مهنة المرشد السياحي في ولاية الجزائر

إقبال ملفت للشباب على الدورات التكوينية الخاصة

إقبال ملفت للشباب على الدورات التكوينية الخاصة
  • القراءات: 1151

تستقطب مهنة المرشد السياحي اهتمام العديد من الأشخاص خاصة الشباب، ما يدفعهم للبحث عن دورات تكوينية لتحسين معلوماتهم التاريخية والثقافية بنية مزاولة هذا النشاط بشكل منظم عبر المواقع الأثرية والتاريخية، حسبما أكدته رئيسة جمعية "شباب.. مواهب وآفاق" لولاية الجزائر. 

أكدت نصيرة دواقي رئيسة الجمعية والمشرفة على الدورة، أنّ الدورة التكوينية التي انطلقت شهر فيفري المنصرم "ضمت 30 عضوا منتمين إلى الجمعية، استفادوا على مراحل من خرجات ميدانية إلى مختلف المواقع الأثرية  بالجزائر العاصمة وخارجها" وهو ما يعكس ـ حسبها ـ الاهتمام "الكبير" لهؤلاء في خوض تجربة الإرشاد السياحي. 

وأوضحت المتحدّثة أنّ هذه الدورة التكوينية "المجانية" يشرف عليها مختصون في مجال الفن والتاريخ وعلم الآثار، هدفها "تنظيم هذا النشاط وإسناده إلى ذوي المعرفة والاختصاص والموهبة أيضا" وهي فرصة أيضا - تقول - "لفتح آفاق لنشاط مهني مستقبلي ضمن آليات دعم المؤسسات المصغرة". واعتبرت أنّ الإرشاد السياحي "يمكنه الإسهام في الترويج لعديد المسالك السياحية والثقافية في العاصمة وما جاورها وذلك ضمن نشاط جمعوي منظم يراعي فيه العضو المختص توفير خدمة راقية بمقابل مادي معقول لا يتجاوز 600 دج".

وقد شملت الخرجات الميدانية عدة مواقع ومعالم على غرار القصبة ومتحف الباردو، ناهيك عن زيارات خارج العاصمة مثل المدن الرومانية في تيبازة وشرشال، وفق المصدر، حيث يتم عرض المعلومات التاريخية "المضبوطة" مع توجيهات منهجية وعملية في التعامل مع السياح سواء كانوا أجانب أو محليين.

من جهته، شدد بوعلام بلشهب، محافظ تراث ومؤطر الدورة، على جملة من "الشروط الواجب توفرها في المرشد السياحي"، بدءا بالاطلاع على خريطة المواقع الثقافية والسياحية في الولاية والتزوّد بالقوانين المسيّرة لها، معرفة كافية بمخطط وسائل النقل المتوفرة، ناهيك عن احترام خصوصية السائح، التحكم في اللغات لتسهيل التواصل مع السياح الأجانب والالتزام بالصدق وعدم الكذب في حال تعذّر على المرشد الإجابة على سؤال محدد مع الحرص على تكميل المعلومة. 

وعن مهمته في تأطير المرشدين السياحيين مستقبلا، أكد بلشهب، أن هذا النشاط "لا يشترط فيه تخصّص معيّن في التاريخ أو الآثار بقدر ما يحتاج إلى مصداقية في العمل وقدرة على تسيير مجموعة من السياح وتوفير إمكانية تبليغ المعلومة الصحيحة سواء بالاعتماد على معلوماته الخاصة أو الاستنجاد بمختص في عين المكان".

وبخصوص التسعيرة المطبقة حاليا لدى المجموعات الشبانية الناشطة عبر صفحات الفايسبوك تحديدا والمنظمة لزيارات سياحية للقصبة أو لمتاحف العاصمة وهي تتفاوت من مجموعة إلى أخرى، حسبما لوحظ، تتراوح بين 1000 إلى 1500 دج للفرد الواحد، أكد إثرها بلشهب أنه "لا يوجد سلم أسعار محدد من قبل مديرية السياحة".

بدورها، ترى الأستاذة فايزة رياش، (من جامعة الجزائر 3 ورئيسة جمعية "تراث جزايرنا") أنّ مراكز التكوين المهني وبعض المعاهد الخاصة التي تخصّص تكوينا قصير المدى (4 أشهر فقط) "توفّر تكوينا عاما ومتاحا لذوي المستوى الثالثة ثانوي وأغلبهم يتوجه إلى الإرشاد السياحي في المواقع الأثرية"، فيما "تغيب" تخصصات أخرى مثل السياحة الرياضية أو الطبيعية أو الثقافية أو العلاجية. 

وعلى عكس ما قيل، تؤكد الأستاذة أن شروط مزاولة نشاط الدليل السياحي، على المستوى المحلي والوطني "محددة في المرسوم التنفيذي 06-224 المؤرخ في 21 جوان 2006"، وهو نشاط مرخص من طرف الوزارة المكلفة بالسياحة بعد المصادقة على طلب المعني والذي تتوفر فيه الشروط المطلوبة (خاصة توفر الاختصاص أو حيازة  شهادة عليا في مجال التاريخ والفن وعلم الآثار وعلوم الطبيعة والهندسة المعمارية وإتقان المعني لأكثر من لغة).

وبالعودة إلى أرض الواقع، أكّدت الأستاذة رياش أنّ المرشدين السياحيين الممارسين "لا تتوفر فيهم أدنى الشروط"، ناهيك عن تسجيل "نقص" في أعدادهم عبر المتاحف والمواقع التي تستعين في هذه الحالة - تضيف -، بملحقين بالحفظ ومحافظي تراث لتقديم شروح للزوار. 

وعن جدوى الدورات التكوينية التي تنظمها بعض الجمعيات الفاعلة في الميدان، ترى الخبيرة أنها "خطوة إيجابية" يجب أن تثمن "بتوفير الشروط المنصوص عليها قانونا وحصولهم على ترخيص من الجهات الوصية لمزاولة النشاط"، داعية في السياق إلى "ضرورة الالتفات للكم الكبير من الطلبة المتخرجين في مجال علم الآثار وحفظ التراث وإعطائهم فرصة للمساهمة في النشر والترويج للتراث  المادي بالشكل الصحيح".