صفقة «توتال» و«أناداركو» عادية

صفقة «توتال» و«أناداركو» عادية
صفقة «توتال» و«أناداركو» عادية
  • القراءات: 1330
حنان. ح حنان. ح

أكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أنه يجب النظر إلى الصفقة التي يترقب أن تعقدها شركة توتال الفرنسية مع أناداركو الأمريكية، المتعلقة باقتناء أصولها في بعض الحقول النفطية بإفريقيا لاسيما بالجزائر، بـ «العادية». وقال إنه من الطبيعي أن تهتم «توتال» بمثل هذه الصفقة، بالنظر إلى انتشارها الواسع بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى أن ما يهم الجزائر هو إقامة علاقات اقتصادية قائمة على «الربح المشترك» مهما كانت جنسية شركائها.

وكانت شركة «توتال» قد أعلنت أنها وقعت على اتفاق ملزم مع شركة «أوكسيدانتال» من أجل اقتناء أصول المجمع النفطي الأمريكي «أناداركو» بكل من الجزائر وغينيا والموزمبيق وجنوب إفريقيا، تقدر قيمته بـ8,8 مليار دولار، حيث يتعلق الأمر في الجزائر باقتناء أصول «أناداركو» في الكتلتين 404 و208 بمساهمة تقدر بـ5ر24 من المائة في حوض بركين (حقول حاسي بركين وأورهود والمرك) وهي الحقول التي تنشط بها «توتال»، حيث تملك 25ر12 من المائة. مع العلم أنه في سنة 2018 بلغ إنتاج هذه الحقول 320000 برميل معادل نفط يوميا. وإذا تمت هذه الصفقة، فإن المجمع الفرنسي سيصبح من مالكي الأصول النفطية الرئيسيين بالجزائر.

واعتبر الأستاذ مبتول أن «شوفرون» التي اقتنت «أناداركو» لم تبد اهتماما بأصولها في إفريقيا، عكس «توتال» التي أبدت هذا الاهتمام، بالنظر إلى نشاطها الواسع في إفريقيا، معتبرا أنه من حقها إتمام هذه الصفقة وعدم النظر إلى مثل هذه الصفقات بعين الريبة، على أساس أن «توتال» الفرنسية ستصبح أكثر تواجدا في القطاع النفطي الجزائري.

وقال الخبير في تصريح لـ»المساء» «ربما «توتال» التابعة للدولة الفرنسية ستصبح أكثر تواجدا في الجزائر بإبرام هذه الصفقة، لكن لابد أن ننظر إلى الصفقة على أنها عادية، وما يهمنا هو إقامة علاقات مع جميع البلدان، بشرط أن تكون في إطار شراكة مربحة للطرفين، فجميع من يساهم في تحقيق نمو بالاقتصاد الجزائري مرحبا به».

وبخصوص أسعار النفط، قال محدثنا إن تطورها يرتبط بالرهانات الجيوسياسية ولاسيما العقوبات على إيران وكذا النزاع بين تركيا والصين، إضافة إلى تطور النمو الاقتصادي العالمي، متوقعا أنه في حال لم تقع أحداث خطيرة، فإن أسعار النفط ستكمل العام الجاري بين 65 و70 دولارا للبرميل.

ولفت الخبير الانتباه إلى مسألة لا يتم التطرق إليها كثيرا وهي أسعار الغاز، مشيرا إلى أن 33 من المائة من مداخيل سوناطراك تأتي من الغاز، الذي شهد في السنوات الأخيرة تراجعا في أسعاره بنسبة تتراوح بين 20 و30 من المائة، حيث أصبحت تقدر حاليا بين 5 و6 دولار لمليون وحدة حرارية، بينما كانت تدور في مستوى 9 دولار لمليون وحدة حرارية.

أكبر خطر هو إنجاز إسرائيل لأنبوب الغاز إلى أوروبا

ويعود هذا التراجع أساسا إلى زيادة عدد المنافسين في سوق الغاز الطبيعي، بعد الاكتشافات التي تمت مؤخرا، خصوصا في شرق المتوسط. وفي هذا الإطار، يرى الخبير أن الخطر الكبير الذي تواجهه الجزائر هو «إنجاز أنبوب نقل الغاز الطبيعي بين إسرائيل وأوروبا بتمويل من الإماراتيين، والذي قد يصل إلى أوروبا في غضون 3 سنوات». فالجزائر من أهم مموني السوق الأوروبية بالغاز عبر أنابيب تربط الطرفين، وهي تعول كثيرا على هذه السوق التقليدية بالنسبة لها، وبالتالي فإن وجود ممونين آخرين يهدد بالتأثير على مداخيلها.