الأزمة اليمنية

انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة خدعة أم حقيقة؟

انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة خدعة أم حقيقة؟
  • القراءات: 884
م. مرشدي م. مرشدي

هل أشرفت الأزمة اليمنية على الانفراج والخروج من نفقها المظلم الذي دخلته قبل ثماني سنوات؟ تساؤل يطرحه عامة اليمنيين بعد قرار حركة أنصار الله الحوثية سحب مقاتليها من موانئ مدينة الحديدة التي تبقى بوابة هذا البلد على العالم الخارجي ومنفذ نجاة ملايين اليمنيين الذين يعانون المجاعة ومختلف الأمراض الفتاكة..

وفرض هذا التساؤل نفسه في ظل تفاؤل أممي بإمكانية تحقيق هذا الانفراج وتوجس الحكومة اليمنية التي رأت في قرار الحوثيين مجرد خديعة لإعادة الانتشار وترتيب الأوراق تحسبا للمرحلة القادمة.

ومهما كانت تخمينات كل طرف وحقيقة الواقع الميداني الذي ستكشف عنه الأيام القادمة، فقد أكدت مصادر الأمم المتحدة أن حركة  أنصار الله الحوثية التزمت فعلا بتعهدها الأحادي الجانب بسحب مقاتليها من موانئ الحديدة وصاليف ورأس عيسى على  البحر الأحمر وأن عمليات إعادة الانتشار تتم وفق المخطط المتفق عليه.

وأكدت بعثة الأمم المتحدة في اليمن أن فرقا أمنية تابعة لها مكلفة بمراقبة هذه الموانئ، لاحظت مغادرة مقاتلي حركة أنصار الله لها في نفس الوقت الذي شرع فيه خفر السواحل بضمان الأمن في الموانئ الثلاثة بمجرد انسحاب الحوثيين منها.

وأكدت بعثة الأمم المتحدة أن عملية الانسحاب البشري ستتبعها عملية ثانية لسحب المعدات الحربية من هذه الموانئ خلال الأيام القليلة القادمة، قبل البدء في عملية تطهيرها بشكل دقيقة من كل حقول الألغام التي تم زرعها في محيطها.

وكشفت أن أولى عمليات المراقبة والتفتيش في هذه الموانئ ستتكفل بها بعثة المراقبين الأممية بداية من يوم غد الأربعاء للتأكد من هذا الانسحاب بشكل رسمي.

وقال الجنرال الدنماركي، ميكائيل لولسغارد، رئيس لجنة التنسيق المكلفة بمراقبة عمليات إعادة نشر قوات المتحاربين في هذه المدينة الإستراتيجية أن انسحاب الحوثيين من الموانئ المذكورة يدخل في إطار تجسيد المرحلة الأولى  من اتفاق العاصمة السويدية بين طرفي الحرب اليمنية بداية شهر ديسمبر الماضي، مؤكدا أن الحكومة اليمنية مطالبة الآن هي الأخرى بالالتزام بتنفيذ هذه المرحلة بهدف الانتقال إلى تنفيذ المراحل القادمة المنصوص عليها في اتفاق السويد والتي تدخل في إطار استعادة الثقة وأيضا التمهيد لنقل تجربة مدينة الحديدة إلى مختلف مناطق البلاد الأخرى.

وجاءت هذه التأكيدات إلى نقيض تصريحات عديد  مسؤولي الحكومة اليمنية الذين شككوا في نوايا الحركة الحوثية وأكدوا أنها مجرد تصريحات لذر الرماد في العيون، ومجرد خدعة جديدة ابتدعها الحوثيون لأهداف عسكرية وأنهم قاموا فقط بنقل السلطة الى قوات موالية لهم في المدينة. 

وجدّد وزير الإعلام اليمني، معمر الأرياني التأكيد إنها مجرد مسرحية جديدة يؤدي الحوثيون أدوارها من أجل نقل السيطرة على موانئ مدينة الحديدية الإستراتيجية إلى قوات موالية لهم ضمن خطة للتنصل من تنفيذ اتفاق العاصمة السويدية.