أكدت استعدادها لتقديم خدمات الجيل الخامس منذ 2015

"إريكسون" تحضر دراسة حول سوق الانترنت عبر النقال بالجزائر

"إريكسون" تحضر دراسة حول سوق الانترنت عبر النقال بالجزائر
  • القراءات: 605
حنان/ح حنان/ح

تجري حاليا "إريكسون – الجزائر" دراسة حول السوق الجزائرية للانترنت عبر الهاتف النقال، سيتم عرض نتائجها في سبتمبر المقبل. وهي دراسة ميدانية تستهدف مختلف فئات المشتركين في الانترنت عبر النقال، من حيث عاداتهم وتطلعاتهم والإشكالات التي يواجهونها. وكانت آخر دراسة من هذا النوع قد أعدت سنة 2016. وأكد مسؤولو الشركة من جهة أخرى، الاستعداد التام لإطلاق خدمة الجيل الخامس "5 جي" في الجزائر وذلك منذ سنة 2015، موضحين أن كل الأجهزة التي تم وضعها يمكنها التحوّل نحو التكنولوجيا الجديدة متى فتح المجال لذلك.

وجاءت هذه التوضيحات خلال ندوة نظمت، أمس، بالجزائر العاصمة، لعرض آخر تقرير حول تطوّر استخدام الانترنت عبر الهواتف النقالة في العالم والتوقعات حول الآفاق المستقبلية والتي تمت مراجعتها في تقرير جوان الجاري، مقارنة بتقرير نوفمبر الفارط، حيث يشير التقرير بوجه خاص إلى ارتفاع التوقعات الخاصة بعدد مستخدمي تكنولوجيا الجيل الخامس بـ400 مليون شخص لينتقل إلى 1.9 مليار شخص في 2024.

أمر لافت، ويدل على الاستعجال في طلب التحوّل نحو التكنولوجيا الجديدة، لاسيما في المجالات الصناعية، مثلما أوضحه لامين وردي مسؤول بالشركة، الذي أشار إلى أن سنة 2024 ستتميز بارتفاع عدد المشتركين في الهاتف النقال إلى 8.8 مليار شخص، 95 من المائة منهم مشتركون في الانترنت، "نسبة تعادل نسبة الربط بالكهرباء"، وهو ما يعني – كما أضاف- أن الانترنت عبر النقال ستصبح مثل  أي "خدمة عمومية" أخرى.

وهو ما يدفع على ما يبدو إلى الإسراع في الانتقال نحو التكنولوجيا الأخيرة في هذا المجال، حيث استبق الواقع التوقعات، ووقعت أولى العقود المتعلقة بالجيل الخامس خلال السنة الجارية، وهو ما ينذر بنمو أسرع لـ”5 جي" من ذلك الذي سجل بالنسبة لـ”4جي". ولعل ما يغذي هذا التسارع نحو الجيل الخامس، هو التنامي الكبير في حركة المعلومات عبر الانترنت في الهواتف النقالة، والتي أظهرها التقرير، إذ يعطي رقما هاما في هذا المجال، يتعلق بتسجيل نمو في هذا المجال بـ82 من المائة في الثلاثي الأول 2019، مقارنة بالثلاثي الأول 2018. رقم كبير، كما قال عبد العزيز لقصوري المسؤول كذلك في إريكسون، والذي تحدث عن توقعات التقرير التي تشير مثلا إلى أن استخدام الفيديو عبر النقال سينتقل من 60 من المائة من إجمالي الحركة المسجلة في 2018 إلى 75 من المائة في 2024. هذه الكثافة في استخدامات الانترنت والتي ستتطور وتشمل مجالات أخرى مع قدوم الجيل الخامس، تطرح إشكالات بالنسبة للمتعاملين، الذين سيكون همهم الاستجابة لهذا الارتفاع الكبير في الطلب والاستهلاك، لدى الزبائن، كما أضاف المتحدث، موضحا أن ذلك "يشكل ضغطا على الشبكات" ما يتطلب البحث عن حلول تقنية بالدرجة الأولى.

