في اليوم العالمي للسل

حماية الأطفال والتحكم في الداء أهم التحديات

حماية الأطفال والتحكم  في الداء أهم التحديات
  • القراءات: 594
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

ناقش المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي حول السل، في يومه العالمي الموافق لـ24 مارس من كل سنة، إشكاليتين هامتين هما؛ كيفية حماية الأطفال من هذا الداء، وسبل التحكم في داء السل الرئوي غير المعدي الذي يمس باقي الأعضاء ويعرف انتشارا في الجزائر.

  حسب البروفيسور نفيسة بن حالة، رئيسة مصلحة بمستشفى بني مسوس لدى تدخلها، فإن من أكثر المشاكل الصحية المطروحة عند الحديث عن داء السل؛ سرعة إصابة الأطفال الأقل من خمس سنوات بالداء، بالنظر إلى سرعة  انتقال العدوى، من أجل هذا تدخلت منظمة الصحة العالمية ـ حسبها ـ من أجل حماية هذه الفئة، من خلال طرح برامج علاجية تعتمد على التكثيف من العلاج وزيادة الجرعات والحرص على التلقيحات، موضحة بالقول "وإن كنت أعتقد بأنه لابد من إدراج تلقيحات أخرى لتأمين حماية أكبر للأطفال من خطر الوفاة بهذا الداء المعدي والقاتل".

من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة أن عدد المصابين من الأطفال بداء السل أقل من 6 بالمائة وهو عدد قليل في الجزائر، وأن الوصول إلى تسجيل صفر حالة وفاة في صفوف الأطفال في آفاق 2030، حسب الأهداف المسطرة من  منظمة الصحة العالمية، يتطلب بذل المزيد من الجهود، خاصة في الجانب الوقائي.

من جهة أخرى، أرجعت البروفيسور بن حالة أسباب إصابة الأطفال بداء السل بالدرجة الأولى إلى الأولياء، خاصة الأم التي تكون على اتصال دائم ومباشر بأبنائها، وفي غياب التشخيص المبكر للداء، يتعرض الطفل لخطر الوفاة في غياب التشخيص المبكر، داعية بالمناسبة، الأولياء إلى الاهتمام أكثر فأكثر بعرض أبنائهم على الأطباء لإجراء فحوصات طبية دورية، وحمايتهم من مختلف الأمراض المعدية. 

من جهتها، سلطت الدكتورة مصباح صورية، رئيسة مصلحة الوقاية بالبليدة، الضوء ـ لدى تدخلها ـ على داء السل خارج الرئتين غير المعدي، الذي تحول حسبها، في السنوات الأخيرة بالجزائر، إلى مشكل يهدد الصحة العمومية، بالنظر إلى انتشاره الكبير، مقارنة مع داء السل الرئوي الذي أصبح من السهل التحكم فيه من خلال إخضاع المريض للعلاج.

حسب محدثتنا، فإن خطورة السل خارج الرئتين، ورغم أنه غير معدي، يرجع إلى صعوبة التعرف عليه، الأمر الذي يدفعنا، كما قالت "إلى البحث مطولا في الأعراض، مما يؤثر على العملية العلاجية، وقد يودي بحياة المريض، خاصة إن كان المصاب مسنا"، داعية بالمناسبة، إلى وضح حد لهذا الداء، مع الإشارة إلى وجوب تدخل أطباء مختصين في مجالات مختلفة للوصول إلى تشخيص الداء تشخيصا صحيحا، ومن ثمة تسطير البرنامج العلاجي للقضاء على السل.

حول أسباب انتشار داء السل، رغم أنه من الأمراض التقليدية التي كانت منتشرة قديما، أوضحت المتدخلة بأن من أهم الأسباب التي جعلت داء السل من أمراض العصر، وواحدا من أسباب الوفاة عبر العالم، انتشار بعض العوامل المساعدة على تفشي العدوى، ومنها الفقر وسوء النظام الغذائي وغياب الوعي بأهمية التلقيحات.