بوقادوم خلال اجتماع مجلس الأمن للاتحاد الإفريقي بنيامي:

العمل العسكري لن يفضي إلى حلّ الأزمة الليبية

العمل العسكري لن يفضي إلى حلّ الأزمة الليبية
  • القراءات: 1214
م خ /واج م خ /واج

أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، أول أمس، أن العمل العسكري «لا يمكن أبدا أن يفضي إلى حلّ للازمة في ليبيا»، مضيفا أن الحلّ السياسي الذي يتم التفاوض حوله وتقبله جميع الأطراف المتنازعة هو وحده الكفيل بإعادة السلم و الحفاظ على الوحدة والسيادة والسلامة الترابية بهذا البلد»، في حين ذكر أن الجزائر التي شجعت دائما الإخوة الليبيين على الالتزام بطريق الحوار الشامل والوفاق الوطني، مقتنعة بأن الأطراف الليبية ستتحلى بالحكمة لتجاوز خلافاتها وتغليب المصالح الوطنية العليا.

وقال السيد بوقادوم في مداخلته خلال أشغال اجتماع مجلس الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي بالعاصمة النيجرية، أنه يتعين على «الليبيين الشروع في أقرب الآجال في مسار شامل للمصالحة الوطنية كإطار ضروري، من شأنه وضع حد للانقسام والتوصل إلى الهدف المرجو وهو تنظيم انتخابات شفافة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة».

  وأكد الوزير أن تنظيم هذه الانتخابات، التي يجب أن يحترم نتائجها جميع الأطراف المشاركة، سيساهم في إقرار مناخ الثقة وفي وضع هيئات حكومية ديمقراطية دائمة، منها جيش وطني موحد يكون المسؤول الوحيد على ضمان أمن البلد».

كما ذكر وزير الخارجية أن الجزائر كانت قد أدانت «بشدة» الهجوم الذي استهدف مركزا لاحتجاز المهاجرين، كما دعت إلى «تحديد المسؤوليات وكشف الفاعلين وكل الضالعين في هذا الاعتداء»، مشيرا إلى أن وضعية المهاجرين الأفارقة في ليبيا مرتبطة بالأزمة الكبيرة التي يعيشها البلد منذ سنة 2011، في حين شدّد على ضرورة العودة الفورية لمسار الحوار الشامل بين جميع الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى حل توافقي لهذه الأزمة التي طال أمدها.

وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الوضع الأمني في ليبيا يتدهور، مضيفا أن «عدم تحكم السلطات في كل الأراضي الليبية وبالخصوص المناطق الحدودية للبلد، قد مكن الجماعات الإرهابية من استغلال هذا الوضع بغية التغلغل والانتشار أكثر في بيئة تميزها تجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر».

وقال السيد بوقادوم إن تسوية هذه «الأزمة التي تؤثر على القارة الإفريقية تعنينا جميعا»، مضيفا أن «النزاع الليبي يعتبر قبل كل شيء نزاعا إفريقيا، كما أن دور الاتحاد الإفريقي يجب أن يكون أكثر وضوحا بصفته شريكا أساسيا لمنظمة الأمم المتحدة في تسوية النزاعات في إفريقيا في إطار مقاربة تبعية وتكاملية».

كما شارك رئيس الدبلوماسية الجزائرية على هامش الدورة العادية الـ 35 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في الاجتماع الوزاري للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول جنوب السودان (سي 5) التي تضم الجزائر، روندا، التشاد ونيجيريا وتترأسها جنوب إفريقيا.

وجدّد السيد بوقادوم في تدخل له تمسّك الجزائر مثل باقي أعضاء هذه اللجنة باستقرار جنوب السودان، مجددا التزامه «بمواصلة الجهود في إطار هذه الآلية من أجل تسريع مسار عودة السلم والاستقرار لهذا البلد الشقيق».

