يعكف مجلس ”سبل الخيرات” بقسنطينة، التابع لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف، على ضبط آخر الترتيبات، قبل حلول شهر رمضان المعظم، حيث أعد المجلس عبر مختلف المساجد وبالتنسيق مع الأئمة، قوائم العائلات المعوزة، بعدما قرّر منح ثلاث قفف لكلّ عائلة، خلال الشهر، بمعدل قفة كل عشرة أيام، مع التنبيه على أئمة المساجد بملء استمارات العائلات المستفيدة من أجل منع أيّ تحايل.

انطلقت عملية جمع الإعانات العينية، عبر مختلف المساجد، منذ الفاتح من شهر أفريل الجاري، حيث تمّ البدء في جمع المواد الغذائية، مع توجيه نداءات تحسيسية للمحسنين عن طريق دروس الوعظ والإرشاد والاتصال المباشر بهم، وكذا الاتّصال بالمؤسّسات العمومية والخاصة من أجل المساهمة في هذا العمل الخيري.

وحسب السيد عبد القادر نوار، رئيس مكتب سبل الخيرات على مستوى ولاية قسنطينة، فإنّ المجلس يقوم في الوقت الحالي بضبط الإعانات العينية التي يقدّمها المحسنون، ويحرص على إعداد قوائم بأسماء الفقراء والمعوزين، في كلّ حي، وتكليف إمام مسجد الحي، بدراستها رفقة أعضاء مكتب ”سبل الخيرات”، بالتنسيق مع لجان الحي والبلديات والهلال الأحمر الجزائري.

وقبل انطلاق العملية التضامنية، قام المجلس بمراسلة رسمية عبر مديرية الشؤون الدينية، والي قسنطينة، تم خلالها شرح الوضعية التي يوجد عليها المجلس، في ظل غياب المداخيل المالية، مع التأكيد على أهمية مواصلة النشاط الاجتماعي على مستوى مؤسّسة المسجد.

وبخصوص إفطار الصائم، وصل عدد النقاط التي تمّ اقتراحها على المجلس، من أجل هذه العملية، سواء من المعوزين أو من عابري السبيل، إلى 18 نقطة، موزّعة على مختلف أنحاء الولاية، بزيادة تقدّر بمطعمين عن السنة الفارطة، والتي تم خلالها توزيع 90 ألف وجبة، منها حوالي 50 ألف وجبة على الطاولة و40 ألف محمولة، وزّعت، خاصة عبر محاور الطرق الكبرى، على غرار الطريق السيّار شرق - غرب.

أما بالنسبة لعملية التبرع بالدم، فقد قرّر المجلس توجيه نداءات تحسيسية عن طريق دروس الوعظ والإرشاد من أجل التذكير بأهمية هذه العملية في إنقاذ الأرواح، عبر المستشفيات والمصحات الطبية، والتأكيد على الأئمة من أجل تخصيص أماكن لائقة للقيام بهذه العملية التي شملت السنة الفارطة، 97 مسجدا، حيث تمّ جمع 3216 كيس دم.

كما برمج المجلس وككلّ سنة في شهر رمضان، عملية لختان الأطفال الأيتام ومن العائلات الفقيرة والمعوزة، وقد أشرف المجلس خلال شهر رمضان الفارط، على عملية ختان شملت أكثر من 200 طفل، بالتنسيق مع المصحات الطبية.

وبرمج المجلس، في إطار العمل التضامني الخاص بشهر رمضان، عملية لتوزيع كسوة العيد، حيث وجّه نداء للأئمة من أجل الشروع في جمع الألبسة، على مستوى المساجد وإعداد قائمة خاصة بالألبسة المتحصّل عليها، من المحسنين ووضع قائمة بأسماء المستفيدين.

ولم ينس مجلس ”سبل الخيرات”، خلال الشهر الفضيل، ومناسبة عيد الفطر المبارك، وضع برنامج للزيارات، نحو المستشفى الجامعي، خاصة مصلحة الأطفال، وكذا مستشفى الأطفال بسطح المنصورة، لتوزيع الألبسة والهدايا على الأطفال المرضى، بدون نسيان زيارة دار الرحمة.

وحثّت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة، الأئمة على مراقبة صلاحية المواد الغذائية قبل توزيعها، لتفادي أي مشكل صحي أو تسمم غذائي، مع تجنب تخزينها، وتوزيعها مباشرة على مستحقيها، ومحاولة إيصال القفة إلى منزل العائلة الفقيرة والمعوزة، حفاظا على كرامتها.