ندوة مهرجان ”روسبينا عاصمة العرائس” بتونس

الفن أنجع علاج للطفل المعاق

الفن أنجع علاج للطفل المعاق
ندوة مهرجان ”روسبينا عاصمة العرائس” بتونس
  • القراءات: 1471
زردة زرقين زردة زرقين

أجمع المتدخلون في ندوة نُظمت مؤخرا في إطار المهرجان الدولي روسبينا عاصمة العرائس في دورته الثانية بالمنستير بتونس بعنوان: مسرح العرائس بالوسط التربوي، على اهتمام وانجذاب كل الفئات العمرية لفن العرائس الذي يعتبر بدوره أنجع علاج نفسي للطفل المعاق، ليطالبوا بضرورة إدراجه كمادة تربوية أساسية في المؤسسات التربوية والتعليمية.

وبهذه المناسبة، تطرقت دنيا مناصرية، وهي أستاذة في التربية المسرحية في إعدادية بصفاقص بتونس في مداخلتها حول بيداغوجية التعلًم في فن العرائس بصفة عامة إلى كيفية تدريس فن العرائس في مادة التربية المسرحية، مضيفة أن ذلك يسهل التعلم على التلاميذ وكذا وسيلة لاكتشاف سلوكه، عبر طريقة تحريك العروسة المناسبة لفحوى النصوص المسرحية.

كما دعت التلاميذ إلى صناعة العرائس بأنفسهم حتى يكونوا مساهمين فعليا وليس مستهلكين فقط، مضيفة أنه في تونس، يركًز التلميذ في السنة السابعة من التعليم التربوي في التربية المسرحية على البعد العجائبي، وفي الثامنة على البعد الكوميدي، وفي التاسعة يكون العمل على البعد التراجيدي3.

كما أكدت المتحدثة أن الفن العرائسي ليس موجًها للأطفال وحسب، بل موجه للفئات العمرية كلها، لأن فن العرائس يمكن أن يقدم منتوجات خارقة، ثم أن العملية لا تخص فقط الصنع والمشاركة، بل تخص كذلك المشاهدة في عروض فن العرائس، مما يعطي أهدافا لهذا الفن الراقي.                            

من جهته، شرح الممثل المحترف صانع الدمى وأستاذ التربية المسرحية في مدارس إعدادية بتونس معز بن شعبان كيفية تطبيق برنامج التربية المسرحية في المدارس الإعدادية عن طريق العرائس، وكذا كيفية تمكين التلميذ من مواكبة دروس التربية المسرحية باستعمال العروسة كوسيط، لتأتي مرحلة صنع العروسة، التي يبرز فيها طاقاته التعبيرية، ومن ثم تجاوز بعض الصعوبات التي يشهدها التلميذ في حياته، من صعوبة القراءة واختلاف السلوك والخجل وغيرها، مضيفا أن استعمال العروسة كوسيط، يساعد التلميذ على التفاعل والانسجام والتعبير عن المكنونات وفي نفس الوقت تحقق الانسجام بينه وبين زملائه في القسم.

بالمقابل، قالت المختصة في العلاج بفن العرائس في المعهد العالي للفن المسرحي بتونس هدى اللموشي في مداخلة بعنوان العروسة والعلاج إن مصطلح العلاج وكيفية العلاج بفن العروسة هو الانتقال بفن العرائس من مجرد وسيلة لإنجاز عمل مسرحي، إلى وسيلة للعلاج، مضيفة أن العروسة هي أكثر علاج نفسي للطفل المعاق، وآلية جديدة تعوّض الآليات القديمة النفسية وأكثرها التشخيص الكلينيكي.

كما أكدت أن العروسة تساعد الطفل المعاق الذي له صعوبات نفسية في التعبير والتواصل، بحيث يكون التعبير تلقائيا وحرًا، وهو الهدف المحدد في علم النفس، وبالتالي فالتعبير التلقائي الحر من خلال العروسة يساعد الطفل المعاق على خلق تواصل من خلال صنعه للعروسة خاصة وهو يقوم بإسقاط كل ما له إحساس بالنقص بما يسمّى بالطاقة السلبية.

وبالتالي يمكن للطفل المعاق التخلص من هذه الطاقة السلبية من خلال صنعه للعروسة باستخراج كل أحاسيسه وأفكاره وهو دليل نجاح، علما أن المعاق يرفض كل ما هو خارجي، لأن لديه عقدة الأنا والعقدة مع الآخر في محاولة للتخلص من هذه العقد والمصالحة مع ذاته، والأنا بالنسبة للمعاق يمكن أن يكون مجتمعا أو عائلة أو صديقا أو عنفا وغير ذلك، ولهذا فإن فن العرائس يساعد الطفل المعاق على التعبير على الأنا من خلال صنعه للعروسة.