الإمام عبد الرشيد بوبكري لـ ”المساء”:

عقوق الوالدين وسيلة لدخول جهنم

عقوق الوالدين  وسيلة لدخول جهنم
  • القراءات: 3038
❊  نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

حذر عبد الرشيد بوبكري، إمام مسجد، من ظاهرة عقوق الوالدين التي تأخذ بعض الأبعاد المخيفة في مجتمعنا، مشيرا إلى أن غياب القيم لدى بعض الشباب من جيل اليوم، وراء تفشي تلك الظاهرة التي حولت بر الوالدين إلى صراع بين الأبناء والأولياء، إذ لا يدركون  عواقبها التي تعد عقابا مستعجلا في الدنيا قبل الآخرة.

 

أشار المتحدث إلى أن الجزائريين مهما كان مستواهم الثقافي، فهم يؤمنون ببر الوالدين، واحترامهم وطاعتهم، ويدركون دعوة الوالدين وتأثيرها على حياتهم، إلا أن فئة منهم ولسبب من الأسباب، تجدهم يخرجون عن طاعة الوالدين إلى درجة العقوق، رغم تشكله من خطورة في الدنيا قبل الآخرة.

قال الإمام، إننا اليوم نرصد مظاهر العقوق في الكثير من المواقف، لأنه يعتبر كل فعل أو حتى كلمة تضر بالوالدين وتسيء لهما جسديا أو معنويا، تجرح كيانهم ووجدانهم، تبكيهم أو تجعلهما يشعران بضرر.

أضاف المتحدث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال اثنان يعجلهما الله في الدنيا قبل الآخرة البغي والعقوق، فالبغي للظلم، والظالم لابد أن يعاقب في الدنيا قبل الآخرة، وهذا وعد الله ووعد الصادق رسول الله، و العقوق كذلك شر ولا قيمة في عمله، فإن العقوق من الكبائر مباشرة بعد الشرك بالله، لقول الله تعالى فقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، فقد قرن الله بر الوالدين بعبادة الله، وهذا دليل على عظمة الأمر، وعلى أهمية بر الوالدين والإحسان إليهما. كما أن الغاية، يضيف بوبكري، جعل الله جل شأنه طاعة الوالدين بعد عبادته، وجاءت الكثير من الآيات والأحاديث التي تشدد على أهمية بر الوالدين وأوصت بالأم.

أضاف الإمام أن من الثمار المرة التي سيجنيها عاق الوالدين؛ الابتلاء ببنت أو ابن عاق تطبق بها قاعدة كما تدين تدان، وتجد أن عاق الوالدين لا يفلح في أعماله، ولا تصدق غاياته، وتعاد كل أفعاله بالخسارة، فلا بركة فيما يقوم به أبدا.

يضيف الإمام ولعظمة الفعل، أوصى الله بطاعة الوالدين ومصاحبتهما بإحسان، حتى وإن كانوا على شرك، فلبر الوالدين أوجه عديدة، يقول الإمام، ولو كانت كل صغيرة مؤذية تعتبر عقوقا للوالدين، حتى كلمة أف، للبر أيضا أوجه متعددة، منها الإحسان بالفعل والكلمة، فالبر قولي وبدني ومالي فيه الرفق والإحسان والمحبة، تجنب الغليظ في القول واللسان، وعدم رفع الصوت في الحديث، ناهيك عن عدم السب واللعن، والدعوة بالخير للوالدين جيدة، والمناداة بأحب الألفاظ وأرقها، وتفادي الاسم المجرد، كنداء الأب باسمه أو الأم باسمها، تقبيل الرأس واليد، وهناك أيضا من يقبل رجلا والديه احتراما وتقديرا لهما ولا عيب في ذلك.

إن الإنفاق على الوالدين، يقول المتحدث، في حالة حاجتهما، ضرورة على الأبناء حينما يبلغون الكبر، وإدخال السرور عليهما وطاعتهما، فيما أمر في غير معصية الله.

يشدد المتحدث على أن تلقين تلك المبادئ لدى الفرد تتم منذ السنوات الأولى من حياته ، بتعليمه احترام الغير ووقر الوالدين وطاعتهما وأهميتهما في الحياة الدنيا ومقامهما عند الله، فهما وسيلة لبلوغ الجنة، وعقوقهما وسيلة لدخول جهنم، والعياذ بالله.