الساحات العمومية متنفس للصائمين

الساحات العمومية متنفس للصائمين
  • القراءات: 1264
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تتحوّل الساحات العمومية خلال الشهر الفضيل إلى فضاءات مفضلة تقصدها العائلات للتجول بعد الإفطار والهروب من حرّ المنازل خاصة بالنسبة لسكان العمارات الذين يعتبرون مثل هذه الفضاءات متنفسا يقصدونه رفقة الأبناء لتغيير الجو، لاسيما وأنّ بعضها يحوي بعض المرافق التي تزيد من متعة السهر كنصب بعض الخيم لبيع الشاي أو الحلويات الرمضانية.

في الوقت الذي تفضّل فيه بعض العائلات تبادل الزيارات أو الذهاب إلى التسوق ليلا قاصدة المساحات التجارية الكبرى كنوع من التغيير وللخروج من المنازل، تفضل أخرى التنقل بعد الإفطار إلى الساحات العمومية التي تتوفر بكل بلدية، ولعل ما شجع البعض من الذين تحدثت إليهم المساء على التواجد بها، توفرها على كل المستلزمات التي  تضمن للجالس فيها سهرة ممتعة في جو يجمع بين الأمن والمتعة، وهو ما جاء على لسان سيدة أشارت في معرض حديثها إلى أنها تفضل يوميا التنقل رفقة أطفالها إلى ساحة البريد المركزي للتجوّل فيها أو إلى ساحة كندي بالأبيار لتغيير الجو خاصة وأنها تمضي معظم الوقت في المطبخ، وكذا للتمتع أيضا بما يعرضه الحرفيون بالساحة من مشغولات تقليدية.

بينما أشارت مواطنة من سكان بلدية بوزريعة إلى أنها تقصد يوميا رفقة ابنها المسجد لصلاة التراويح وبعدها تختار الجلوس بالساحة المقابلة للبلدية للتمتع ببرودة الطقس واحتساء الشاي أو تناول المثلجات، مشيرة إلى أن وجود مثل هذه الساحات أعطى العائلات غير القادرة على التنقل إلى بعض الفضاءات للسهر الفرصة لاستغلال مثل هذه الأماكن خاصة الأطفال منهم الذين يرغبون في اللعب إلى وقت متأخر من الليل.

حاجة العائلات إلى التواجد في الساحات العمومية بالشهر الفضيل من أجل التنفيس عن النفس والتخلص من تعب الصيام، دفع بفيدرالية الحرفيين والصناعات التقليدية إلى إنعاش بعض الساحات العمومية البلدية من خلال تنظيم معارض للصناعات التقليدية، وحسب رضا يايسي رئيس الفيدرالية، فإنّ استغلال الساحات العمومية تحول في السنوات الأخيرة إلى تقليد دأبت عليه الفيدرالية، حيث تسارع قبل حلول الشهر الفضيل إلى التواصل مع رؤساء البلديات الراغبة في تنشيط مساحاتها العمومية، ومن ثمة يجري توجيه دعوة إلى الحرفيين للعرض وخلق جو متميز في الليل، لاسيما أن أغلب العائلات تحب التواجد خارج منازلها بعد الإفطار لتغيير الجو واحتساء أكواب الشاي أو تناول مختلف الحلويات التقليدية في الهواء الطلق.

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن الفيدرالية حازت هذه السنة على موافقة بلدية الجزائر الوسطى من أجل استغلال ساحتي أودان والبريد المركزي، بينما رفضت بعض البلديات الأخرى التعاون، رغم أنّ مثل هذه المبادرات مرحّب بها من طرف العائلات التي  تنتقل من بعض البلديات المجاورة إلى بلدية الجزائر الوسطى للتجول في المعرض والتمتع بما يعرضه الحرفيون من مشغولات وحرف تقليدية.

في السياق، أوضح يايسي أنّ الفيدرالية مكّنت 25 حرفيا من مختلف ولايات الوطن كبومرداس، تيزي وزو وغرداية من العرض، بينما انصبت جلّ مشغولاتهم الحرفية على بعض المستلزمات التي ترتبط بالشهر الفضيل كبيع الأقمصة التقليدية للمصليين، العنبر والعطور، مشيرا إلى أن الهدف من تنشيط الساحات العمومية هو إحياء ليالي العاصمة إلى وقت متأخر من الليل وتشجيع العائلات على الخروج بعد الإفطار والتواجد في مثل هذه الفضاءات. ومن جهة أخرى، خلق أسواق للحرفيين ليتسنى لهم تسويق حرفهم والترويج للصناعة التقليدية وكذا إنعاش السياحة الداخلية من خلال استغلال مثل هذه  الساحات التي تكون شاغرة على مدار السنة.