جمعية العلماء المسلمين تبارك الحراك وتنبه:

بلوغ الأهداف يقتضي الحذر من المندسين والدوائر الخفية

بلوغ الأهداف يقتضي الحذر من المندسين والدوائر الخفية
  • القراءات: 797
مريم .ن مريم .ن

دعا ممثلو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أمس، في ندوة تاريخية نشطوها بالمتحف الوطني للمجاهد بمناسبة يوم العلم، الشعب الجزائري إلى ضرورة حماية مسيرة الحراك التي وصفوها بـ»الثورة الشعبية»، مشددين على ضرورة التحلي باليقظة وتوخي الحذر من «المندسين حاملي الأجندات المشبوهة، وكذا من الجهات الأجنبية خاصة في دول الجوار التي تتربص لضرب الجزائر من خلال ثورة مضادة تقضي على طموحات الجزائريين».

ففي كلمته الترحيبية خلال اللقاء أشار الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء إلى أن «الحراك هو ثورة شعبية بامتياز، وهو تصحيح لمسار امتد لعقود من الزمن ساد فيه الاستبداد المطلق وأصبح فيه الجميع تحت رحمة الأسياد، وتم انتهاج سياسة فرض الأمر الواقع المستلهمة من الفكر الاستعماري الغاشم».

واستشهد المتدخل بالراحل مالك بن نبي، الذي قال في سنة 1952 خلال اجتماع عقد بالجزائر إن «الثورة من السهل إشعالها لكن أمر دوامها صعب»، وأضاف أن لها عنصران هما الطاقة الاجتماعية، وكذا الناحية الفنية المتمثلة في القيادة، التي تعطي إشارات عن غايات الثورة وأهدافها، قائلا في هذا الصدد «وبالتالي فإن الحراك الجاري اليوم إذا لم تكن له قيادات فكرية وعقلية تحافظ على استمراره وتحفظه من الزوال ومن الثورة المضادة، سيتم تخريبه من الداخل».

وهنا نبه المتحدث للعناصر المندسة والمأمورة من الخارج تم تدريبها في مراكز خاصة بدول الجوار وفي صربيا وغيرها..

أما الأستاذ محمد الهادي الحسني، العضو في الجمعية فقد استحضر مقولة الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم «دافعوا عن دين باباكم»، وأشار إلى أن أغلب من هم في الحراك هم من الشباب المتعلم والواعي»، مضيفا بأنه «لابد لهذا الشباب أن يخطط لبقاء هذا الحراك، حتى لا تسرق منه الثورة التي لم يدع لها أي حزب ولا جمعية، بل فرضها الشعب قصد التغيير الجذري». وهو ما يستدعي ـ حسبه ـ «مزيدا من الحكمة والفطنة في وجه من يملكون المال والسلاح والإعلام من الدوائر الأجنبية المشبوهة التي تتمنى أن تسيل دماء الجزائريين، كما يحدث اليوم في ليبيا، ناهيك عن بعض الدول العربية التي أصبحت وكرا للمخابرات والجوسسة الأجنبية تحاك فيها المؤامرات ضد الجزائر».

وذكر المتحدث بأن الفقه والتراث الإسلامي،سبق بقوانينه وضوابطه قوانين اليوم، ليستشهد الحسني، بقانون مستمد من خطبة أبي بكر الصديق، التي قال فيها إن «الأمة لها الحق في انتزاع الحكم ممن ولته إياه»، كدلالة على أن السلطة في يد الشعب، وبالتالي له الحرية في اختيار من يحكمه ويمثله ويرعى مصالحه بعيدا عن الحسابات والمصالح الشخصية..» وهو الأمر الذي كان قد دعا إليه أيضا الشيخ الإبراهيمي، حينما رفض أن يزكي أي طرف على حساب الآخر في أزمة 1962، وانحاز للشعب مما كلفه غاليا (الإقامة الجبرية)، حتى قال في خطبته «خرج الاستعمار من حقولكم ولم يخرج من عقولكم».

من جهته أكد الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين، في مداخلته على أنه «يتعين على شعبنا أن يبقى موحدا في حراكه في منأى عن العنف والفتن والتصدي لها بالوعي الوطني، والفطنة إلى أن تتحقق المطالب والغايات المشروعة لشعب عانى ويريد الأفضل اليوم وغدا.