”المساء” ترافق قافلة الأمن للتحسيس المروري بالعاصمة

الإرهاق والتهوّر وراء مآسي الطرقات

الإرهاق والتهوّر وراء مآسي الطرقات
  • القراءات: 821
  استطلاع: رشيد كعبوب استطلاع: رشيد كعبوب

تقوم مصالح الأمن العمومي بمجهودات كبيرة في مجال التوعية المرورية، والوقاية من حوادث الطرقات، التي صارت تحصد آلاف الضحايا كل سنة، إلى جانب عملية الردع والتغريم التي تصدر في حق المخالفين لقوانين المرور. في هذا الإطار رافقت ”المساء” أفراد الأمن العمومي لأمن ولاية الجزائر، نهاية الأسبوع، في خرجة تحسيسية اختارت لها شعار ”معاً من أجل رمضان من دون حوادث”، مسّت عديد سائقي مركبات المسافات الطويلة، من مختلف الأوزان، سيارات أجرة، حافلات، وشاحنات الوزن الثقيل التي غالبا ما تتسبب في كوارث مرورية.

كانت البداية من حظيرة سيارات الأجرة لما بين الولايات بمحطة الخروبة، التي كانت تعج بالسيارات الصفراء، والمسافرين المتوجهين لمختلف ولايات الوطن، حيث كان أفراد الأمن المكلفين بالتحسيس، يتوجهون للسائقين فرادى، ويقدمون لهم نصائح وتوجيهات للتحلي بالسلامة المرورية، بل ويوجّهون أسئلة للسائقين، تخص مسافة الوجهة المقصودة، السرعة المعتمدة في الطريق، طبيعة السياقة، خاصة في شهر رمضان، والليل خصوصا.

ثم اتجه القائمون على الحملة التحسيسية نحو محطة الحافلات التي وجدناها تعج بالحافلات والمسافرين، لتتوجه القافلة التحسيسية بعدها إلى حاجز المراقبة الأمني الموجود بالمخرج الجنوبي للطريق السيار ”الجزائر- البليدة”، التي قدم خلالها أفراد الشرطة نصائح لسائقي الشاحنات المقطورة، الذين يتعين عليهم توفير ظروف وأجواء الراحة خلال السياقة.

الاستراحة بالطريق وقاية مرورية

أوضح الملازم الأول للشرطة المكلّف بالإعلام والاتصال بالأمن العمومي بأمن ولاية الجزائر مهدي أحباب، على هامش انطلاق حملة تحسيسية لمستعملي الطريق نحو مسافات طويلة بمحطة المسافرين بالخروبة أن المبادرة تندرج في إطار الحملة الوطنية للوقاية من حوادث المرور، التي سطرتها المديرية العامة للامن الوطني بمناسبة شهر رمضان والتي ترمي إلى توعية سائقي سيارات الأجرة، وكذا سائقي الحافلات المتوجهين عبر الولايات الأخرى، بضرورة أخذ قسط كاف من الراحة لتفادي حوادث المرور، التي قد تتسبب في خسائر بشرية ومادية معتبرة، ناصحا سائقي السيارات والحافلات بعدم السياقة عند الشعور بالإرهاق والتعب اللذين يؤثران سلبا على التركيز، داعيا إياهم إلى التوقف أثناء استعمال الطريق، قصد الاستراحة، للتمكن من مواصلة السفر بعدها دون عناء وتفادي أي حادث مروري.

تحسيس تفاعلي مع السواق

وراح أحد أفراد الشرطة المكلفين بالتحسيس يذكّر سائقا متوجها نحو ولاية مستغانم، بالقول: ”السياقة تعني حياتك وحياة الركاب.. فحافظ عليها، لا تسرع، احترم قوانين المرور، عندما تسير بسرعة 120 فإنك تصل بنسبة 95 من المائة، أما إذا سرت بسرعة 160 كلم، فإن الوصول مضمون، فقط، بنسبة 5 من المائة”. وردّ عليه السائق: ”نحن متعودون على السياقة في مثل هذه الظروف، الرحلة صعبة، خاصة في رمضان، لكن أنا، خلال الرحلة، أرتاح 30 دقيقة أو أكثر، ثم أكمل المسار، ليس لدي إشكال في رمضان، أنا ”أشبع نوماً”، ويضيف ”المشكل في الآخرين، الذين يمكن أن يتأثروا بالصوم في رمضان، بل هناك عوامل أخرى للحوادث، كنوعية الطرق، وقطع الغيار المغشوشة وغيرها”، لينصحه الشرطي قائلا: ”قلّل من السهر، خذ وجبة كاملة في السحور، وتحلّ بالحذر والحيطة”.

السائقون يتفهّمون والنقابة تستحسن

من جهتهم ثمّن سائقو السيارات والحافلات هذه النصائح، لا سيما ما يتعلق بضرورة أخذ وقت للراحة أثناء السفر، بالنسبة للمسافات الطويلة، حيث أكد لنا بعض السائقين أن الرحلات في رمضان تكون بمعدل رحلة واحدة كل يومين، فالسائق يرتاح يوما ويعمل يوما، وذلك لتفادي خطورة الطريق والسهر على راحة وأمن المسافرين، أما في الأيام العادية فالرحلات تكون يومية. ذكر لنا سائق حافلة (خط الجزائر- تيزي وزو)، أن درجة الحذر والحيطة تزداد في رمضان، قائلا: ”نحن نحتاط للمركبات ولا نتعدى السرعة المحدّدة، ونرتاح بين الرحلة والأخرى، لمدة نصف ساعة، لنعاود رحلة الإياب، لكن في غير رمضان قد يرتفع العدد إلى أربع الرحلات”. وأوضح سائق حافلة متوجهة نحو ورقلة، إن مسؤوليته كسائق كبيرة، فهو ينقل أنفسا زكية، يجب الحفاظ عليها، بالسياقة الصحيحة غير المتسرّعة، ويقول في هذا الصدد: ”أنا لا أسمح لنفسي بأن ألعب بحياة 47 شخصا.. خاصة في هذا الشهر، الذي يجب فيه أخذ الحيطة والحذر أكثر”، متمنيا أن يكون المسافر مرتاحا معه. من جهته رحب ممثل نقابة الاتحاد الوطني لسائقي سيارات الأجرة، عزيوز بوقرو، الذي وجدناه بالمحطة، بهذه المبادرة التي تصب في فائدة مستعملي الطريق، موضحا أن النقابة تقوم أيضا بهذه العملية، وتحسس السائقين، على مدار السنة، بمختلف المخاطر التي تحدق بالسائقين ومن معهم من الركاب، وتأخذ في الحسبان شكاوى المواطنين، بخصوص سلوكات السائقين الذين يقومون بالمناورات الخطيرة، ويجازفون بحياة المسافرين، وكذا من خلال تقارير الأمن حول تصرّفات السائقين، التي يمكن أن تؤدي بهم إلى سحب الترخيص.