طالب سكان منطقة «تافرانت» المتواجدة بأعالي منطقة جبل الوحش بقسنطينة، الوالي بالتدخّل وزيارة منطقتهم التي تشهد وضعية كارثية لغياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة، حيث أكّد السكان أنّ غياب برامج التهيئة عن المنطقة جعل سكانها يعيشون عزلة حقيقية، فضلا عن غياب الماء الصالح للشرب عن حيهم ووسائل النقل وغيرها من المشاكل التي أرّقت يومياتهم.

يعاني سكان المنطقة من انقطاع الماء الصالح للشرب عن حنفياتهم وغيابها، حيث أفاد السكان بأنّهم محرومون من هذه المادة الحيوية لأكثر من سنة، حيث يعتمد الكثيرون على شراء مياه الصهاريج؛ ما يكلّفهم مبالغ مالية باهظة إلى جانب المياه المعدنية. ولأجل ذلك طالب المشتكون الجهات الوصية بتمكينهم من تحصيل حقهم المشروع في التزود بالمياه الصالحة للشرب، بعدما لجأ البعض إلى حفر آبار بالقرب من المنازل رغم أنّ السلطات تمنع العملية منعا باتا. وتعرّض صاحبها للعقاب شريطة حصوله على رخصة خاصة، غير أنّ تفاقم المشكل وطول مدته دفع بهم، حسب تصريحاتهم، إلى البحث عن حلول بديلة للتزود بالماء.

وأثار سكان المنطقة السكنية التي تتشكّل من مئات البيوت مترامية الأطراف ويعتمد سكانها على تربية الأبقار والأغنام وحتى النحل كونها منطقة جبلية، مشكل التهيئة؛ إذ أكّدوا أنّ المنطقة لم تستفد، إلى حد الساعة، من أيّ برامج للتهيئة رغم العديد من المراسلات والشكاوى، ما أثر سلبا على حياتهم اليومية في ظلّ غياب برنامج لإعادة تأهيل الطريق الرئيس الذي يعرف وضعية كارثية، وهي نفس الحال بالنسبة للطرق الثانوية المؤدية إلى منطقتهم، مؤكدين في سياق حديثهم، أنّ منطقتهم لازالت غارقة في المشاكل لانعدام التهيئة والمشاريع التنموية بها. كما تحدّث السكان عن مشكل حرمانهم من شبكات التطهير، مؤكدين أنهم اضطروا لحفر خنادق صغيرة في الأرض لتصريف المياه المستعملة، وهي العملية التي أدت إلى تلويث مياه العديد من الآبار.

أما غياب النقل المدرسي بالنسبة لأبناء المنطقة فيُعدّ من أهم المشاكل المطروحة، ناهيك عن مشكل غياب الإنارة العمومية؛ ما جعلهم يعيشون ظلاما دامسا ورعبا حقيقيا بسبب خوفهم بشكل كبير، من الخنازير والكلاب الضالة.