معرض فريد عترون برواق عسلة

تجربة فنية عمادها الطبيعة والتراث

تجربة فنية عمادها الطبيعة والتراث
  • القراءات: 729
مريم. ن مريم. ن

يعود الفنان فريد عترون، من جديد ليواصل تقديم إبداعاته ومغامراته مع الطبيعة، ويمتع الجمهور بإنجازاته خاصة المتعلقة بالحجارة وكذا مشروعه الخاص بالبطاقات البريدية، مع تثمين لكل ما يتعلق بتراث الجزائر وتاريخها وطبيعتها الخلابة، كما يعرض الفنان تجربته مع ورشات التكوين والتأطير للكبار والأطفال. المعرض بعنوان "أحجار فن وديكور" ويقام برواق عسلة وذلك إلى غاية 11 جويلية.

عرض الفنان عترون مجموعة من الأعمال بتقنية ثلاثية الأبعاد عكست المعالم والمواقع الأثرية ، باستعمال تشكيلة من الأحجار المشكلّة التي جمعت من الشواطئ الجزائرية، لترصع بها الصور الفوتوغرافية التي تعكس التراث والطبيعة الجزائرية.

من الصور الرقمية للمناطق الأثرية التي اعتمد عليها فريد عترون آثار تيمقاد وطريقُ بجاية ، ويمّا قوراية ، والقنطرة ببسكرة، والمنصورة بولاية تلمسان، وحيّ القصبة بالجزائر، ولالة فاطمة نسومر من تيزي وزو.

كما ضمّ المعرض صوراً عن الورشات التي يؤطرها الفنان لفائدة التلاميذ بالمركز الثقافي بمنطقة بئر التوتة، من جهة أخرى امتلأ المعرض بمجموعات من البطاقات البريدية التي تففن في انجازها، وأغلبها يحوي المناظر الطبيعية الخلابة بالجزائر وكذا المواقع التاريخية والمدن والأرياف وغيرها، وهي باللّونين الأبيض والأسود، وبالألوان، وعبر ولايات مختلفة، منها  تيارت، والعاصمة، باتنة، وبجاية، وتيبازة مرصعة بالأحجار الملوّنة وبمختلف الأحجام والأشكال وكذا بالقواقع البحرية بشكل واقعي بعيدا عن التركيب الجاهز.

تميزت كل هذه الأعمال بلمسة الإبداع والإتقان رغم الوسائل والتقنيات البسيطة التي تجلب الجمهور وتحثه على إنجاز مثلها.

عند مدخل المعرض وضعت الأحجار الملساء في شكل طواقم متناسقة، وفي شكل أدوات الزينة (ديكور) تسرّ الناظرين، وتمتدّ الأحجار إلى مساحات مسطّحة تشبه العلب معبأة بالرمل توضع عليها الأحجار المزركشة، ممتدة من الصغيرة إلى الكبيرة أو العكس، كما توسطت المعرض طاولة عملاقة وضعت علها علب بها أحجار من كل الأحجام وكذا عيدان النباتات والقش والخيوط وغيرها وكلها مواد أولية يستعملها  الفنان.

الملاحظ أن الفنان عترون، لا يتعدى على خصوصية الأحجار بل يثمّن جمالها، ويجتهد في تطعيمها ببعض التقنيات منها اللصق وبعض الرتوشات الخفيفة جدا من الألوان، وهو ملتزم بهذا الإبداع منذ 12 سنة من العمل ويحرص على توظيف تقنية الأبعاد الثلاثية وبالتركيب الطبيعي ويحاول من كل ذلك التحسيس بأهمية الطبيعة والمحافظة عليها.

يسعى هذا الفنان دوما ليلفت الأنظار للتراث وللطبيعة ولقيمة "الحجر"، وأيضا لمد الجسور بين الأجيال قصد المحافظة على الذاكرة والتقاليد  .

لفتت الصدفات المزركشة التي أنجزت بها عدة مجسمات ولوحات، والتي طعمت بها أيضا قطع خشب الفرنان الجمهور، وتجسدت في أشكال تمثل شخوصا و حيوانات وشجرا وغيرها.

للتذكير فإن الفنان عترون، من مواليد سنة 1953 ببجاية وهو مهندس بترول ومهتم بالتراث والتاريخ.