المركز الثقافي الجزائري بباريس شهر أفريل

تركيز على التراث والإبداع الجزائري

تركيز على التراث والإبداع الجزائري
  • القراءات: 957
مريم . ن مريم . ن

يقترح المركز الثقافي الجزائري بباريس إلى غاية نهاية شهر أفريل الجاري مجموعة من النشاطات الثقافية والفنية المتنوّعة التي تعكس جوانب متعدّدة من الثقافة والهوية الجزائرية، بمشاركة بعض الجمعيات والمثقفين والفنانين الذين يقدّمون عروضا راقية ينتظرها الجمهور المغترب وكذا الأجانب الولعون بهذا التراث .

تقدّم الكاتبة جاكلين برونو هذا الأربعاء 17 أفريل بالمركز الثقافي الجزائري بالعاصمة باريس كتابها كتب للتقاسم، ويتضمن كرونولوجيا لأهم الأعمال الأدبية الجزائرية الصادرة مؤخرا، ليكتشف القارئ من خلالها الجديد، مع توفير فسحة لاختيار بعض الكتب المقترحة من هذه الكاتبة المهتمة بإصدارات الكتاب الجزائريين سواء في الجزائر أو في الضفة الأخرى من المتوسط وكلهم يكتبون بالفرنسية طبعا.

تعرض جاكلين كتبا متعددة المواضيع والأساليب، مع وقفة لأسماء جزائرية مشاركة مختصة في فنون متنوّعة منها الفن التشكيلي والدراما والإخراج والهندسة والتاريخ جمعهم مصدر واحد للإبداع وهو الجزائر.

أما يوم الجمعة 19 أفريل فسيكون الموعد مع سهرة قسنطينية بامتياز تكريما لروح الشيخ الحاج محمد الطاهر الفرقاني، من تنظيم جمعية الفرقانية أبناء وبمشاركة المركز الثقافي الجزائري بباريس، ويحيي الحفل سليم ومراد فرقاني إلى جانب المطربة ليلى عبدلي، وسيتم أيضا استحضار مسار الراحل الذي نقش اسمه من ذهب في تراث المالوف وترك روائع فنية تعكس موهبته الفنية المتكاملة.

ولقد كان الحاج الفرقاني مغنيا وملحنا وسلطان المالوف القسنطيني، فارضا نفسه كمطرب شعبي وأستاذ في طبع المالوف، تميّز بأدائه الخارق للأغاني التقليدية بطريقة متزنة، وبحسه الموسيقي المرهف، وعبقريته الفريدة في الارتجال وثراء أسلوبه، وإبداعه في العزف على الكمان، وتوج بالعديد من الجوائز، والتشريفات في الجزائر وبالخارج. ينشط السهرة أبناؤه والمطربة ليلى عبدلي، وبالنسبة لضيف السهرة الشيخ سليم الفرقاني فقد سطع نجمه وتميز منذ بداياته بقامته الفنية الكبيرة، وترعرع في أسرة لها جذور فنية أصيلة وتعلم الفن عن أبيه محمد الطاهر الفرقاني المعروف بأدائه المتميز، حيث قام بتأدية العديد من الطبوع منها الأندلسي والحوزي، المحجوز، والمديح في سيد الخلق لم يسبق وأن أداها أحد من قبل، حتى جده الشيخ حمو، وهذا ما ساهم في بروزه على الساحة الفنية المحلية والعربية والعالمية، وله ناعورة الطبوع وهو عنوان لألبوم يجمع فيه المطرب سليم فرقاني أهم النوبات الأندلسية المتبعة في الطرب الأندلسي الجزائري على طريقة مدرسة المالوف الجزائري، كما صال هذا الفنان وجال في أصقاع العالم وقدّم هذا التراث وأحياه وله أيضا مساهمة في كتاب انثولوجيا الموسيقى القسنطينية، وثمّن ما يعرف موسيقيا بـ«العود العربي.

