تواصل ندوة لغة الشباب في وسائل التواصل بين التهجين والتهذيب

مرافقة الشباب للوصول إلى لغة وسيطة

مرافقة الشباب للوصول إلى لغة وسيطة
رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد
  • القراءات: 934
 لطيفة داريب لطيفة داريب

تتواصل بمكتبة الحامة، فعاليات الندوة الوطنية التي ينظمها المجلس الأعلى للغة العربية احتفاء باليوم العربي للغة الضاد، حول: لغة الشّباب في وسائل التّواصل بين التّهجين والتّهذيب، بمشاركة أساتذة ودكاترة من مختلف الجامعات الجزائرية.

وبهذه المناسبة، قرأت الأستاذة حسيبة عربي، كلمة رئيسة اللجنة العلمية للملتقى الأستاذة نادية باقل، قالت فيها، إن تنظيم هذه الندوة، يعد احتفاء باليوم العربي للغد الضاد، وتطبيقا لتوصيات الألسكو، مضيفة أن مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المتعددة، مليئة بمصطلحات تضم العديد من اللغات في جملة واحدة، يستعملها الشباب بكثرة، ولهذا ارتأى المجلس تنظيم هذه الندوة لزرع الألفة بين الشباب واللغة العربية والإجابة على تساؤلات حول هذه إشكالية تهجين اللغة العربية.

وأضافت الأستاذة أن اللجنة العلمية للملتقى استقبلت 91 مداخلة، مما يدل على اهتمام أساتذة الجامعات بهذا الموضوع المهم، مشيرة إلى قبول 50مداخلة، تقدم في أربع جلسات علمية، وورشتين.

من جهتها، أكدت رئيسة الملتقى، الأستاذة سهام عبد الحفيظ، حظي اللغة العربية باهتمام كبير، فهي تتميز بخصائص صوتية ونحوية وغيرها،كما أنها أداة وفكر وواقع، نجدها أيضا في التأليف والترجمة والإبداع. مضيفة أن المجلس الأعلى للغة العربية، يحيى منذ 2007، اليوم العربي للغة الضاد، وهاهو اليوم يعيد الكرة، من خلال ربط الإشكالية بالتقانات الحديثة التي تعزز اكتساب اللغة خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبرز مستويات للغة الشباب، مؤكدة استحالة تأسيس نظام لغوي منعزل عن فئة الشباب، ومطالبة بضرورة إيجاد حلول حضارية والحد من ظاهرة التهجين اللغوي، التي تعد عائقا أمام ازدهار اللغة.

أما رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعلام الله غلام الله، فقد دعا الشباب المثقف إلى حماية اللغة العربية التي قال إنها لغة ندوم بدوامها وننتهي بنهايتها، مذكرا بالتتويجات التي حققها أطفال وشباب جزائريين في المحافل العربية المتعلقة باللغة والعلم، لينتقل إلى وسائل الإعلام ويطلب من ممارسيها المحافظة على سلامة اللغة، خاصة أن العديد منها أصبحت تستعمل كلمات ليست لها علاقة باللغة الضاد، من خلال الاعتماد على كلمات أجنبية وأخرى مستقاة من العامية المبتذلة، وكأن اللغة العربية عقرت ولم تعد لها مفردات.

وأضاف بوعلام الله، أن نسبة محدودة من هؤلاء يستعملون وسائل جبارة ويتلقون الدعم من جهات معنية، بغية المساس بالمقومات الأساسية للدولة الجزائرية التي تضم اللغة العربية، ليعود ويطالب الإعلام، باستعمال لغة عربية سليمة وان يكفوا الإساءة لأمهم.

بالمقابل، أوضح الدكتور صلاح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن اللغة العربية ارتقت إلى المرتبة الثانية بعد اللغة الانجليزية، في الاستعمال، مذكرا بوجود 50 ألف موقع باللغة العربية، لينتقل إلى مسألة تتعلق بضرورة إيجاد موقف تجاه تهجين اللغة العربية، والمتمثل في إيجاد لغة وسيطة، لمرافقة الشباب وعدم معاداتهم، وهذا عبر إيجاد آليات تحسينية للغة العربية وأن تصبح رسالة كلامية تبليغية وبسيطة ومقبولة.

وأضاف الدكتور أن الاهتمام واجب بلغة الإعلام التي يجب أن تتبنى هي أيضا اللغة الوسيطة، أي اللغة المهذبة، مشيرا إلى أهمية مراعاة المقام والحال والمتحدث إليه والظرف حين استعمالنا للغة. كما دعا المختصين، إلى تقديم اقتراحات حول هذا الموضوع، وكذا إلى وضع برمجيات ذكية تعمل على تصحيح المفردات، مثلما هو جار بالنسبة للغتين الفرنسية والانجليزية وغيرها، وهكذا سيتم حماية اللغة العربية التي لم تبق في العديد من الدول التي يدين شعبها بالإسلام، مثل تركيا واندونيسيا فالله يحفظ الذكر، أما حفظ اللغة فهي من مهام الإنسان خالصة. ودعا بلعيد إلى أهمية تكثيف النشاطات اللغوية ويدخل هذا في باب التحسين في الاستعمال اللغوي والدعوة إلى إنجاز ورشات لغوية وإقامة الرحلات اللغوية والانغماس اللغوي من خلال المنتديات والجامعات الصيفية، كما تطرق إلى دور المجمعيين في توجيه لغة الشباب المعاصرين، وصياغة مشروع عربي يقدم إلى جامعة الدول العربية لوضع إستراتيجية شاملة.