المنسق الوطني لـ«كنابست»:

حان الوقت لإبعاد المدرسة عن الاضطرابات

حان الوقت لإبعاد المدرسة عن الاضطرابات
  • القراءات: 444
ص.محمديوة ص.محمديوة

أكد المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «كنابست» مزيان مريان أمس، على ضرورة إبعاد المدرسة الجزائرية عن كل تدخل سياسي وإيديولوجي، «من أجل الحفاظ على ممارسة دورها التربوي والتعليمي في تكوين تلاميذ اليوم الذين هم رجال الغد ومستقبل البلاد».

وقال مريان لدى استضافته في حصة «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة، إن «المدرسة الجزائرية التي قدمت نفسها كعنصر لا غنى عنه، لدعم التحولات المجتمعية لم تنجح أبدا في الهروب من التغييرات السياسية والأيديولوجية التي حدثت في البلاد منذ الاستقلال»، ملحا في هذا الصدد على ضرورة التفكير في برامج مدرسية جديدة، لمرافقة هذه التغييرات وذلك بمجرد تقرير مشروع اجتماعي جديد».

وأشار المتحدث إلى أنه «عند تطوير برنامج التعليم في المستقبل، سيكون من الضروري تجنب القيام بذلك في إطار حزبي، حتى لا يميل الجانب الإيديولوجي بالأسبقية على الاهتمام التعليمي»، داعيا في نفس الوقت إلى «ضرورة إبعاد التلاميذ عن جو المظاهرات والاحتجاجات لأن مكانهم المدرسة وليس الشارع».

ويرى المسؤول النقابي أن «الوقت قد حان لترك خبراء التربية يقومون برسم خارطة طريق وإعداد برنامج تربوي وتعليمي بعيدا عن كل ضغوط إيديولوجية وسياسية، مضيفا في هذا السياق بأنه «متى تم تقرير مشروع اجتماعي جديد، نحدد ما هي المدرسة الجزائرية التي نريد ومن هو الجزائري الذي نكوّنه، وبالتالي الذهاب إلى تحقيق الهدف الوطني الذي نسطره بعيدا عن كل الإيديولوجيات والتجاذبات السياسية».

ومن أجل حماية المدرسة الجزائرية من أي اضطرابات أو تأثيرات، دعا السيد مزيان مريان إلى تكوين الأساتذة ومرافقتهم طيلة مسارهم المهني، حتى يكونوا على دراية بالرهانات القائمة والتحديات التي تواجه الأمة، مؤكدا في سياق متصل على ضرورة مرافقة المفتشين والإدارة في ظل احترام خارطة الطريق التي يشرف على إعدادها خبراء ومختصون في المجال، حيث أشار في هذا الخصوص إلى أن «المكون الجيد المتحكم في مختلف الآليات بإمكانه نقل التكوين إلى أطفال اليوم الذين هم رجال الغد».

أما النقطة الثانية التي شدد عليها المسؤول النقابي، فتتعلق بأهمية تلقين «الثوابت وقيم الأجداد» للطفل الجزائري، «حتى يكون فخورا بتاريخه وأن يدرك تمام الإدراك الثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر لاستعادة حريتها».

وإذ رفض المنسق الوطني للـ»كنابست» اعتبار المدرسة الجزائرية بأنها فشلت، لأن ذلك ـ حسبه ـ مرتبط بمدى تقييم الأهداف المسطرة وفق طرق علمية بحتة، إلا أنه في المقابل، أكد أن التوصل إلى تعليم نوعي بحاجة إلى توفير الإمكانيات البيداغوجية، ملاحظا في هذا السياق أن 85 بالمائة من ميزانية التعليم موجهة للأجور، في حين أن 15 بالمائة المتبقية توجه للجانب البيداغوجي.

وتساءل مريان ما إذا كانت هذه النسبة الأخيرة، كافية لتوفير الإمكانيات الضرورية، لتمكين حوالي 9 ملايين تلميذ في مختلف الأطوار التعليمية من تلقي تعليمهم في أفضل الظروف وأحسنها، مؤكدا في سياق متصل بأن الأستاذ الجزائري يستحق فعلا الميدالية، لما قدمه ويقدمه من أجل المدرسة الجزائرية.