الحراك الشعبي في الجمعة الـ14

رفض انتخابات 4 جويلية وإصرار على التغيير

رفض انتخابات 4 جويلية وإصرار على التغيير
  • القراءات: 809
م. أجاوت م. أجاوت

خرج سكان الجزائر العاصمة، على غرار باقي ولاية الوطن، للجمعة الـ14 من عمر الحراك الشعبي، في حشود كبيرة، مجدّدين مطالبهم بضرورة رحيل جميع رموز النظام السابق، ورفض تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 جويلية القادم. كما طالبوا بمحاربة كل أشكال الفساد، وبناء دولة ديمقراطية تؤسّس لجمهورية جديدة تقودها وجوه شابة ذات كفاءة مشهود لها، حيث لم تمنع حرارة الشمس ولا تأثير الصيام المتظاهرين من الخروج لقول كلمتهم وتجديد عهدهم مع الحراك الذي تجاوز شهره الثالث.

ولم يتخلّف المتظاهرون منذ بداية المسيرة الأولى لهذا الحراك الشعبي يوم 22 فيفري المنصرم، عن موعد كل جمعة، حيث كانوا، أمس، في الموعد بالجزائر العاصمة وضواحيها، حيث لم يتمكنوا هذه المرة من الاعتصام والتجمّع بسلالم البريد المركزي، بسبب تسييجه من قبل مصالح ولاية الجزائر بصفائح حديدية بعد أن أعلنت سابقا عن تصدع هذه السلالم التي أصبحت تتطلب الترميم، وتطويقه من قبل عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب، مستعينين في ذلك بالعربات المصفحة، الأمر الذي جعل المتظاهرين يكتفون بالتموقع بساحة البريد المركزي، وسط تأطير أمني محكم.

ورفع المحتجون، لافتات مختلفة الأحجام تحمل عبارات مناوئة لرموز النظام السابق وتدعو لرحيلهم جميعهم بمن فيهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول نور الدين بدوي، والعمل على محاسبة حقيقية للمسؤولين الفاسدين، حيث ردّدوا شعارات من بينها: "فيفا لالجيري... يتنحاو قع"، و«جيش شعب خاوة خاوة"، و«كليتو البلاد يا السراقين"، و«ما كاش انتخابات يا العصابات"،... وغيرها من الشعارات التي رفعها المتظاهرون منذ بداية الحراك.

ولم تتمكن حشود المتظاهرين بعد صلاة الجمعة، من السير في شوارع العاصمة والجزائر الوسطى، بسبب غلق مصالح الأمن للشارع الرئيسي للبريد المركزي، والنفق الجامعي في اتجاه شارع محمد الخامس، لتضطر إلى السير بشارع عسلة حسين، وحسيبة بن بوعلي باتجاه النفق الأرضي، فيما أكتف آخرون بتجمّعات متفرقة عبّرت عن دعمها للحراك بطريقتها الخاصة.

وشاركت بعض الشخصيات والوجوه المعروفة، في حراك يوم أمس بالعاصمة، على غرار المجاهدة لويزات إيغيل أحريز التي ثمّنت هبّة الشعب من أجل المطالبة بالتغيير الشامل والجذري، والدعوة لدولة ديمقراطية أساس سيادتها الشعب دون غيره، كما دعت الوجوه القديمة المحسوبة على النظام السابق إلى الرحيل فورا، والاستجابة لمطالب الشعب دون نقاش. وبدورهم، جدّد بعض رؤساء المجالس الشعبية البلدية بتيزي وزو، وبجاية، وبومرداس، والبويرة... وغيرها، رفضهم لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 جويلية 2019، مؤكدين أنهم يؤيدون مطالب الشعب بإلغاء هذه الأخيرة، كما عبّروا عن امتناعهم للقيام بالتحضيرات لهذه الرئاسيات أو المشاركة فيها، باعتبارها مرفوضة شعبيا، على حد تعبيرهم.

للإشارة، جرت مسيرات، يوم أمس، في جو سلمي للغاية، حيث لم تسجل أي مواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، ما عدا محاولة بعض الدخلاء إحداث الفوضى واستفزاز قوات الشرطة، لكن سرعان ما تمت السيطرة عليهم من قبل المتظاهرين الذين أبدوا وعيا ويقظة عاليين، وهذا في سبيل الحفاظ على الطابع السلمي لهذه المسيرات.

كما لم يتخلّف أصحاب السترات البرتقالية، ومتطوّعو الإسعاف عن هذا الموعد، حيث تجنّدوا رفقة أعوان الحماية المدنية، تحسبا لأي طارئ أو انزلاق لا تحمد عقباه، وكانوا يتابعون بشكل دقيق الحالات التي تأثرت بشكل كبير من آثار الصوم، خاصة المصابين منهم بأمراض مزمنة.