بن صالح معلنا عن حداد رسمي :

الجزائر لن تنسى المواقف الرائدة للرجل في مساندة ثورتها

الجزائر لن تنسى المواقف الرائدة للرجل في مساندة ثورتها
  • القراءات: 445
ق.و ق.و

أعلن رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أول أمس، عن حداد رسمي لمدة ثلاثة أيام عبر كافة أنحاء البلاد، إثر وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. وأمر في هذا الظرف الأليم بتنكيس العلم الوطني على سائر المؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية، مؤكدا في تعزيته للأشقاء في تونس بأن ”الجزائر لن تنسى المواقف الرائدة للراحل في مساندته للثورة التحريرية”.

وبعث رئيس الدولة برسالة تعزية إلى كل من رئيس الجمهورية التونسية المؤقت السيد محمد الناصر والوزير الأول التونسي وإلى أفراد أسرة  المرحوم، أشاد فيها بمسار المرحوم ونضاله المستميت في حركة التحرير التونسية والمغاربية وبجهوده في بناء بلاده بعد الاستقلال. 

واعتبر السيد بن صالح في رسالته أن فقدان المرحوم يعد رزءا على تونس والجزائر والمغرب العربي والأمة العربية كلها، قائلا في هذا الصدد ”بلغ الأسى والأسف أقصى ما يبلغانه في نفس إنسان، حين تناهى إلى سمعي نبأ انتقال المغفور له بإذن الله فخامة رئيس الجمهورية التونسية والصديق العزيز إلى رحمة الله وعفوه.. وأن يرزأ فيه الشعب التونسي الشقيق، بل المغرب العربي، بل الأمة العربية كلها، خاصة الجزائر التي تشاطركم شعبا وحكومة آلامكم وأحزانكم. وتعتبر كل دمعة ذرفتها على فقده عيون الأشقاء في تونس ذرفتها أيضا عيون إخوانهم في الجزائر، تماما كما سقوا بدمائهم الزكية ودموعهم الغالية تراب ساقية سيدي يوسف وأماكن عديدة في الحدود المشتركة إبان الثورة التحريرية”.

وقال السيد بن صالح إن ”الراحل العزيز سيبقى خالدا في ذاكرة الجزائريين، الذين لن ينسوا أبدا مواقفه الرائدة في مساندة الثورة الجزائرية وفي الذود والدفاع عنها ما وجد لذلك سبيلا داخل تونس وخارجها. وسيبقى لديهم كما كان وكما هو، من ألمع القادة الذين حازوا بأعمالهم ومواقفهم الإجماع على ما تتسم به شخصياتهم من حنكة واتزان وبُعد نظر”.

وأضاف رئيس الدولة ”حقا إنه لخطب جلل ورزء عظيم يصيب تونس الشقيقة ومنطقتنا في هذا الظرف التاريخي العصيب، بالنظر لما تعيشه منطقتنا والوطن العربي من اهتزازات وأحداث جسيمة”، مشيرا إلى أن الفقيد ”دأب منذ الخمسينيات على نضال مستميت في حركة التحرير التونسية والمغاربية وكافة رموز التحرر العربي والإنساني، وكابد في سبيل ذلك غطرسة المحتل واستبداده وصبر وصابر، فكان من الأوائل الذين أسهموا على مدى ستين عاما في بناء صرح تونس وتميزوا برجاحة العقل وسداد الرأي وبالعصرنة مع المحافظة على الأصالة في البناء والتشييد”.

واستطرد رئيس الدولة في رسالة التعزية ”لقد كان بجهوده الخيّرة رقما إيجابيا في مسيرة تونس المعاصرة، إذ ترك في مراحل حياته بصمته الواضحة في شتى المحطات ومختلف المناصب التي تولاها، لاسيما عند توليه قيادة البلاد خلال السنوات الأخيرة، لما أبدى فيها من بُعد نظر من أجل إرساء دعائم الديمقراطية التوافقية بين كل القوى الفاعلة. واستطاع أن يسير بالبلد إلى التحول السلمي نحو ديمقراطية أصيلة غدت قدوة للأجيال في منطقتنا”.

وخلص السيد بن صالح في رسالته إلى أنه ”أمام هذا الخطب الجلل الذي أشاطركم والشعب التونسي الشقيق، باسمي الخاص وباسم الشعب الجزائري مرارته، أعرب لكم عن تعازينا الحارة ودعواتنا الصادقة مبتهلا إلى المولى الذي وسعت رحمته كل شيء أن يكرم وفادته. ويحتسب له أجر العاملين المخلصين لأوطانهم ومتضرعا إليه أن يتنزل في قلوبكم وفي قلوب أسرته الكريمة صبرا جميلا ويوفيكم جميعا على صبركم أجرا عظيما ويعوضكم في فقده خيرا كثيرا، إنه سميع مجيب الدعاء..

«وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.