبية، الفنون الشعبية والتشكيلية، وخلق فضاءات للتعريف بالصناعات التقليدية.

تعرف الدورة الـ41 تكريم وجوه فنية جزائرية راحلة، منهم محمد الأوراسي وكاتشو، والذين هم على قيد الحياة، على غرار حكيم الكاهنة وبعض العناصر التي كانت وراء وضع اللبنات الأولى لتأسيس المهرجان سنة 1967.

سجل من جهة أخرى، ارتياحه للجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة التي تكفلت بالجانب المالي لهذه الطبعة، وأكد بالمناسبة على ضرورة الحرص للارتقاء بالمهرجان الذي أصبح عنصرا فاعلا في تنشيط الفعلي الثقافي والاقتصادي. كما أثنى على جهود والي الولاية فريد محمدي الذي حرص على إنجاح فعاليات الطبعة، وأضاف منشط الندوة أن ولاية باتنة هذه السنة ستستفيد من خصوصيات المهرجان فنيا واقتصاديا.

في رده عن سؤال لـ«المساء"، عما إذا كان هناك إجماع حول ضبط قائمة الفنانين الذين سينشطون فعاليات الطبعة التي ستنطلق يوم 28 من الشهر الجاري، إلى 02 أوت المقبل منه، وعن مشاركة فناني المنطقة الذين يؤدون الأغنية الأمازيغية ولطالما اشتكوا في طبعات سابقة عدم إنصافهم، قال بوخنتاش إن مهرجان تيمقاد ملك لكل الجزائريين دون استثناء، وسيبقى رمز الجزائر والجزائيين. مضيفا "لم نقص أحدا ولكن واجب التداول على هذا المهرجان حتمية يفرضها الواقع"،  واستطرد يقول "فلو تفادينا أو تخطينا بالأحرى مشاكل التسيير، لأمكن الحديث عن دوره ووظيفته النبيلة، خصوصا أنه اكتسب شهرة عالمية وفرص الظهور لكل فناني الجزائر قائمة، وهذا شرف كبير للجزائر. فالهدف المنشود مرهون بمدى إشراك مهني القطاع الثقافي، وعموما في وجود مبادرات جادة في البرنامج الذي سطرناه".

ووعد بالعمل الجاد رفقة الجميع وأن المحافظة لا تمارس أي إقصاء، وستعمل على تنويع الطبق، مع إمكانية المشاركة الشرفية لبعض الفنانين العالميين الذين سبق لهم أن نشطوا سهرات في طبعات سابقة، مضيفا أن أسعار تذاكر الدخول  ستكون موحدة في متناول الجميع، ولا فرق بين سهرة وأخرى. 

ختم الحديث بالتطرق لما اصطلح عليه بالحراك الثقافي، مشيرا في السياق، إلى أن البعض يريده مهرجانا على المقاس، متجاهلين بعده الوطني والدولي. كما حذر من محاولات تتييس الشباب من خلال ما ينشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وأضاف يقول "من المستحيل أن يكون الحراك ضد الثقافة".