انطلاق مؤتمر الأمن الدولي بالعاصمة الروسية

اتهام أمريكا بإعادة بعث سباق التسلّح

اتهام أمريكا بإعادة بعث سباق التسلّح
  • القراءات: 761
م.م م.م

تقاطعت تصريحات مسؤولين سياسيين وعسكريين روس أمس، في اتهام الإدارة الأمريكية الجديدة بمحاولة إعادة الزج بالعالم في متاهة سباق تسلّح سيدفع حتما إلى حرب باردة جديدة، وبمخاطر متزايدة مقارنة بتلك التي ميّزت عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.

التقى أمس، أكثر من ألف مختص في مجال التسلّح والأمن الدولي، قدموا من 100 دولة من بينهم 30 وزير دفاع في المؤتمر الدولي الثامن حول الأمن العالمي بالعاصمة الروسية موسكو، لمناقشة قضايا ذات صلة بالتسلّح والأمن بالإضافة إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

وتوزع المشاركون على ورشات عمل لتبادل المقاربات حول الأخطار والتهديدات العسكرية الحديثة، والدعوة إلى إحداث نظام رقابة جديد على التسلّح وضبط بؤر الصراع في مختلف مناطق العالم، والتي غذّت خلال السنوات الأخيرة تصعيدا عسكريا جديدا بين القوى الإقليمية والدولية ضمن تدخلات مباشرة أو عبر حروب الوكالة.

ولم يخف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بمناسبة انطلاق فعاليات هذا المؤتمر اتهامه للولايات المتحدة الأمريكية بالسعي لإقحام مختلف الدول في سباق تسلّح جديد.

وأعطى المسؤول العسكري الروسي مثالا على ذلك بسعي حلف ”الناتو” إلى توسيع نطاق تواجده إلى غاية  الحدود الروسية ضمن تصرف قال إن بلاده تعارضه بقوة.

وأشار شويغو، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقوم وفق هذه الخطة على توسيع مناطق نشر منظوماتها الصاروخية  بتنسيق مع الدول الأخرى في حلف ”الناتو”، بنية توجيهها ضد روسيا والصين.

وهي النزعة التوسعية التي قال إن بلاده لن تسكت عليها، وأنها ستمنح لنفسها كل حق للرد على العقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة، في إشارة قوية إلى احتمال دخول العالم في حرب باردة جديدة اعتقد كل العالم أنه طوى صفحتها مع انهيار نظام المعسكرين الذي حكم العلاقات الدولية على مدى سبعة عقود بعد الحرب العالمية الثانية.

واستغل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فعاليات هذا المؤتمر ليوجه هو الآخر دعوة لدول الحلف الأطلسي الأخرى بعدم الانسياق وراء هذه النزعة لتفادي كل ما من شأنه زيادة المواجهة في أوروبا، والالتزام بما تعهدوا به في قمم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس ”روسيا ـ الناتو”، بخصوص تفادي تعزيز أمنهم على حساب دول أخرى في تلميح إلى بلاده.

وأضاف لافروف، أن ”التوسع  العسكري المستمر للحلف الأطلسي وزيادة قدرته المضادة للصواريخ، وبنيته التحتية في الجبهة الشرقية، أدى إلى ظهور أزمة ثقة جديدة بين دول القارة الأوروبية.

وشدد على أنه في حال انعدام الحوار العسكري بين روسيا وحلف ”الناتو” فإن ثمن الخطأ غير المقصود سيكون مرتفعا جدا، معتقدا أن ابتعاد الشركاء الغربيين  عن الحوار مع موسكو يدل على ضعف مواقفهم.

ومن جهته دعا نيكولاي باتروشيف، الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، من أجل تجنب كل تصعيد في الموقف الأمني في العالم إلى تشكيل منظومة إنذار دولية حقيقية بعد انهيار منظومة التكتلات العسكرية، التي تشكلت خلال فترة الحرب الباردة، مؤكدا على استعداد بلاده تقديم مساعدات في هذا الاتجاه.

ولم يستبعد المسؤول الأمني الروسي، سعي القوى الكبرى لنقل صراعها العسكري إلى الساحة الإفريقية، متهما ”لاعبين خارجيين” بالسعي لإعادة رسم ميزان القوى في هذه القارة، بدليل حالة اللاستقرار التي تطبع الكثير من مناطقها التي تشهد اندلاع حروب  إقليمية بتحريض من هذه القوى من أجل السيطرة على مواردها الطبيعية دون مراعاة إرادة الأفارقة أنفسهم.