الأستاذ محمد لعقاب لـ”المساء”:

التحريض طغى على الإعلام.. والاحترافية أكبر خاسر

التحريض طغى على الإعلام.. والاحترافية أكبر خاسر
  • القراءات: 412
مريم. ن مريم. ن

اعتبر أستاذ الإعلام محمد لعقاب، لـ«المساء» على هامش فعاليات الملتقى الوطني حول «اتصال الأزمات واليقظة التكنولوجية ـ الرهانات والإشكالات» الذي احتضنت فعالياته كلية علوم الإعلام والاتصال أول أمس، «المعالجة الإعلامية للحراك لم ترق للمستوى المطلوب ولم تكن موضوعية واعتمدت على التضخيم».

وأكد المتحدث أن «أمورا طرحت ونوقشت كنوع من المسلمات والبديهيات التي لا بد من طرحها، إلا أنه مع الوقت ومع بزوغ صحوة إعلامية تم التراجع عن الأمور الأساسية». وأضاف أن «هناك مطالب لم تكن مقبولة وكانت تضر بالاقتصاد الوطني أكثر مما تفيده وتتم تغطيتها إعلاميا، ومن ذلك مثلا الوقفات الاحتجاجية هنا وهناك والإضرابات في المصانع وفي الجامعات وفي مصالح الضرائب وغيرها.. علما أن فضاء الاحتجاج كان متوفرا وكان بإمكان هؤلاء الاحتجاج في حراك الجمعات».

من هذا المنطلق يرى الأستاذ لعقاب، أن «الإعلام لم يطرح من هم الخاسرون في هذا الحراك، كما تم إعطاء تغطية واسعة للمطالب التعجيزية المرفوعة وللإشاعات وكأنها أخبار مؤكدة في ظل غياب المصادر، فبعد أن كانت المطالب مشروعة وواضحة في بداية الحراك، منها رحيل رموز النظام، تبين فيما بعد أن أفكارا أخرى تسربت لم تكن مطروحة».

كما أعاب المتحدث على وسائل الإعلام أنها «عوض نقل الخبر والصورة أعطت الكلمة مفتوحة للمتطرفين، كما فتحت البث طوال اليوم للحراك والمظاهرات وهي صورة لا نراها في الدول المتقدمة، زيادة على أن هذه الوسائل الإعلامية استضافت في البلاتوهات التي نظمتها أناسا مجهولين وليس لهم مسار نضالي معروف وقدمتهم باسم نشطاء حقوقيين».

وعموما يعتبر محمد لعقاب، أن وسائل الإعلام لم تتعامل باحترافية مع الأحداث، كما أن وسائل التواصل الإجتماعي نقلت أخبارا مظللة وإشاعات على أنها أخبار، «هي في الحقيقة أنتجت في دوائر مشبوهة ورغم ذلك  تستغلها وتأخذها وسائل الإعلام عندنا وتبثها للمواطن».

وخلص لعقاب، إلى القول إن «المواطن يبقى معذورا في أخذ هذه الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بالنسبة للصحفي فالأمر غير ذلك، إذ عليه أن يكون ملتزما بالحرية المسؤولة وأن لا يعتمد على التحريض بدل الإعلام لأن الاحترافية هي من كانت الخاسر الأكبر».