قرّر عمال مصنع «أوطراغ» الخاص بإنتاج الجرارات الفلاحية، بواد حميميم، بقسنطينة نهار أمس، مواصلة حركتهم الاحتجاجية المتمثلة في الإضراب عن العمل، الذي دخل أسبوعه السادس، رغم لقائهم أول أمس، بوالي قسنطينة عبد السميع سعيدون، الذي استمع لانشغالاتهم وطالبهم بالتعقل والعودة إلى العمل إلى غاية إيجاد أرضية تفاهم، بعد أن قام هؤلاء بنقل احتجاجهم أمام مقر الولاية.

وحسب عدد من ممثلي العمال، تحدثوا لـ»المساء»، فإن الحديث مع الوالي، دار حول الوضعية التي يعيشها هذا المصنع، الذي يعد من أكبر مصانع الميكانيك على المستوى الوطني، فيما طالب ممثلو النقابة من الوالي، تقديم نتائج التقرير الذي أعدته لجنة التفتيش الوزارية التي زارت المصنع، مؤخرا، مؤكدين أن هذه اللجنة لم يدم عملها سوى نصف ساعة داخل المصنع، وهو ما يعتبر برأيهم «استهتارا بمطالب العمال».

وطلب ممثلو عمال «أوطراغ» المختصة في صناعة الجرارات «سيرتا» الجزائرية، وكذا عمال «أتي بي»، المختصة في صناعة جرارات «ماسي فيرغيسون» بالشراكة مع الأمريكان، من الوالي، مراسلة وزارة الصناعة من أجل إيفاد لجنة تقوم بتحقيقات «معمّقة وليست سطحية»، مؤكدين أن هناك عديد ملفات الفساد التي يمكن اكتشافها داخل هذا المركب الصناعي.

كما أكد العمال أنهم لن يعودوا إلى العمل، ما لم يتلقوا أجورهم العالقة، من جهة، وضمانات برحيل المدير العام للمؤسسة، الذي اتهموه بالتعسف والترهيب في حق العمال المضربين، من جهة أخرى. واتهموا مسؤول فرع الميكانيك بوزارة الصناعة، بالتستر عن التصرفات السلبية للمدير، رغم المشاكل التي وقعت، مؤخرا، وتوقف سلسلة الإنتاج لأكثر من شهر.

وإذ حذّروا من الاستهانة بمطالبهم، هدّد العمال المحتجون بتصعيد حركتهم الاحتجاجية في حال عدم الرد بحلول جدية على مشاكلهم مع الإدارة، مع الإشارة إلى أنهم قاموا سابقا بغلق الطريق الوطني رقم 79 الرابط بين الخروب وقسنطينة وهدّدوا بغلق مقطع الطريق السيار شرق غرب، على مستوى بلدية الخروب.

ومن المنتظر، أن يحل، اليوم الثلاثاء، رئيس فدرالية الميكانيك التابع لنقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين بالمركب، من أجل عقد جمعية عامة مع النقابة المحلية والعمال بحثا عن حلّ للمشكل الذي بات ظله ثقيل على الاقتصاد الوطني.