أما البروفيسور مراد الفرقاني، فهو صاحب شهادة دولة في الموسيقى من مدينة ليون الفرنسية، كما أنه كاتب وملحن ومؤد بارع للتراث، وله مهارات مذهلة في العزف على القيثارة . اشتهرت الفنانة ليلى عبدلي بأدائها للطرب الشرقي وكانت قد رافقت الراحل الحاج الفرقاني في حفلاته بقسنطينة، وسترافق أبناءه في هذا الحفل المتميز.

في أجواء فنية مشابهة يحتضن المركز الثقافي الجزائري أيضا ليلة 20 أفريل الجاري سهرة عربية أندلسية تحييها المجموعة الأندلسية بباريس والتي تتكون من عازفين ومغنين يعملون على الحفاظ على التراث العربي الأندلسي.

وتأسّست هذه المجموعة سنة 2010 تحت قيادة عبد الكريم بن سعيد، وأعضاؤها المؤسّسون من تلاميذ الأوركسترا التقليدية لمدرسة تلمسان، وتهدف إلى تثمين تراث الشيوخ منهم العربي بن صاري والشيخ رضوان وعمر بخشي وعبد الكريم دالي . تقترح المجموعة لهذه لسهرة عدة نوبات في أنقى صور الأصالة الموسيقية، مع تقديم بارع للقصيد كما قدم منذ زمن، علما أنّ هذا التقديم كان قد لاقى النجاح الباهر في سنوات مضت بباريس، وخلال مهرجان الحوزي بتلمسان .

للإشارة، ينشط الحفل شاوي بودغن شوقي وذلك من خلال رحلة مفتوحة إلى مكامن التراث الذي يستحق الحفظ والتوارث بين الأجيال، كما يعرض التشكيلي والخطاط الجزائري إسماعيل مطماطي إلى غاية 26 أفريل الجاري بالمركز الثقافي الجزائري بباريس مجموعة جديدة من اللوحات في خط التيفيناغ.

يحمل المعرض عنوان فن الخط البربري يعكس جميع مكونات الثقافة الأمازيغية بشمال إفريقيا، وورشات في خط التيفيناغ.  تخرج إسماعيل مطماطي من مدرسة الفنون الجميلة في الثمانينيات متخصصا في الخط العربي وأنواع أخرى من الرسم والنقش والديكور، والتزم بأن يجعل من التيفيناغ فنا يرقى لمستوى نظيره العربي ما جعل هذا الفن نقطة الانطلاق في جميع  إبداعاته.

تتميز لوحاته بإعطاء روح ثانية لخط التيفيناغ الأمازيغي بفعل تأثره الكبير بالتراث، كما يحرص مطماطي على إيجاد مكانة لنفسه في المشهد الفني الجزائري من خلال مشاركاته في المهرجانات الثقافية المحلية منها بتمنراست موطن هذا الخط وكذا تنشيط العديد من الورشات الخاصة بهذا الفن داخل الجزائر وخارجها.

تنطق حروف هذا الفنان بالتاريخ وتعزز اللغة المشتركة، وتعكس سحر هذا الخط الأمازيغي المرتبط بالألوان الترابية المتلائمة مع رمزية الأرض والزمن، وتجاوز هذا الفنان بعض الألوان السائدة من قبل، مثل البني والأصفر والبرتقالي والرمادي، إلى بقية الألوان، وجعلت أشكال أبجديته أكثر اتساعا وتفتحا، مع اختيار مرهف لأشعار سي محند أومحند، وشاعر الأغنية الأمازيغية لونيس آيت منقلات.

كما ينظم المركز يوم الخميس 25 أفريل قراءة لنصوص جون سينياك من تقديم الفنان القدير سيد أحمد أقومي، بمشاركة قي دوغلاس من جامعة مونبوليي وروني دوسيكاس منتج ومؤلف (أصدر مكانة سينياك في قلب الشعر الفرنكفوني) وكاس كرياتك، من جامعة نيويورك قام بترجمة أعمال سينياك.