60 بالمائة من الأراضي المزروعة مسها الجفاف

فلاحو وهران متخوفون من تراجع مردود المحاصيل

فلاحو وهران متخوفون من تراجع مردود المحاصيل
  • القراءات: 995
ج. الجيلالي ج. الجيلالي

يعاني فلاحو وهران من ظاهرة الجفاف الذي ضرب الولاية بشكل كبير، ما جعلهم يتخوفون من قلة مردود مختلف المحاصيل الفلاحية التي زرعوها خلال الموسم المنصرم. وحسب مصادر من مديرية الفلاحية وغرفة الفلاحة بوهران، فإنّ الكثير من الفلاحين متخوّفون من تكرار سيناريوهات سنوات مضت، حيث لم يتمكّن الكثير من الفلاحين من جني محاصيلهم الزراعية، بسبب الجفاف الذي ضرب الولاية وأثّر سلبا على الكثير من المحاصيل الزراعية، لاسيما القمح بنوعيه والشعير وغيرهما من المحاصيل، التي تعتمد أساسا على الأمطار كمصدر للسقي.

تشير المصادر إلى أنّ ما يعادل 60 بالمائة من الأراضي الفلاحية، التي تم إحصاؤها، لن يكون بإمكانها تقديم المردود المنتظر منها. وحسب رئيس غرفة الفلاحة لولاية وهران السيد براشمي، فإنّ قلق الفلاحين متزايد بشكل كبير، لاسيما وأنّ العديد من المناطق الفلاحية تضرّرت، كما هو الشأن ما بين بلديات مسرغين، بوتليليس، بوفاطيس، البرية، تليلات أو طفراوي المعروفة بطابعها الفلاحي المحض. ويفيد المصدر أنّ المساحة الإجمالية التي تمّ زرعها بولاية وهران تعادل 54 ألف هكتار، وعليه فإنّ ظاهرة الجفاف التي تكرّرت هذا الموسم سيتم معالجتها من خلال تقديم مختلف المحاصيل كأعلاف للماشية من أجل إنقاذ الموسم الفلاحي وتفادي الخسائر المزدوجة، التي لا تتمكّن السلطات العمومية ولا الفلاح من تحمّلها.

من جانب آخر، يؤكّد السيد براشمي أنّ تكرار حالات الجفاف وتفاقمها وما تتركه من نتائج سلبية على القطاع تجعل المسؤولين على قطاع الفلاحي يدفعون بضرورة التفكير في معالجة الوضع من خلال الاعتماد على السقي الصناعي، خاصة وأنّ الإمكانيات متوفّرة ومحطات الضخّ والتصفية الموجّهة للقطاع الفلاحي متوفّرة وتعمل بشكل كبير، ولا أدل على ذلك الاستثمار الكبير الذي أقدمت عليه السلطات العمومية على مستوى بلدية الكرمة وإنجاز واحدة من أكبر محطات التصفية بالوطن.

ومن هذا المنطلق، فإن التفكير بجدية من الآن في ضرورة العمل على استغلال هذه المحطة، فيما يناسب القطاع الفلاحي، الذي هو في أمسّ الحاجة إلى الماء المعالج بمحطات التصفية، بدل الاعتماد كلية على الأمطار التي تتساقط بشكل غير منتظم وبالتالي تؤثّر سلبا على توزيع المياه على المحاصيل الفلاحية بشكل غير منتظم، فالاعتماد على السقي بدل الأمطار من شأنه أن يحلّ الكثير من المشاكل ويوفّر العديد من الايجابيات كوفرة الإنتاج ونوعية المحاصيل، وكذا التقليل من البطالة المتفشية، إلى جانب تحفيز الشباب على العمل في القطاع الفلاحي والاستثمار فيه، كونه الطريق الوحيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي والابتعاد التدريجي عن التبعية.