الممثل المسرحي الياس سعيدي لـ”المساء”:

وجهت موهبتي لرسم البسمة على وجوه الأطفال

وجهت موهبتي لرسم البسمة على وجوه الأطفال
الممثل المسرحي الياس سعيدي
  • القراءات: 1320
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تكشف الفضاءات الترفيهية والتثقيفية، كدور الشباب والنوادي، في بعض المناسبات المرتبطة بالأطفال، مثل العطل المدرسية، عن بعض المواهب التي تحتاج إلى اهتمام لتنميتها، خاصة ما تعلق منها بتلك التي تهتم بعالم الأطفال، بالنظر إلى حاجتهم لمثل هؤلاء الذين يسعون إلى المساهمة في تربية الأجيال وحمايتها من مختلف الآفات الاجتماعية. اختارت المساء من خلال هذا اللقاء، تسليط الضوء على واحد من الفنانين الهواة الذي فضل عالم الطفولة دون سواه، للتعبير عن موهبته التي غلب عليها الطابع الكوميدي، فكان هذا اللقاء.

يقول الياس سعيدي، ابن مدينة تلمسان، في بداية حديثه، بأن ولوجه عالم المسرح كان سنة 2011، بعد أن اكتشف موهبته في التمثيل، حيث تقمص أدوار عدة شخصيات، وبحكم أنه كان بحاجة إلى تأطير وتوجيه، انظم إلى فرقة البحرية التابعة لجمعية الإبداع لنشاطات الشباب، أين نمى موهبته التي اتجهت في أول الأمر، إلى عالم الطفل الذي لا يحظى ـ حسبه ـ بالكثير من الاهتمام، وكان من أهم الأهداف التي سطرها وهو يرسم أولى خطواته في عالم التمثيل المسرحي، تبليغ رسالة هادفة للمتفرجين والترفيه عليهم، كأي فنان اختار هذا المجال عن قناعة وحب. يعتقد الهاوي المسرحي اليأس أن من أنجح الأدوار التي تلقى ترحيبا كبيرا من المتفرج الصغير والكبير؛ الأدوار الكوميدية التي اختار التخصص فيها، خاصة أنها تتناسب وشخصيته المرحة، دون إهمال باقي الأدوار الأخرى التي أثبت أنه قادر أيضا على النجاح فيها كالأدوار الدرامية. حسب محدثنا، فإن الفنان الناجح هو ذلك الذي يكون قادرا على تقمص كل الأدوار، ليتمكن من تبليغ رسالته، وبحكم أنه اختار عالم الطفل، كان من واجبه أن يغلّب الدور الكوميدي على غيره من الأدوار، بالنظر إلى صعوبة إضحاك الأطفال وإيصال رسالة لهم في آن واحد.

حول أهم المواضيع التي يختار الهاوي تجسيدها في أعماله المسرحية الموجهة للطفل، أوضح محدثنا أنه يعتمد على مختصين في كتابة السيناريوهات، على غرار الأستاذ عمار ناصر الدين، وعادة ما تكون كل مواضيعه ذات طابع اجتماعي تسلط الضوء على أهم الآفات التي تهدد الأطفال، ويتطلع من ورائها بالدرجة الأولى كأي فنان آخر، إلى زرع البسمة على وجوه البراءة وتوعيتهم من خلال أعماله ذات الطابع التربوي، التي تجمع بين التثقيف والترفيه.

لعل أكثر ما ساهم في نجاحه ببداية مشواره كهاو مسرحي، قدرته على جلب اهتمام الأطفال والتأثير فيهم بشكل إيجابي، مما جعلهم يقبلون عليه طلبا للفرجة والمتعة والترفيه، ويعلق الأطفال هم المستقبل، وكما يقول عنهم الفلاسفة، إنهم صفحة بيضاء نحاول من خلال أعمالنا الهادفة ملء الصفحات بما ينفعهم من خلال خشبة المسرح التي تؤثر بشكل كبير على المتفرجين. مشيرا بالمناسبة، إلى أن أهم عائق يواجهه يتمثل في السينوغرافيا، وهو الديكور الذي يلعب دورا كبيرا في إنجاح الأعمال المسرحية، خاصة تلك الموجهة للمتفرج الصغير.

ولع الهاوي المسرحي الياس بعالم التمثيل، دفعه إلى التطلع أيضا إلى مسرح الكبار، حيث شارك في مسرحيات مختلفة، وفي أفلام قصيرة منها فيلم الأسرة الذي شارك به في عدة مهرجانات. يأمل محدثنا في المستقبل القريب، أن تساعده الجهات المعنية حتى تتسنى له فرصة تجسيد مشاريعه الفنية التي يتطلع إلى القيام بها، خاصة بعد أن نجح في ملء أرشيفه بعدد من المشاركات الناجحة في مختلف المهرجانات الدولية والمحلية، منها؛ المهرجان الدولي بالمغرب حول الطفل، المهرجان الوطني لمسرح الكبار في كل من ولاية بومرداس، سكيكدة، بجاية والنعامة، حصد على إثرها العديد من الجوائز لأحسن تمثيل وأحسن دور رجالي.