مسؤولون فلسطينيون يؤكدون بخصوص "صفقة القرن":

محاولات تغيير مرجعيات عملية السلام مآلها الفشل

محاولات تغيير مرجعيات عملية السلام مآلها الفشل
  • القراءات: 775

تحركت الآلة الدبلوماسية الفلسطينية على أكثر من صعيد؛ في محاولة لكسب تأييد دولي لموقفها الرافض للمخطط الأمريكي الرامي إلى وأد القضية الفلسطينية عبر ما يُعرف بـ "صفقة القرن".

ويحاول المسؤولون الفلسطينيون ضمن هذا التحرك، إقناع كبريات عواصم العالم بالتمسك بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بقضية الصراع في الشرق الأوسط، وفق ما يحمي حقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة على حدود جوان 1967، وحق عودتهم إلى أراضيهم التي هُجّروا منها عنوة، وجعل القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المستقبلية.

وجاءت تحركات مختلف المسؤولين الفلسطينيين على مقربة من موعد كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تفاصيل مشروع "صفقة القرن" بحلول عيد الفطر، وبعد أن يكون الوزير الأول الإسرائيلي المعين بنيامين نتانياهو، شكّل حكومته الائتلافية الجديدة، والتي زعم أنها ستنهي الصراع في فلسطين ضمن أفضل آلية فشلت المجموعة الدولية في إيجادها طيلة سبعة عقود.

المفارقة أن "صفقة القرن" تبقى مجرد مبادرة، قد تحظى بالقبول كما يمكن أن تواجَه بالرفض، إلا أن الرئيس الأمريكي يصر على فرضها رغم أن الطرف الفلسطيني رفض بشكل قطعي، التعاطي معها؛ كونها جاءت لتقضي على حلم تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم على حدود حرب جوان 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعاد صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التأكيد على هذا الموقف، معتبرا "كل محاولة هدفها تغيير مرجعيات عملية السلام الممثلة بالقانون الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقّعة، سيكون مآلها الفشل".

وأضاف عريقات بعد استقباله أمس بمدينة رام الله المبعوثة الأوروبية لعملية السلام سوزان ترسل، أن تكثيف عمليات الاستيطان وفرض الأمر الواقع الاستعماري في القدس الشريف واستمرار أسلوب الإعدامات الميدانية والعقوبات الجماعية والحصار والإغلاق والاستيلاء على الأراضي وجرائم الحرب المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، لن تخلق حقا ولن تنشئ التزاما.

وهو ما جعله يؤكد أن "تحقيق السلام العادل والدائم لن يتم عبر محاولات إيجاد معادلات للتعايش بين الضحية والجلاد، وبين قوة الاحتلال وشعب تحت الاحتلال".

وسارت تصريحات وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في نفس السياق، بعد أن اعتبر "صفقة القرن" الأمريكية بمثابة تكريس للمأساة الفلسطينية؛ "لا استقلال فيها ولا سيادة ولا حرية ولا عدالة".

وقال المالكي في مداخلة خلال ندوة تحت عنوان "مستقبل فلسطين" نظمها معهد "شاسام هاوس" للدراسات والأبحاث بالعاصمة البريطانية أمس، إن السلطة الفلسطينية ستقوم بتحركات دبلوماسية لشرح الموقف الفلسطيني، وحشد الدعم من أجل إعلاء الحقوق  الفلسطينية في الأسابيع القادمة في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة للكشف عن خطتها.

وشدد رئيس الدبلوماسية الفلسطيني التأكيد أن صفقة القرن لا يمكن أن تكون مستقبل فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني لم يناضل طيلة كل هذه العقود، وتحمّل المآسي والمعاناة فقط من أجل تغيير حجم سلاسل أغلاله؛ فهو يريد الحرية وليس الحرية المشروطة.. يريد السيادة وليس الحكم الذاتي.. يريد السلام والتعايش وليس الهيمنة والقهر.

وأضاف المالكي وجود خيارين لإنهاء أي نزاع؛ إما اتفاق سلام أو معاهدة استسلام، و«صفقة القرن" تعني بالنسبة لنا الاستسلام.. وبالتالي فهي مرفوضة قبل نشرها.