لتجنب الجفاف المصاحب للصيام

ضرورة ترطيب أجسام المسنين

ضرورة ترطيب أجسام المسنين
الدكتورة نادية مزنان، طبيبة منسقة لدى مصلحة الصحة الجوارية ببرج الكيفان
  • القراءات: 619
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نصحت الدكتورة نادية مزنان، طبيبة منسقة لدى مصلحة الصحة الجوارية ببرج الكيفان في باب الزوار، بأهمية مراقبة كبار السن خلال شهر رمضان الكريم، مشيرة إلى أن العديد من المضاعفات الصحية تهدد هذه الشريحة العمرية، بسبب الصيام في حالة عدم معرفتهم السبل الأكثر سلامة خلال صيامهم، لاسيما التعرض للجفاف بسبب نقص السوائل في الجسم، وهي من بين المشاكل التي لا يولي لها هؤلاء المسنون الاهتمام، خصوصا أن الشهر سيصادف ارتفاعا تدريجيا في درجة الحرارة.

شهر الصيام هو شهر الراحة الجسمانية، إذ يعتبر الامتناع عن الأكل والشرب لساعات معدودة خلال اليوم علاجا للعديد من العلل، على أن يكون الصيام وفق أحكام وسنن لا تحول هذا العلاج إلى مشكل صحي، وقالت الطبيبة، إن عادات الأكل التي يربطها العديدون بهذا الشهر خلال الإفطار وعند موعد السحور، والتي تكون بسلوكيات خاطئة وطريقة أكل عشوائية، هي التي تحول الشهر إلى فترة للمشاكل الصحية، خصوصا بالنسبة لكبار السن الذين يعتبرون أكثر حساسية من غيرهم تجاه الصيام.

أوضحت المتحدثة أن أكثر ما يجب الإشارة إليه عندما يصادف شهر الصيام موسم الحر؛ كيفية ترطيب الجسم، لأن كبار السن تتغير طبيعة هرموناتهم المفرزة، بالتالي يكونون بحاجة إلى مواد مفيدة للجسم أكثر من مواد ثانية مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، وأضافت الأخصائية أن أهم مشكلة تواجه كبار السن؛ العطش المستمر، لكن كثيرون هم الذين لا يشعرون بحاجة جسمهم للماء ويغيب لديهم الإحساس بالعطش، وأرجعت هذا الشعور إلى تغير اتزان وكفاءة عمل هرمونات الجسم، خاصة هرمون "الأنسولين" و«التريبتوفان" والزيادة في هرمون "الميلاتونين" المسؤول عن الشعور بالنعاس والخمول.

وأكدت مزنان أن إصابة المسنين بأمراض مزمنة، مثل الضغط والسكري، يعد أمرا شائعا، مما يزيد الطين بلة، ومن المهم للغاية أن يتم تقييم مدى استقرار الحالة المرضية للمسن وانتظامه على خطة العلاج من عدمه، على أن يتم ذلك من محيطه، كأبنائه خاصة، فأهمية هذا الأمر تكمن في أنه يساعد على تحديد ما إذا كان الوضع الصحي العام للمسن يسمح له بالصيام، أم أن الصيام يمثل خطورة على استقرار حالته الصحية، كما أنه يحدد المواد الغذائية التي ينصح باستهلاكها من عدمها، ونسبة السوائل التي لابد منها لترطيب جسمه بطريقة تضمن له عدم جفافه.

تمثل الاحتياجات الغذائية للمسن عاملا مهما في الحفاظ على صحته، تضيف مزنان، حيث تتفاقم في الكثير من الأحيان أعراض بعض الأمراض أو تظهر من أساسها، نتيجة وجود نقص في أحد الفيتامينات أو العناصر الغذائية المهمة، أو السوائل والألياف، وشددت على ضرورة تحديد خطة غذائية مناسبة غنية بالألياف والسوائل، وضعيفة من حيث السكريات والدهون والملح، باعتبارهما يشكلان خطرا على صحة المسن، كما أنه من المهم حماية المسن من آثار الجفاف الناتج عن عدم استهلاك الماء طوال النهار.

أشارت الأخصائية إلى أن بعض الأدوية التي يتناولها كبار السن، نظرا لبعض الأمراض المزمنة، تدر البول كثيرا، بالتالي يحدث فقدان السوائل في الجسم، وعليه تكثر الحاجة إلى السوائل لتعويض ذلك النقص، مع ضرورة مناقشة المسألة مع الطبيب المعالج لتحديد درجة ذلك ومدى قدرة المسن على الصيام، كما يجب أيضا تجنب التعرض المباشر للشمس.

قدمت الأخصائية حيلة صحية مفيدة لكبار السن، وهي استهلاك صحن من السلاطة الخضراء الغنية بالألياف بعد وجبة الفطور، باعتبارها مصفاة مثالية للدهون والسكريات الفائضة التي تم استهلاكها، لكن هذا لا يعني، على حد تعبيرها، أخذ الراحة التامة خلال الأكل واستهلاك كل ما تشتهيه النفس، مشيرة إلى أن تجنب الأجبان والمواد المقلية خلال السحور أمر ضروري، لأنها تزيد من العطش في اليوم الموالي.