أسدى رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أول أمس، أوسمة من مصف الاستحقاق الوطني، لعناصر المنتخب الجزائري لكرة القدم، عقب تتويج ”الخضر” بلقب كأس أمم إفريقيا بمصر سهرة أول أمس بالقاهرة في اللقاء النهائي على حساب فريق السنغال بنتيجة (1- 0)، مجددا شكره وامتنانه لما قدمته العناصر الوطنية طيلة الأسابيع الماضية من جهد مضن.

وقال السيد بن صالح في كلمة ألقاها أمام أعضاء الفريق الوطني الذين استقبلهم بقصر الشعب، ”إننا بهذه المناسبة وإذ نتقاسم فيض المشاعر التي عمت ربوع الوطن (...) نقدر العناء والمشاق التي تحملتموها بصبر واعتزاز، وهو ما يرفعكم بجدارة إلى مقام التكريم والتشريف، حيث قررنا أن نسدي لكم أوسمة من مصف الاستحقاق الوطني، اعتبارا للإضافة التاريخية المشرفة، وتقديرا لإعلائكم رصيد وشأن الرياضة الجزائرية”. 

واستطرد السيد بن صالح في هذا السياق: ”يُعد هذا التكريم استثنائيا بحق؛ إذ يهدف إلى مكافأة إنجازاتكم المتميزة لكي يكون مصدر إلهام وقدوة حسنة للأجيال القادمة”، مضيفا: ”منذ أن بدأتم مشواركم الرياضي المظفر في منافسة قارية صعبة خلال الدورة الثانية والثلاثين لكأس أمم إفريقيا بجمهورية مصر العربية الشقيقة، تعلقت بكم آمال الجزائريات والجزائريين في الوطن وفي الخارج”. 

وأبرز رئيس الدولة حجم الإنجاز الذي حققه ”الخضر”؛ ما أدخل الفرحة في نفوس الجماهير العريضة، قائلا: ”منذ أن باشرتم هذه المنافسة الرياضية القارية الهامة، توسم فيكم الشعب الجزائري التألق. ولأنكم من طينة هذا الشعب العظيم حملتم في قلوبكم أمانة تحقيق الحلم؛ حلم الفوز والتتويج بالكأس الثانية”. 

كما أثنى السيد بن صالح على البصمة التي تركتها التشكيلة الوطنية في مشوارها المشرف خلال هذه الدورة بالقول: ”إن تتويجكم المستحق بكأس أمم إفريقيا حدث رياضي تاريخي في حياة الأمة، منه انبثقت أفراح الجزائريين الذين عاشوا بالعقل والوجدان معكم وأنتم تبدعون الملاحم في الملاعب، وترفعون مع كل استحقاق في هذه الدورة سقف التحدي، تجاوبا مع الملايين من المناصرين وتوقا إلى إسعاد الجماهير الفخورة بكم بأدائكم القوي الراقي، حيث امتزجت في تناسق مبهج أناقة وإبداع الإمكانيات الفردية مع صرامة ونجاعة قوة المجموعة”.

وإقرارا بما قدمه الخضر من أداء راق أبهر متتبعي الكرة المستديرة عبر العالم، خاطب رئيس الدولة الفريق الذي حظي باستقبال شعبي كبير فور وصوله إلى أرض الوطن؛ ”كنتم بحق محاربي الصحراء، كنتم محاربين جديرين بهتافات آلاف المناصرين الذين تحمّلوا مشاق السفر وأهازيج الشباب والعائلات وهم يملأون الساحات والشوارع تعبيرا عن الابتهاج بالانتصارات التي حققتموها بحس الوطنيين وتواضع الواثقين. ولم تدخر الدولة بكل مكوناتها بمن فيها الحكومة والمؤسسة العسكرية، أي جهد لتوفير الدعم الضروري لكم، والسماح لمواطنينا بالتنقل بعدد كبير، إلى مصر لمناصرتكم”.

وتابع رئيس الدولة: ”إنها لجهود معتبرة قلما بذلتها دول أخرى في مثل هذه المنافسة، وهي بذلك تستحق التنويه والإشادة لما تضمنته من تخطيط محكم وموارد هامة وضعتها الدولة تحت تصرف مواطنينا، لمرافقتكم وتشجيعكم في مشواركم للظفر بكأس أمم إفريقيا للمرة الثانية. واليوم وإذ نحتفي بكم ومعكم في هذه السانحة، فلنسجل في لحظة حافلة بمشاعر الاعتزاز والشموخ، نسجل امتنان وعرفان وتقدير الشعب الجزائري لكم: مدربا وطاقما مسيرا ولاعبين؛ فلقد مكنتمونا من أن نعيش لحمة وطنية أصيلة فيه، وأسعدتم ملايين الجزائريين معنا في أرض الوطن وفي العالم، ملايين الجزائريين الذين توشحوا بقدسية الراية الوطنية وهتفوا لجزائر قوية مجيدة”.

وكان الفريق الوطني حظي باستقبال جماهيري كبير، حيث لم تمنع الحرارة الشديدة التي سادت أمس الجزائر العاصمة، عشرات الآلاف من المواطنين، من تشكيل ممر شرفي عملاق امتد على مسافة كيلومترات بين المطار الدولي هواري بومدين وساحة أول ماي. كما تهاطلت التهاني على المنتخب الوطني عقب أدائه الباهر بالقاهرة، سواء من القادة العرب أو من الشخصيات والهيئات الرياضية العالمية.