ونظم هذا الاجتماع لتعزيز تجنّد ودعم الاتحاد الأفريقي لوساطة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) وكذا لمجهودات المنطقة من أجل تسريع خروج هذا البلد من الأزمة، في إطار اتفاق تسوية النزاع في جنوب السودان الموقع في 12 سبتمبر 2018.

وسمح اجتماع هذه اللجنة رفيعة المستوى بتقييم التقدم المحرز في تنفيذ مسار السلم في جنوب السودان، بالإضافة إلى التأكيد على دعم هذه اللجنة والاتحاد الإفريقي لمجهودات «إيغاد» الرامية إلى مرافقة الأطراف الجنوب سودانية في مسار السلم والمصالحة.

وينعقد اجتماع مجلس الأمن والسلم للاتحاد الافريقي على هامش الدورة الـ35 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي، حيث يقود السيد بوقادوم الوفد الجزائري في أشغال هذا المجلس التنفيذي، تحضيرا للقمة الاستثنائية الـ12 للاتحاد الإفريقي المزمع انعقادها اليوم والتي ستخصص بشكل حصري للإطلاق العملي لمنطقة التبادل الحر القارية.

فخلال قمة كيغالي المنعقدة في مارس 2018 أعطت الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي الموقعة على اتفاق إنشاء منطقة التبادل الحر للقارة الإفريقية، إشارة قوية لتدعيم وتعزيز التجارة بين الدول الأفريقية بهدف إنشاء سوق إفريقية موحدة.

وقد دخلت منطقة التبادل الحر للقارة الإفريقية حيز الخدمة في 30 ماي بهدف إنشاء سوق موحدة للسلع والخدمات على مستوى القارة قائمة على حرية تسيير النشاطات والاستثمارات.

كما شدّد وزراء الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بنيامي، على ضرورة ترشيد نفقات المنظمة القارية لسنة 2020، حيث أوضح الوزير بوقادوم قائلا «لقد قمنا بترشيد ميزانية سنة 2020».

من جهة أخرى، نوّه الوزير بإعادة انتخاب القاضي الجزائري، حسين آيت شعلال، عضوا في المجلس الاستشاري للاتحاد الافريقي لمكافحة الفساد لعهدة مدتها سنتان.

وعلى هامش الأشغال تحادث رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أمس، مع وزيرة العلاقات الدولية والتعاون لجنوب إفريقيا، ناليدي باندور، في حين التقى، أول أمس، وزير الدولة، وزير الداخلية والأمن العمومي واللامركزية والشؤون الدينية لجمهورية النيجر، محمد بازوم. وبعد أن هنأ متحدثه للتنظيم الناجح لأشغال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي وللقمة غير العادية المنتظر انعقادها اليوم، قدم السيد بوقادوم للوزير النيجري شكره للضيافة التي حظي بها الوفد الجزائري بنيامي.

وتمحور اللقاء أساسا حول «العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها»، حيث أعرب الوزيران في هذا الشأن، عن ارتياحهما لنوعية العلاقات القائمة بين البلدين وجدّدا التزامهما بمواصلة الجهود لتحقيق مزيد من التطوّر في مسار تعزيز العلاقات الجزائرية النيجرية.

كما تطرق الجانبان خلال هذا اللقاء إلى القضايا المرتبطة بالتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والاتجار غير الشرعي والهجرة في المنطقة.

وزير الشؤون الخارجية تحادث أيضا مع نظيره الطوغولي روبيرت دوساي. وخلال هذا اللقاء أجرى الوزيران تقييما لوضع العلاقات الثنائية وآفاق تطوير التعاون بين الجزائر والطوغو، لاسيما في مجالات التعليم العالي والتكوين وكذا التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.

واتفق الوزيران في هذا الشأن على «العمل سويا لإعادة بعث التعاون بين البلدين لاسيما من خلال تبادل الزيارات الرفيعة المستوى و وفود الخبراء في مجالات التعاون التي تم التطرّق إليها».