فالأمر لا يتعلق فقط بالاستخدام اليومي للانترنت، وإنما الإشكالات المتعلقة بالجيل الخامس تمتد إلى كل المحيط المرتبط به، ولاسيما "الذكاء الاصطناعي"، "أنترنت الأشياء" وكذا "تخزين المعلومات" (الكلاود).        


صالح تباني المدير التجاري لحسابات موبيليس

واتصالات الجزائر لدى إريكسون لـ”المساء":

الجيل الخامس يحتاج إلى تحرير التردّدات واختراق الانترنت عرف قفزة كبيرة

أكد المدير التجاري لحسابات موبيليس واتصالات الجزائر لدى اريكسون في حوار لـ”المساء" أن نسبة اختراق الانترنت عرفت قفزة كبيرة بالجزائر، وهو ما سيظهر بالتأكيد في الدراسة التي تجريها الشركة حاليا. وإذ اعتبر أن انتشار تكنولوجيا الجيل الخامس لن يتم فورا ببلادنا، فإنه شدد على أن هذه التكنولوجيا ستجلب قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى ضرورة شروع متعاملي الهاتف النقال في تحضير الأرضية لذبك، ومؤكدا أن إريسكون جاهزة منذ سنوات وسترافق العملية لإنجاحها.

المساء: عدلت إريكسون في تقريرها الأخير توقعاتها بشأن استخدام الجيل الخامس في العالم نحو الارتفاع. برأيك ما هي أسباب هذا التغير؟

صالح تباني: بالفعل مقارنة بالعام الماضي، رفعت إريكسون في آخر تقرير لها توقعاتها بشأن استخدام الجيل الخامس، وذلك لعدة أسباب منها توقيع عقود تجارية في العالم، فحاليا هناك 10 عقود تجارية تم توقيعها، إضافة إلى نحو 22 عقد تم الإعلان عنه، هذا يدل على وجود إقبال  أكبر من المتوقع على هذه التكنولوجيا، التي تم أولا إطلاقها في الولايات المتحدة وجنوب آسيا لاسيما كوريا الجنوبية وسويسرا بأوروبا. هناك طلب كبير على هذه التكنولوجيا، ليس بسبب سرعة التدفق الكبيرة فقط، وإنما كذلك لأنها تمنح القدرة على القيام باستخدامات جديدة.

ما هي أهم التأثيرات التي ستحدثها هذه التكنولوجيا على الحياة اليومية للناس؟

الجيل الخامس هو فعلا قفزة تكنولوجية ستجلب الكثير من الاستخدامات الجديدة في الحياة اليومية للإنسان، ففضلا عن قوة التدفق الذي ستتيحه، فإنها تمنح للمستهلك سرعة كبيرة جدا في تبادل المعلومات،تفوق بـ20 مرة تلك التي يتيحها  الجيل الرابع. وبصفة ملموسة هذا سيسمح بفتح المجال أمام استعمالات عديدة غير متاحة حاليا، في مجالات عدة لاسيما التربية، الصحة، الصناعة، النقل. فهناك مثلا القدرة على تطوير استخدام المركبات المستقلة القيادة، أي من دون سائق، وإجراء عمليات جراحية عن بعد وبصفة آنية بالاعتماد على روبوتات، والتحكم عن بعد في الآلات المستخدمة في البناء والأشغال العمومية على سبيل المثال.

