قال إن الجزائر أعلى من الدستور، وأنه لابد من الاستجابة لمطالب الشعب

شيتور يدعو لتشكيل لجنة عقلاء للمرحلة الانتقالية

شيتور يدعو لتشكيل لجنة عقلاء للمرحلة الانتقالية
  • القراءات: 586
حنان.ح  حنان.ح

دعا الخبير والأستاذ الجامعي شمس الدين شيتور إلى تشكيل «لجنة عقلاء» تتكون من شخصيات وطنية مثل الرئيس السابق ليامين زروال ومولود حمروش وعلي هارون، تكلف بتسيير المرحلة الانتقالية وتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة بما يسمح بـ»إغلاق باب التدخلات الأجنبية»، التي قال إنها ستزداد كلما «ضيعنا الوقت». وأكد أن «الجزائر أعلى من الدستور» وأنه إذا كان المخرج من الأزمة الراهنة يتطلب تعديل الدستور، فيجب القيام بذلك.

وحذر الخبير من مغبة الاستمرار في «تضييع الوقت» و«العناد»، معتبرا أن الوقت حان لـ»وضع القطار على سكة التطور ودخول الجزائر في القرن الـ21»، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب الانتهاء من مرحلة «الشرعية الثورية» والمرور إلى مرحلة «شرعية المعرفة والعلم والكفاءة»، التي تعد الباب الوحيد للدخول بقوة إلى عالم اليوم، القائم على «اقتصاد المعرفة».

لكن ذلك لن يتحقق - كما أضاف - بدون «لمّ الشمل» وترقية ثقافة «العيش معًا» والابتعاد عن كل أشكال التطرف والافتخار بهويتنا، مع «الإصلاح الشامل للمنظومة التربوية».

وقال ضيف منتدى «جريدة المجاهد» المنظم أمس، إنه لابد للنظام الحالي أن «يسلم المشعل» وأن يبتعد عن «العناد» كوسيلة للبقاء، مشيرا إلى أنه يرى المخرج من الأزمة الراهنة (المتعلقة خصوصا برفض الشعب لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح) في الاقتراح الذي قدمه بعض القانونيين، والذي يتحدث عن إمكانية تعيين بن صالح لرئيس جديد للمجلس الدستوري يكون شخصية مقبولة من الشعب، ثم يستقيل بن صالح ليترك له المجال لتولي رئاسة الدولة.

في السياق ذاته، عبّر عن اقتناعه بعدم إمكانية تنظيم الرئاسيات في جويلية المقبل، داعيا إلى الاستجابة لمطالب الشعب، وذلك لتجنب «تعفين الأمور» وتجنبا لتحويل الحراك الشعبي من مستواه المتحضر السلمي إلى مستوى «متطرف».

كما حذر من توقف عمل مؤسسات الدولة على كافة المستويات، مؤكدا أنه مع الاحتجاج بطرق تسمح بعدم التوقف عن العمل. في هذا الصدد، قال الأستاذ في المدرسة متعددة التقنيات، إنه يتحدث يوميا مع طلبته الذين يوجدون حاليا في إضراب، من أجل دعوتهم إلى الإضراب «على الطريقة اليابانية»، وذلك بارتداء شارات تشير إلى الإضراب، لكن مع مضاعفة العمل والجهد الدراسي. ورغم أن اقتراحه لم يجد آذانا صاغية وسط الطلبة إلى غاية الآن، فإنه شدد على أنه سيظل يدعو إلى ذلك، تجنيبا لتسجيل «سنة بيضاء». ما اعتبره أمرا غير مقبول مثله مثل توقف العمل في الحقول النفطية أو باقي المؤسسات.

وعن دور الجيش الوطني الشعبي فيما يحدث، قال الخبير شيتور إن الجيش الجزائري يعد «جيش مواطنة» لأنه نابع من الشعب، كما يضم كفاءات علمية كثيرة، وهو الحامي للبلاد. لهذا اعتبر أن المنتظر منه هو «مرافقة الحراك، بتقريب الآراء المختلفة».

كما تحدث عن دور الجالية الجزائرية في الخارج، التي قال بشأنها إنه يمكنها أن تلعب دورا هاما في المرحلة المقبلة، بتقديم خبراتها العلمية التي ستسمح بإدخال البلاد في اقتصاد المعرفة، كاشفا أن ثلثي الطلاب الذين درسهم يوجدون حاليا في الخارج ولاسيما في فرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى المستوى الاقتصادي، تأسف لغياب «نموذج طاقوي» يحدد إلى أين تذهب الجزائر في هذا المجال، معبرا عن اقتناعه بأنه في حال «واصلنا في نفس الوتيرة، فإنه من هنا إلى 20 سنة سينتهي النفط». وأكد أنه ضد الاستغلال الحالي للغاز الصخري، مبررا ذلك بضرورة الانتظار إلى حين توفر تكنولوجيات أفضل تسمح بالحفاظ على النظام البيئي للصحراء.