يرى رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور أن الحراك الشعبي نجح خلال مدة ثلاثة أشهر في معالجة الاختلالات الحاصلة في المجتمع والسلطة بالجزائر.

وأوضح السيد بن بيتور خلال ندوة نشطها، أمس، بمقر المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بخنشلة بأن الحراك الشعبي كانت له نتائج إيجابية على الشعب الجزائري الذي شفي، حسبه، من عديد الأمراض التي كانت تلازمه.

وتطرق رئيس الحكومة الأسبق في الندوة التي حملت عنوان «التحوّلات الجيواستراتيجية العالمية ومكانة الجزائر فيها» إلى التطوّرات السريعة التي يشهدها العالم في مجال المعرفة والتحوّل الديمقراطي وكذا تحوّل ميزان القوى فيها، والذي تتطلب، حسبه، طرح مبادرات قادرة على الابتكار واقتراح أفكار وسياسات جديدة على القوى الجيواستراتيجية، حيث قدر في سياق متصل أن البحبوحة المالية التي عرفتها الجزائر خلال السنوات الفارطة لم تستغل كما يجب من طرف السلطات العمومية. «وهو ما سينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي للبلاد على المديين المتوسط والبعيد، خاصة وأن الأموال التي دخلت خزينة الدولة، لم توجه بالشكل المطلوب في ترقية الإنتاج المحلي، بل وجهت لرفع فاتورة الاستيراد التي أنهكت الاقتصاد الوطني».

وفي حديثه عن الوضع السياسي الراهن للبلاد، أكد رئيس الحكومة الأسبق نجاح الأشهر الثلاثة الأولى من الحراك الشعبي في معالجة الاختلالات الحاصلة بالمجتمع والسلطة بالجزائر، وأوضح أن الحراك الشعبي كانت له نتائج إيجابية على الشعب الجزائري الذي شفي من عدة أمراض التي كانت تلازمه..

وشرح بن بيتور بشكل مفصل هذه الاختلالات التي عانت منها البلاد قبل 22 فيفري الفارط والتي أدت، حسبه، إلى «دولة مميعة غير قادرة على المضي قدما»، ملاحظا بأن السلوكات الحضارية لملايين الجزائريين، أكدت القدرة على معالجة كل الاختلالات الحاصلة في حال توفرت الإرادة اللازمة.

وأضاف المتحدث أن الشعب الجزائري وبفضل المسيرات المنظمة التي يقوم بها كل نهاية أسبوع، أثبت للعالم أنه قادر على تغيير الكثير من الأمور السلبية، بفضل روح المواطنة التي أبان عليها خلال مختلف خرجاته عبر كل ولايات الوطن، داعيا في ختام الندوة التي نظمتها جمعية شباب التنمية والنهضة لولاية خنشلة إلى الاستفادة من تجارب الدول العربية المجاورة والعمل على إيجاد أفكار جديدة تساهم في الخروج من الأزمة والعمل على الرقي بالبلاد خلال الفترة القادمة.