تشير عديد التحاليل إلى أن الجيل الخامس يعد أهم الأسباب التي تقف وراء النزاع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. هل هذا صحيح ولماذا؟

فعلا هناك معركة كبيرة بين أكبر قطبين اقتصاديين في العالم، والجيل الخامس عامل هام سيقلب نمط عيشنا، ولهذا فإنه عند انتشاره بصفة واسعة في العالم، سيفتح المجال كما قلت سابقا لاستخدامات كثيرة وجديدة، هذا يعني خلق نشاطات اقتصادية وتجارية جديدة ومشاريع حول هذه التكنولوجيا وبفضلها. فالتكنولوجيا هي دعامة، نحن مثلا نقترح تكنولوجيا الشبكات، لكن هناك جوانب أخرى متعلقة بها، ستعرف تطوّرا، وهو ما يعني خلق مؤسسات ومناصب شغل وقيمة مضافة. بل أن نماذج اقتصادية جديدة سيتم خلقها استجابة لاحتياجات جديدة ستتيحها تكنولوجيا الجيل الخامس. وهذا يمثل سوقا كبيرة جدا.

إريسكون رائدة أوروبيا في هذا المجال وهي بالتالي خارج هذا النزاع. ما هي رؤيتها لهذا الوضع؟

ليس لدينا موقف تجاه النزاع، لكن مسؤولي الشركة يشدّدون على أنهم مع انفتاح السوق، لأن أي جمود لن يكون جيدا لا للاقتصاد ولا للمؤسسات ولا للزبائن. نحن نقول إن الجيل الخامس محرك للتنافسية لنا وللجميع، ولذا نحن مع الانفتاح على جميع المتعاملين مهما كانت جنسيتهم، وندفع لأن يكون هناك توحيد للتكنولوجيات المستخدمة من طرف كل المتعاملين ونواصل عملنا في هذا الاتجاه. لأن ذلك يسمح لعالم تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالحفاظ على ديمومة استثماراته مستقبلا. فذلك يسمح بالعمل معا وخصوصا بتوفير الحماية والأمن. فإذا اضطر الصينيون إلى عدم استخدام هذه التكنولوجيا الموحدة، سيبحثون عن بديل، وبالتالي خلق تكنولوجيا جديدة خاصة بهم، وهو ما سيرفع تكاليف الإنتاج، وسيكون له انعكاس سلبي على باقي المتعاملين.

ما هو تقييمك لاستخدام الانترنت عبر الهاتف النقال بالجزائر، وما هي توقعاتك؟

المشتركون الجزائريون نهمون جدا لاستخدام الانترنت عبر النقال، أتذكر إننا عندما قمنا بأول دراسة عن السوق الجزائرية في 2012، لم تكن نسبة اختراق الانترنت تتعدى 5 من المائة فقط، وانتقلت إلى أقل من 30 من المائة في 2014 لتصل إلى 70 من المائة في 2016، وأعتقد أن تقرير هذه السنة في سبتمبر، سيظهر أن النسبة انفجرت وقد تصل إلى 80 أو 90 من المائة. أي أن أغلب المشتركين لديهم هاتف ذكي حتى يستخدموا الانترنت. لذا فإن المتعاملين عليهم الاستمرار في الاستثمار في الجيلين الثالث والرابع وكذا تحضير الأرضية للجيل الخامس. لأن الجزائري يريد استخدام الانترنت في كل وقت وأينما كان، هناك نهم كبير لديه في هذا المجال.

أعتقد أن الجيل الخامس لن يكون متوفرا فورا بالجزائر لأن هناك استثمارات تمت في الجيل الثالث واستثمارات مستمرة في الجيل الرابع، لكن الأمر يتعلق بهيئة الضبط التي عليها تحرير الترددات للجيل الخامس.

ما يمكنني تأكيده هو أن أغلب التجهيزات التي وضعتها إريكسون يمكنها العمل بالجيل الخامس، وبالتالي لن نحتاج إلى استثمارات جديدة، والجزائريون سيكونون بكل تأكيد جد منجذبين للجيل الخامس، لكن مرة أخرى أقول إن النقطة الأهم لهذه التكنولوجيا ليس السرعة، ولكن المحيط الذي ستخلقه لأنها ستسمح بخلق مؤسسات كثيرة وبالتالي مناصب عمل، وخدمات ذات قيمة مضافة. وهو ما سيسمح بجلب قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. ونحن سنرافق هذا التحوّل من أجل إنجاحه. 

حوار : حنان حيمر