الخوف من ضياع لقب البطولة دفع إدارة اتحاد الجزائر إلى رصّ صفوف فريقها كي لا يشكّك في قدرته على الاستمرار في المركز الأول. ولا شك في أن قرار إبعاد المدافع شافعي بقدر ما كان مفاجئا بقدر ما أحسّ اللاعبون والطاقم الفني وحتى الأنصار، أنّ المسؤولين على النادي لايزالون ساهرين على تسيير الفريق، مكذبين بذلك الإشاعات التي راجت في الآونة الأخيرة، ومفادها أن مالكي النادي الأخوين حداد، قد يطلّقون اتحاد الجزائر.

لا يُستبعد قيام إدارة النادي بوضع المهاجم حامية في قائمة المسرحين في نهاية الموسم الجاري بعد أن غاب اللاعب عن التدريبات بدون علم مسيّريه، فضلا عن أن تصرفه في المباراة ضد شباب بلوزداد كان وخيما على الفريق بعدما أقصته لجنة التأديب التابعة للرابطة الوطنية، بأربع مباريات، ما يعني أن الموسم انتهى بالنسبة لحامية، الذي أصبح بذلك يترقب تسريحه فور إسدال الستار على البطولة.

ولأوّل مرة منذ انطلاق الموسم يقف الأنصار إلى جانب إدارة النادي في محاولاتها لوضع حد للتصرفات المشينة لبعض اللاعبين؛ خشية أن تعم الفوضى داخل الفريق ويضيع منه بذلك لقب البطولة.

وبالنسبة لحالة المدافع شافعي، فإن إقصاءه بصفة نهائية من النادي، كان مرتقبا؛ باعتباره العنصر الوحيد الذي تحدى في كثير من المرات، إدارة النادي؛ سواء في ما يتعلق بغياباته المتكررة عن التدريبات أو في ما يخص تصريحاته التي كان ينتقد فيها دوما تأخر إدارة النادي في تسوية الوضعية المالية لزملائه. لكن يبدو أن تعنت شافعي في تكرار غياباته كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لإدارة النادي، التي أصبحت لا تقوى على قبول اعتذارات شافعي، إلاّ أن هذا القرار وضع مسيّري اتحاد العاصمة في موقف يفرض عليهم الإسراع في تسديد مستحقات اللاعبين، الذين لم يتسلموا مستحقاتهم المالية منذ أكثر من شهرين، وهذا يُعدّ شيئا غير طبيعي بالنسبة لناد تسيره مؤسسة اقتصادية كبيرة، لها فريق يحتل المركز الأول في البطولة ومرشح للفوز بلقبها.

وفي هذا الخصوص قالت مصادر قريبة من النادي، إنّ المدير العام للنادي عبد الحكيم سرار، أبلغ مؤخرا اللاعبين بقرار إدارة النادي تسوية الوضعية المالية في الأيام القليلة القادمة، لكن اللاعبين يتمنون أن يتم ذلك قبل الجولة القادمة، التي يتنقل فيها الفريق إلى سطيف لمواجهة الوفاق المحلي، والتي تمثل أصعب موعد ينتظر اتحاد الجزائر قبل انتهاء المنافسة بخمس جولات، حيث لازالت تشكيلة سوسطارة مهددة من قبل ملاحقيها المباشرين، لاسيما فريق شبيبة القبائل التي تريد تقليص الفارق بينها وبين صاحب المركز الأول انطلاقا من الجولة القادمة.

اتحاد الجزائر يريد في المباراة التي تجمعه بوفاق سطيف، وضع حد للتعثرات التي جعلته يخسر عدة نقاط هامة بعد انهزامه ثلاث مرات على التوالي. ويُنتظر أن يعيد المدرب لمين كبير ترتيب بيت الفريق، لاسيما بمناسبة عودة اللاعبين الذين غابوا في المواجهات الأخيرة، على غرار المدافعين القويين الربيع مفتاح ومختار بن موسى، إذ إن كليهما كان يعاني من إصابة أبعدته عن ميادين التدريب والمنافسة. ويعوّل المدرب كبير كثيرا على هذين العنصرين في اللقاء ضد وفاق سطيف؛ من أجل تحصين الخط الخلفي الذي سيقوده الثنائي شريفي وبن يحيى، المنتظر منهما أن يلعبا جنبا إلى جنب في وسط الدفاع.