تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران

ترامب يقرر إرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط

ترامب يقرر إرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط
  • القراءات: 627
ص. محمديوة ص. محمديوة

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نشر قريبا 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط بمبرر "ظهور تهديدات" ضد قواتها المتواجدة في هذه المنطقة المتوترة مصدرها بدرجة كبيرة الحكومة الإيرانية، التي أدانت بدورها الخطوة الأمريكية وقالت إنها تشكل "تهديدا" للسلام الدولي.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات أدلى بها، مساء أول أمس، بالبيت الأبيض قبل أن يطير إلى اليابان، "سنرسل عددا إضافيا من القوات معظمها وقائية وبعض عناصر هذه القوات جد موهوبين ويتأهبون حاليا للذهاب إلى الشرق الأوسط". وحدّد الرئيس الأمريكي عدد هذه القوات الإضافية بنحو 1500 جندي.

من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شناهان في بيان له، أمس، إن هذه التعزيزات العسكرية الجديدة تهدف إلى "تحسين حماية وأمن القوات الأمريكية المهددة من قبل إيران بما فيها الحرس الثوري ومسانديه".

وفي رده على إعلان الرئيس الأمريكي، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن "زيادة التواجد الأمريكي في منطقتنا جد خطير ويشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين بما يتطلب مواجهته".

وأضاف أن الولايات المتحدة تقوم بتقديم مثل هذه التبريرات في إشارة "إلى حديثها عن تهديدات إيرانية ضد قواتها" من أجل "تبرير سياستها القمعية وخلق اضطرابات في الخليج الفارسي".

وأمام استمرار تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وجدت بغداد نفسها بين المطرقة والسندان بما جعلها تواصل مساعيها لاحتواء الوضع قدر الإمكان بين اثنين من أهم حلفائها.

وفي هذا السياق دعا وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم إيران إلى احترام الاتفاق المبرم حول برنامجها النووي والذي يهدّده الانسحاب الأمريكي وتعليق طهران بعض التزاماتها فيه.

وقال في ندوة صحافية عقدها خلال تواجده بالعاصمة النروجية أوسلو "نعتقد أن خطة العمل الشاملة المشتركة اتفاق جيد"، مستخدما الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته مع إيران في 2015 كل من روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة التي انسحبت منه في ماي 2018. وأضاف "نشجع الحكومة الإيرانية على أن تظل وفية للاتفاق وروح الاتفاق"، مضيفا "آخر ما نحتاج إليه هو صراع جديد في المنطقة... لدينا أصلا صراعات كثيرة". وتضم التعزيزات الجديدة كتيبة من 600 رجل مزوّدة بأربع بطاريات مضادات للصواريخ باتريوت والتي تتواجد أصلا بمنطقة الشرق الأوسط في انتظار إعادة نشرها في أماكن محددة. ولم يتم الإعلان بعد عن مدة بقاء هذه القوات الإضافية ولا القواعد العسكرية التي تتمركز بها. ويأتي الإعلان عن إرسال هذه القوات في وقت يزداد فيه التوتر بين إيران والولايات المتحدة التي أثارت، مؤخرا، ما وصفته بـ«هجمات وشيكة" من قبل إيران أو من قبل حلفائها ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وهو ما جعلها تعزز في الأسابيع الأخيرة تواجدها العسكري في الشرق الأوسط، حيث قامت أولا بإرسال إلى الخليج حاملة طائرات ومقنبلة من نوع "بي ـ 52" وباخرة حربية وصواريخ باتريوت، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي، مساء أول أمس، إرسال 1500 جندي إضافي ضمن مهمة للحماية للوقاية. للإشارة فقد عاد التوتر مجددا بين إيران والولايات المتحدة بما أصبح ينذر بإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين وذلك بعد قرار إدارة ترامب قبل أقل من عام الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع بين طهران والدول الغربية بما فيها واشنطن لاحتواء أزمة البرنامج النووي الإيراني.