سكيكدة

استحضار مسار العقيد علي منجلي

استحضار مسار العقيد علي منجلي
المجاهد المرحوم العقيد علي منجلي
  • القراءات: 4870
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

أحيت ولاية سكيكدة، الأحد الماضي، الذكرى 21 لوفاة المغفور له بإذن الله المجاهد المرحوم العقيد علي منجلي، الذي التحق بالرفيق الأعلى يوم 14 أبريل 1998 بمدينة عزابة شرق سكيكدة. وحسب المتحف الجهوي «المجاهد علي كافي»، فإنّ الفقيد الذي وُلد بعزابة يوم 07 ديسمبر 1922، يُعدّ واحدا من أبرز مجاهدي الولاية التاريخية الثانية، حيث عُرف في صفوف الحركة الوطنية بحنكته السياسية ومواقفه النضالية الواضحة، وبشجاعته كمجاهد وقائد صلب حاد الذكاء مخلصا وشجاعا.

 

انخرط  الفقيد في صفوف حزب الشعب الجزائري منذ شبابه، ثم واصل نضاله في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، حيث أصبح مسؤولا في قسمة عزابة ومرشحا للانتخابات المحلية التي فاز بها كنائب بالمجلس البلدي سنة 1947. واصل نضاله كمسؤول بارز في الناحية حتى انقسام الحزب سنة 1953، حيث لزم الحياد، ثم انضم لرأي الشهيدين ديدوش مراد وزيغود يوسف المتمثل في اختيار النهج الثوري، لأنّه أيقن

أنّ ما أُخذ بالقوة لا يمكنه أن يُسترجع إلا بالقوة، لذا فقد كان الفقيد واحدا من المساهمين في تحضير الثورة النوفمبرية مباشرة بعد مؤتمر الصومام، أصبح من الوجوه البارزة في الولاية التاريخية الثانية، كما قاد إحدى أكبر المعارك بالمنطقة، وهي معركة 08 أيام أو كما تُعرف بمعركة مليلة، عين القصب بنواحي عزابة التي جرت أحداثها في الأسبوع الثالث من ديسمبر 1957 ودامت أسبوعا كاملا، تكبّد العدو خلالها خسائر كبيرة، تمثلت في قتل 900 جندي فرنسي وجرح العشرات منهم. وبالمقابل استشهد معظم كتيبة الولاية الثالثة مع إصابة العديد من المجاهدين والمواطنين بجروح مختلفة. وفي سنة 1958 التحق بتونس، وهناك تدرّج في المسؤوليات إلى غاية تشكّل تنظيم جديد لجيش التحرير الوطني، إذ أصبح عضوا في قيادة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني سنة 1959. وفي مارس 1960 عُيّن مساعدا للرئيس الراحل هواري بومدين في هيئة الأركان العامة، زيادة إلى مشاركته في المرحلة الأولى من مفاوضات إيفيان 20 ماي و13 جوان 1961. وبعد الاستقلال أصبح العقيد علي منجلي عضوا في الجمعية الوطنية التأسيسية الأولى، ثم نائبا للرئيس في هذه الأخيرة. وفي سنة 1965 أصبح عضوا في مجلس الثورة إلى غاية شهر ديسمبر من سنة 1967، حيث استقال من منصبه بسبب المرض الذي ألمّ به، ليقرر العودة إلى مسقط رأسه؛ حيث ساهم في بناء مسجد وجامعة إسلامية.