تشجيعا للبناء المقتصد للطاقة
إطلاق 1000 وحدة سنويا بتقنية العزل الحراري
- القراءات: 792
توقع وزارة السكن والعمران و المدينة عما قريب، اتفاقية مع وزارة الطاقة لإطلاق برنامج وطني لإنجاز 1000 وحدة بين سكنات وتجهيزات عمومية سنويا، بتقنية العزل الحراري لاقتصاد 40 بالمائة من الطاقة الكهربائية، مع العلم أن أول مشروع لإنجاز السكنات المقتصدة للطاقة تم إطلاقه سنة 2011 لإنجاز 600 وحدة. وهو المشروع الذي بلغ مستوى تقدمه 80 بالمائة.
وأكد المدير العام للمركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة في البناء ”كنيريب” حميد عفرا، أمس، لـ ”المساء” على هامش اليوم التحسيسي لمتعاملي البناء الذي انتظم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، حول موضوع ”اقتصاد الطاقة بالبناء”، أن خيار اللجوء إلى التقنيات الحديثة للعزل الحراري في مجال البناء أصبح أمرا ضروريا، وعليه فقد راسلت الوزارة الوصية منذ قرابة شهر كل مسيري الورشات ومكاتب الدراسات لإدماج مواد بناء عازلة للحرارة في عملية إنجاز المباني، مشيرا إلى أن تكلفة البناء بهذه التقنيات سترتفع بنسبة 10 بالمائة، لكن بالمقابل سيستفيد صاحب المسكن من انخفاض في فاتورة الكهرباء بنسبة 40 بالمائة. وبخصوص أهمية اللجوء إلى البناء المقتصد للطاقة كشف عفرا، أن الجزائر وقّعت على اتفاقية دولية للتغيرات المناخية التي تفرض عليها اقتصاد الطاقة بنسبة 9 بالمائة خلال الفترة الممتدة ما بين 2020 و2030، ”وبما أن قطاع البناء لوحده يستعمل أكبر نسبة من إنتاج الطاقة الكهربائية بالجزائر، فقد تقرر الشروع في تحسيس المقاولين وباقي المصالح الإدارية بضرورة اللجوء إلى تقنيات البناء بمواد عازلة للحرارة، مع تشجيع المصنعين على الاستثمار لتوفير هذه المواد بالسوق الوطنية وبأسعار تنافسية، على أن تخصص مواد بناء لكل منطقة تماشيا والطبيعة المناخية”.
وتطمح وزارة السكن، من خلال العقد الذي سيبرم مع وزارة الطاقة إلى إنجاز 1000 وحدة سنويا من مساكن جديدة وتجهيزات عمومية، مع ترميم سكنات قديمة وفق تقنيات البناء المقتصدة للطاقة بما يسمح بتخفيض استخدام الطاقة الكهربائية إلى 12 بالمائة.
من جهته أكد ممثل الوكالة الوطنية لتطوير وترشيد استخدام الطاقة ”أبرو”، موساوي الطاهر لـ ”المساء” أن إشكالية تطوير البناء المقتصد للطاقة ترتبط بالدرجة الأولى بعدم توفر مواد بناء معتمدة، مشيرا على سبيل المثال إلى استعمال المقاولين لنوافذ وأبواب مصنوعة من الألومنيوم، ”لكن مثل هذه المنتجات غير معتمدة من طرف المخابر للتأكد من ملائمتها والمعايير المضبوطة من الناحية التقنية والتكنولوجية”.
في هذا الإطار دعا موساوي، أصحاب المخابر الخاصة إلى التقرب من المعهد الجزائري للتقييس والهيئة الوطنية للاعتماد بهدف اعتماد نشاطهم في مجال مراقبة وتقديم شهادات المطابقة لمواد البناء العازلة للحرارة، مشيرا إلى أن مركز ” كنيريب” له مخبر متخصص في هذا المجال لكنه غير قادر على تغطية كل طلبات السوق التي ستعرف ارتفاعا خلال السنوات المقبلة.
وبخصوص سير تقدم أول برنامج نموذجي لإنجاز 600 وحدة سكنية مقتصدة للطاقة والتي تم إطلاقها بالشراكة ما بين وزارتي الطاقة والسكن في 2011، كشف موساوي، أن المشروع بلغ نسبة 80 بالمائة من الإنجاز، مرجعا سبب التأخر إلى عدم توفير مواد بناء مقتصدة للطاقة، بالإضافة إلى تسجيل عجز في يد العاملة المؤهلة.
وأكد في سياق متصل بأن عمل الوكالة منصب حاليا على قياس نجاعة اقتصاد الطاقة بالسكنات المنجزة وهي شاغرة، على أن يشرع عما قريب في قياسة هذه النجاعة والسكنات مشغولة للتأكد من نسبة اقتصاد الطاقة.
من جهتهم أعاب عدد من المقاولين وأصحاب وحدات إنتاج مواد البناء، على وزارة السكن عدم التطبيق الفعلي لمختلف القوانين المرتبطة بمجال استعمال مواد البناء المقتصدة للطاقة، مشككين في مقترح تعميم استعمال هذه المواد، خاصة وأن المصنعين الذي استثمروا في مجال عصرنة إنتاج مادة الأجور المقتصدة للطاقة يجدون اليوم صعوبة في تسويق منتجاتهم غير المعتمدة.
«لافارج” تستبدل البوليسترين بالأوريوم الأقل ثمنا
ومن بين المتعاملين الاقتصاديين الذين ابتكروا منتوجا جديد للعزل الحراري يستعمل في تشييد الأسقف مؤسسة ”لافارج هولسيم الجزائر”، التي كشف مسؤول مصلحة حلول البناء بها منير العتروس، بأن المؤسسة قامت شهر مارس الفارط، بتجريب منتوج جديد للعزل الحراري يستعمل في مكان ”البوليسترين” عند أنجاز أسقف البنايات.
وأوضح أن عملية التجريب التي تمت بمشروع إنجاز محطة لتطهير المياه المستعملة بقسنطينة، وكذا عبر 11 مشروعا يتم حاليا إنجازه عبر عدد من ولايات الوطن، أثبتت نجاعة هذه التقنية الجديدة التي تعتمد على الأرويوم ما ساهم ـ حسبه ـ بشكل كبير في اقتصاد الطاقة وقلص تكلفة الإنجاز بنسبة 10 بالمائة.
وقصد تعريف المقاولين وأصحاب ورشات البناء بطريقة استعمال منتوج ” أوريوم” المنتج عبر دمج منتوج الإسمنت بعدد من المواد المعدنية بمصنع الإسمنت بمفتاح، أشار ممثل الشركة إلى تنظيم دورات التدريبية لعمال البناء التابعين لعدد من المقاولين، كما تم اقتناء ثلاث آلات متخصصة في عملية استعمال هذا المنتوج ومنحها مجانا للمقاولين لتجربة المنتوج داخل الورشات.
وحول مواصفات المنتوج أشار العتروس، إلى أنه طبيعي ولا يسمح بانبعاث المركبات العضوية ”وعليه فهو الحل الأمثل لاستبدال كل العوازل التقليدية التي تحتوي على جزيئات ملوثة” ـ حسب المتحدث ـ الذي أشار إلى أن المجمع بادر إلى اعتماد ”أوريوم” بشكل رسمي لدى المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة في البناء وذلك بعد تأكيد متانته ومقاومته للحريق.