قدماء الكشافة

رفع تحدي المليون وجبة

رفع تحدي المليون وجبة
  • القراءات: 486
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

سطّرت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية كعادتها في الشهر الفضيل برنامجا تضامنيا ثريا ومتنوّعا، تشرف على تنفيذه مختلف الأفواج الكشفية الموزعة عبر كافة ولايات الوطن بتعداد يقدّر بـ25 ألف منخرط، موزعين على 450 فوجا كشفيا، هذا المعدل من الكشفيين أسهم حسب منير عربية، المكلّف بالاتصال في الرفع من وتيرة العمل الخيري والتضامني بالشهر الفضيل، سنة بعد سنة، وهو ما تعكسه تغطية احتياجات أكبر عدد من المحتاجين والفقراء والسائلين وعابري السبيل.

حسب المكلّف بالاتصال في تصريحه لـ«المساء، فإنّ شهر رمضان يعتبر من المحطات الهامة في حياة الكشافة الإسلامية الجزائرية، كونه يعكس تجسيد مبادئها المتمثلة في التضامن والتكافل والتطوع لفعل الخير، انطلاقا من كل هذا يوضّح تحوّل العمل التضامني بالنسبة للكشاف إلى واجب أخلاقي تسعى من خلاله الجمعية إلى مدّ يد العون لدعم الفئات الهشة والفقيرة من خلال ما يقدم لها من مساعدات من المحسنين الذين تعدوا على العمل مع الجمعية ووقفوا على مدى نزاهتها في تكريس العمل الجواري الخيري”.

وعن أهم المشاريع المبرمجة لهذه السنة، أفاد محدثنا أنّ الجمعية احتفظت ككل سنة بعدد من المشاريع الكلاسيكية التي تحولت إلى تقليد سنوي ومنها مطاعم الرحمة في مختلف ولايات الوطن، وقفة رمضان التي يجري توزيعها قبيل حلول الشهر الفضيل وختان الأطفال بالتنسيق مع بعض البلديات، إلى جانب طرح عدد من المشاريع الجديدة والتي سبق للجمعية وأن أطلقتها في السنوات الأخيرة ولقيت نجاحا وترحيبا كبيرين ومنها وجبات السحور في محطات النقل والطرق السريعة، والوجبات المتنقلة المرتبطة بالعمال من أصحاب المناوبات الذين يتعذّر عليهم مغادرة أماكن عملهم، وكذا الوجبات الموزعة في الطريق السريع. لم تجعل جمعية قدماء الكشافة الإسلامية مشاريعها في التضامن والتآزر مع سكان المدن فحسب، وإنما سطرت عددا من البرامج لفائدة القاطنين في القرى والمداشر من الفقراء والمحتاجين ومنها يذكر محدثنا مشروع الوجبات المتنقلة للعائلات التي يتعذّر عليها التنقل إلى المدينة للحصول على وجبة بسبب بعد المسافة، حيث يشرف القادة الكشفيون على عملية توزيع الوجبات بأنفسهم لهذه الفئات المحتاجة، لافتا إلى أنه من جملة المشاريع التي تم أيضا تسطيرها لهذه السنة بعد أن حققت نجاحا كبيرا في السنوات الماضية بشهادة المستفيدين، هي وجبات الإفطار التي تقدم إلى مرافقي المرضى بالمؤسسات الاستشفائية من الذين يتعذّر عليهم الإفطار في منازلهم، ـ يقول ـ هذه الفئة أيضا أولتها الجمعية اهتماما خاصا لاسيما وأنّ المؤسّسات الاستشفائية غير ملزمة بالتكفل بإفطارهم، حيث يمس نشاطنا بالنسبة لهذا المشروع المؤسسات الاستشفائية بالعاصمة ويمتد إلى مستشفيات ولايتي بومرداس وتيزي وزو، حيث تتكفل  الأفواج الكشفية الموجودة بالولاية بالعملية”.

 

رفع التحدي بتوزيع أكثر من 500ألفوجبة

بلغة الأرقام، أشار المكلف بالاتصال إلى أن جمعية قدماء الكشافة الإسلامية تتطلع من وراء مشاريعها الخيرية والتضامنية إلى تمكين أكبر عدد من الصائمين من الحصول على وجبات إفطار، وبالتالي، فإنّ التحدي الذي تحمله الجمعية هذا الموسم يتمثل في بلوغ أكبر عدد من التغطية الاجتماعية إن صح التعبير. وبالمناسبة، يشير المكلف بالاتصال إلى تمكن جمعية القدماء عبر مختلف أفواجها السنة المنصرمة من توزيع 500 ألف وجبة، ويقول نتطلع هذه السنة إلى توزيع أكبر قدر من الوجبات بدعم طبعا من المحسنين الذين عودونا على رسم أسمى صور التضامن والتكافل الاجتماعي بالشهر الفضيل، سواء بما هو مادي أو عن طريق التطوع”.

ترفع جمعية قدماء الكشافة الإسلامية هذه السنة ـ حسب محدثنا ـ شعار لنتعاون جميعا من خلال الأفواج الكشفية التي ينتظر أن تكون بمثابة همزة وصل بين المحسنين المتبرعين والمحتاجين، وبالمناسبة يقول إنّ الجمعية تفتح الباب واسعا لكل راغب في التطوع”.

وحول مدى الإقبال على المشاركة في إنجاح المشاريع الخيرية من المتطوعين الشباب لاسيما وأن عملية تحضير مائدة رمضان تتطلب وجود يد عاملة كبيرة تتكفل بالطبخ وتحضير الأطباق وتوزيعها وغسل الأواني، أوضح محدثنا أنّ جمعية القدماء، ومن خلال تجربتها في السنوات الماضية، تعبر عن ارتياحها  للإقبال الكبير من الشباب الراغب في التطوع خاصة وأنّها تمنح لهم الحرية في اختيار العمل الذي يرغبون في القيام به لدعم الأفواج، ومنهم من يختار الإشراف على عملية توزيع وجبات السحور”. 

ويضيف أنّه عادة ما يميل إلى هذه العملية الشباب المراهق من الذين يطيلون السهر بالشهر الفضيل، حيث يتكفلون مثلا بتوزيع الوجبات على المسافرين في محطات الحافلات أو بالطرق السريعة، بينما يميل البعض الآخر إلى العمل في مطاعم الرحمة بالمشاركة في تحضير الأطباق الرمضانية وتنظيف المكان بعد مغادرة آخر مفطر، مشيرا إلى أن الجمعية تفتح الباب لجميع الراغبين في المشاركة بمختلف المشاريع بما في ذلك الفئة المنحرفة أو المدمنة على بعض الآفات الاجتماعية التي تميل خلال الشهر الفضيل، إلى المساهمة في فعل الخير وتعتبره بابا للتوبة، حيث تسعى ـ حسبه ـ جمعية القدماء من وراء ذلك إلى الاستثمار في مثل هذه الطاقات البشرية والمساهمة في تقويم سلوكها بجعلها تعيش حلاوة التطوع الخيري بالشهر الفضيل.