باحث إسباني في ندوة بمعهد "سرفنتس" الجزائر

القصبة والمزاب مثالان لرفاهية العِمارة

القصبة والمزاب مثالان لرفاهية العِمارة
الباحث الإسباني بورخا فروتوس
  • القراءات: 633
دليلة مالك دليلة مالك

أكد الباحث الإسباني بورخا فروتوس في ندوة علمية استقبلها معهد "سرفنتس" بالجزائر العاصمة، أوّل أمس، موضوعها "المحيط والتنمية المستدامة، العمارة والبناء المستدام"، أنّ العمارة التي تتميّز بها بعض مناطق الجزائر، تستجيب لراحة ورفاهية الإنسان، وضرب مثلا بقصبة الجزائر ومنطقة بني مزاب بغرداية.

ربط الباحث قوله بناء على بحثه، الذي يكشف أنّ المحيط والبيئة متلازمة منطقية مع نوع المعمار. وقال إنّ القصبة، على سبيل المثال، تم بناؤها على هضبة، وبالتالي يستمتع سكانها بنسمة بحرية رائعة. أما منطقة مزاب بغرداية فنظامها التقليدي في التهوية، عزّز رفاهية سكانها أيضا، فبالنسبة لبورخا فروتوس فضاءات الرفاهية مرتبطة بنوع وتقنية البناء، وبهذا يرجّح الباحث الإسباني فكرة العودة إلى البناء التقليدي الذي يراه مناسبا للأرض، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تراجع التلوّث والقضاء على الغازات السامة. ويرى أيضا أنّ الاستعمال المفرط للطاقة له دور في تدهور المحيط، لذلك دعا إلى تبنّي فكرة "صفر استهلاك للطاقة"، أو العمل على تقليص استهلاكها.

وتحدّث الباحث عن العوامل الطبيعية والبشرية التي هي وراء تدني واقع البيئة والمحيط، والتي بدورها تؤدي إلى تراجع مستوى الرفاهية وفضاءاتها. وذكر أنّ استعمال الطاقة وجودة الهواء والاحتباس الحراري، محاور يجب التطرّق إليها لوضع الحلول المناسبة، كاشفا وضعيتها الآنية التي تتسم بالتدني والخطر على حياة الإنسان. كما دعا الباحث الإسباني إلى التعامل مع الحرفيين في شراء بعض المنتوج، والاستغناء أو تجنب المنتوج الصناعي لتبعاته البيئية السلبية. وأشار إلى أنّ هناك استراتيجية للقضاء على الغازات السامة، ولاسيما غاز الرادون، وهو غاز خامل عديم اللون والطعم والرائحة، كما أنه من العناصر المشعة.

والرادون خامل كيميائي وغير قابل للاشتعال وسامّ جدا، وهو ثاني أكثر أسباب سرطان الرئة بعد التدخين. يتكون الرادون عن طريق تحلل اليورانيوم والثوريوم، ولأن هذين العنصرين لهما عمر نصف طويل فإن الرادون سيوجد في المستقبل. على صعيد آخر، تطرق بورخا لضرورة تطور فعل المواطنة لتعي أهمية التنمية المستدامة، داعيا إلى تبنّي نمط الحياة بما يناسب الإنسان وتجنب دمار الأرض.