في أول لقاء بين وزير الفلاحة ومربي الإبل

مخطط للتكفل بالصحة الحيوانية في انتظار الدعم المالي

مخطط للتكفل بالصحة الحيوانية في انتظار الدعم المالي
  • القراءات: 3600
نوال. ح نوال. ح

شرعت مصالح الصحة البيطرية والضبط وتطوير الإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، في إعداد تقارير مفصلة حول انشغالات الموالين بشعبة تربية الإبل والماعز، خاصة ما تعلق منها بإشكالية عودة الدعم المالي لكل حالة ولادة جديدة ورفع التجميد عن الصندوق الوطني لدعم المربين، فضلا عن مكافحة مرض "ذبابة الجمال" وفتح ملحقات لتعاونيات الحبوب عبر كل ولايات الجنوب لضمان توزيع عادل لحصص الشعير المدعم، بالإضافة إلى تفعيل مشروع تحديد المراعي ونقاط جمع المياه، واعتماد الجمعيات التي تحترف سباق المهاري بما يسمح لمحترفي هذه السباقات بتمثيل الجزائر في السباقات الدولية.

والتزم وزير الفلاحة، عماري شريف، في أول لقاء له مع ممثلي المربين والجمعيات المتخصصة في تربية الإبل والماعز، بالتكفل العاجل بكل انشغالات مهنيي الشعبة، تنفيذا لتوصيات الوزير الأول، نور الدين بدوي، وذلك من خلال التعجيل في تنصيب المجلس الوطني متعدد المهن لشعبة مربي الإبل والماعز بالجنوب وإرسال فرق من المفتشين البيطريين للولايات المتضررة من حشرة "ذبابة الجمال" لتحديد أسباب انتشارها وتدعيم المصالح البيطرية بالأدوية الضرورية، مع رش المبيدات الحشرية قرب مناطق تربية الإبل، خاصة وأن الإبل المصابة تموت بعد 24 ساعة من إصابتها بلسعة الذبابة.

كما سمح اللقاء بالتعرف عن قرب على ظاهرة تهريب الإبل عبر الحدود الجنوبية، حيث يسجل الموالون في كل مرة خروج المئات من الإبل للرعي عبر عدد من الدول الحدودية لكنها لا تعود، وهي الظاهرة التي تمس الناقة بشكل خاص، ليقترح الوزير على مصالح الصحة البيطرية تنسيق العمل مع المعهد التقني لتربية الحيوانات لتزويد رؤوس الإبل، التي بلغ عددها 400 ألف رأس، بقارءات كرتونية تسمح بتحديد مسار القطيع وضمان عودته كاملا بعد رحلة الرعي خارج الحدود الجزائرية.

على صعيد آخر، أعلن الوزير عن إرسال فرقة للتحقيق في نشاط المذابح الرسمية وغير الرسمية بالجنوب، للتأكد من صحة الأخبار المتداولة حول ارتفاع حالات نحر الناقة، مشيرا إلى أن تعليمات الوزارة واضحة في هذا الشأن، حيث "يمنع منعا باتا" نحر الناقة والنعجة لضمان تكاثر السلالات.

أما فيما يخص عملية تزويد الموالين بمادة الشعير وإشكالية بعد تعاونيات الحبوب عن مناطق الرعي، فقد كلف الوزير مدير مصلحة ضبط وتطوير الإنتاج بإعداد تقرير مفصل يتضمن تحديد إمكانيات البلديات من ناحية تخزين الشعير وعدد الموالين عبر 177 بلدية تابعة لـ10 ولايات جنوبية، ليتم اعتماد ورقة طريق تضمن وصول الشعير لأصحابه، فيما أكد ممثلو الموالين، من جهتهم، أن عملية تجديد بطاقات الموال بالغرفة الوطنية للفلاحة، تتم كل سنة ويشترط فيها تقديم شهادة الصحة البيطرية والتأكد من عدد رؤوس الإبل لكل موال، وهو ما وضع حدا للمضاربين.   

نحو رفع التجميد عن الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية

وردا على انشغالات الموالين المتعلقة بالدعم للرفع من عدد رؤوس الإبل، أشار وزير الفلاحة إلى التفكير القائم على مستوى الحكومة من أجل رفع التجميد عن الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية، وذلك حتى يتم تقديم دعم مالي لكل موال متخصص في تربية الإبل والخيول عند تسجيل ولادة جديدة.

وحسب ممثلي المربين، فقد كانت الدولة في وقت سابق تخصص مبلغا ماليا لكل ولادة جديدة للحوار (صغير الجمل)، وهو ما كان يحفز المربين على الرفع من عدد رؤوس الإبل ويسهل عليهم عملية اقتناء الأعلاف الضرورية، إلا أنه بعد تجميد نشاط الصندوق ووقف الدعم، تحول المربين إلى بيع الإبل والناقة لتقليص النفقات، خاصة وأن مناطق الرعي بالصحراء تقع في مناطق بعيدة لا تتوفر على نقاط لجمع المياه.

وكشف وزير الفلاحة لـ«المساء" عن إمكانية تخصيص غلاف مالي من صندوق تنمية المناطق الصحراوية، التابع لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، للتكفل بالانشغالات المادية للموالين، مؤكدا أن الحكومة جندت كل الإمكانيات المادية والتقنية للرفع من قدرات هذه الشعبة، على أن يتم في القريب العاجل تنصيب المجلس الوطني للشعبة، مع العلم أن المجالس الولائية تم تنصيبها في وقت سابق.

كما تعهد عماري بزيارة الموالين في مناطق نشاطهم، للوقوف على مدى تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها مع ممثلي الشعبة ومدراء المصالح الفلاحية والمؤسسات ذات الصلة، مؤكدا أن الاعتناء بالجانب الصحي للإبل سيكون أول ملف يتم التكفل به في اقرب وقت، بعد اعتماد مخطط  تدخل استعجالي.

أما فيما يخص الجمعيات المتخصصة في سباق المهاري، فأعلن عماري اتصاله بنظيره وزير الشباب والرياضة لاعتماد هذه الجمعيات، حتى يكون لها تنظيم رياضي معترف به يضمن لهواة هذه السباقات المشاركة في أكبر التجمعات الدولية، "ولما لا تكوين أول فريق وطني في سباق المهاري"، مؤكدا أن وزير الرياضة سيتكفل شخصيا بالملف فور عودته من مصر. 

للإشارة، تحصي مصالح وزارة الفلاحة قرابة 400 ألف رأس إبل (منها 200 ألف ناقة)، ويرتكز نشاط تربية الإبل بنسبة 92 بالمائة عبر 8 ولايات جنوبية، منها تمنراست التي تحصي 30 بالمائة من رؤوس الإبل، فيما يتوزع 8 بالمائة منها في المناطق السهبية.