في حفلين فنيين بمسرح «مجوبي»

بونة تتذكر شيخ المالوف حسن العنابي

بونة تتذكر شيخ المالوف حسن العنابي
شيخ المالوف حسن العنابي
  • القراءات: 1548
د. مالك د. مالك

اختتمت الوقفة التذكارية للراحل الشيخ حسن العنابي، سهرة أوّل أمس، التي احتضنها مسرح «عز الدين مجوبي» الجهوي بعنابة، حيث نظّمت مديرية الثقافة يومي 22 و 23 ماي الجاري، حفلين فنيين تخليدا لأثر فقيد أغنية المالوف، حسبما ورد في بيان صحفي عن مديرية الثقافة تلقت «المساء» نسخة منه.

جاء في البيان أنّ الحفلين أحياهما نجوم أغنية المالوف بعنابة من شيوخ وتلاميذ ورفقاء الفنان على غرار نجله علي عوشال، علاوة بوغمزة، حمدي بناني، ديب العياشي، صالح بينيني، مبارك دخلة، فيصل كاهية، بشنة عز الدين وآخـرون، رفقة جوق موسيقي مكوّن من أفضل العازفين بولاية عنابة.

وتأتي هذه المبادرة تكريما للشيخ حسن العنابي، أحد رواد مدرسة المالوف، التي حاول الفقيد إرساء أسسها وقواعدها من خلال اهتمامه الكبير بالتكوين الفني وتدريسه بالمدرسة البلدية للموسيقى، بغية إنتاج جيل جديد من الفنانين والموسيقيين الذين يحملون على عاتقهم استمرارية هذا اللون الغنائي العريق المتجذر في تراث هذه المنطقة.

وأشار البيان إلى أنّ الفنان حسن العنّابي كان يتمتع بشخصيته المستقلة، رغم احتكاكه بالعديد من شيوخ وفطاحلة الفن في عصره، فقد تعلم وأتقن العزف على عدة آلات موسيقية منها البيانو، الناي، الزرنة، القيتار، الكمان والعود. وقد أثبت وجوده إلى جانب أسماء لامعة خاصة بقسنطينة أمثال الشيخ عمر شقلب، حسّونة، حمّو الفرقاني، معمّر براشي، عبد المؤمن بن طبّال والحاج الطاهر الفرقاني وغيرهم.

وحسن العنابي اسمه الحقيقي حسن عوشال، من مواليد القصر بمدينة بجاية في 20 نوفمبر 1925، انتقلت عائلته إلى عنابة، وهو لا يتجاوز 6 أشهر من العمر. غادر مقعد الدراسة ليتبع الفن والفنانين الكبار أمثال الشيخ التيجاني أحمد بن عيسى، الشيخ العقبي فكان فضولي وبارع حتى النخاع إلى حد احترافه كل الفنون بدءا بالعيساوة ثم المسرح تحت قيادة عمار بن مالك رئيس جمعية «بدر» فأصبح بعدها كوميدي وعازف على آلة البيانو.

في نهاية الحرب العالمية الثانية، ترأس هذه الجمعية لمدة سنتين، تألق الشيخ حسن العنابي في الأغنية الأندلسية وتحديدا المالوف، وأصبح يضاهي كبار الفنانين وقتها من أمثال «الشيخ سامعي، مصطفى بن خمار، الشيخ العربي، محمد بناني، محمد الكرد، حتى فرض طابعه الفني الخاص المتميز والصعب في الحد نفسه ليصبح بذلك أسلوبا ومنهجا يسير على دربه الفنانون.

لم تنته مواهب المرحوم حسن العنابي عند فن المالوف فحسب، بل قام كذلك بجولات مسرحية رفقة محي الدين بشطارزي فكان له دور في مسرحية «انتصار الحق» و»الوداع الأخير»، إذ كان الشيخ حسن العنابي فوق خشبة المسرح مع عوده أو كمنجته.

قضى المرحوم أكثر من نصف قرن في خدمة الفن والثقافة، وقد وافته المنية في 30 سبتمبر 1991 إثر مرض أصابه، وأصبحت المدرسة الموسيقية لبلدية عنابة تسمى باسمه.

وحسبما جاء في البيان، تندرج هذه التظاهـرة في إطار المحافظة على تثمين التـراث المحلي والتذكير بأقطابه، وفي نفس السياق تعتزم مديرية الثقافة تنظيم وقفات أخرى تخليـدا للذاكرة الثقافية المحلية خلال هذا الشهر مخصّصة لأعلام الفن والثقافة، نذكر منها تذكارية الفقيدة الحاجة بنت قية كتفي عميدة الفقيرات بعنابة، والتي ستنظم يوم غد الأحد بدار الثقافة، وهذا بمشاركة عدة فنانات من تلميذاتها اللواتي سيقدمن بعض المدائح الدينية لطابع الفقيرات وهن زهور، فريدة ساكر، حسينة خرازي ونادية خلفة.