في معرض فوتوغرافي نادر

ذاكرة العدسة تستعيد أماكن من فلسطين

ذاكرة العدسة تستعيد أماكن من فلسطين
  • القراءات: 688
❊ وكالات ❊ وكالات

يعود معرض فلسطين في الزمن الجميل للمصور الفلسطيني الراحل خليل رعد، بذاكرة زائريه إلى أكثر من مئة عام، عبر صور باللونين الأبيض والأسود لجوانب من الحياة في أماكن مختلفة من فلسطين التاريخية.

يضم المعرض في قاعة المركز الثقافي الفرنسي الألماني في مدينة رام الله الفلسطينية، 75 صورة يمكن وصفها بأنها لوحات فنية رسمتها ريشة فنان، وقال إيهاب بسيسو، وزير الثقافة الفلسطيني، إن الصور التي يضمها هذا المعرض هي الدليل المادي بين أيدينا اليوم، على أن فلسطين كانت تضج بكافة أشكال الحياة، وهذا يناقض تماما رواية الاستعمار التي حاول من خلالها شطب الوجود الفلسطيني عن هذه الأرض، فأطلق مقولته المزيفة أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض’”.

يعتبر خليل رعد (1854-1957) ابن قرية بحمدون اللبنانية، والذي انتقل إلى العيش مع عائلته في مدينة القدس، عميد المصورين الفوتوغرافيين العرب.

أنشأ رعد سنة 1890، أستوديو خاصا به في شارع يافا، قبالة استوديو معلمه السابق المصور الأرمني جرابيد كريكوريان، واستمر في مسيرته كمصور حتى سنة وفاته، تاركا إرثا فوتوغرافيا هاما وجميلا. تم اختيار صور المعرض من مجموعة كبيرة تزيد عن 3000 صورة التقطها رعد خلال مسيرته، حيث أصبح الجزء الأكبر منها اليوم في عهدة أرشيف مؤسسة الدراسات الفلسطينية. ينظر إلى أرشيف رعد من الصور على أنه توثيق لمراحل تاريخية عاشتها فلسطين خلال فترة الحكم العثماني والانتداب البريطاني. وصف بسيسو الصور التي يضمها المعرض بأنها أدلة دامغة نستطيع الاستفادة منها في الأبحاث والدراسات والأعمال الإبداعية المختلفة، وهذا ما اهتمت به مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والكثير من المؤسسات الأخرى التي سعت إلى الحفاظ على الأرشيف المادي الفلسطيني. يأخذ المعرض زائريه إلى ذلك الزمن الذي كانت ترسو خلاله السفن في ميناء يافا، إلى عمال يقطفون برتقالها الذي اشتهرت به، إضافة إلى صور لأفراد من الجيش العثماني، وأخرى للانتداب البريطاني، وأخرى لمواسم دينية في القدس. ومن بين الصور التي التقطها رعد، زيارة الإمبراطور الألماني وليم الثاني للقدس عام 1898.

ينتقل زائر المعرض بين صور لبحيرة طبريا، يرصد رعد خلالها عائلة تبحر في قارب وسط مياهها، وأخرى لرجل يقف على ضفاف نهر الأردن قبل الانتقال إلى مدينة القدس، ويقدم منظرا عاما لما كانت عليه عام 1933، ويذهب بعد ذلك إلى مدينة بيت لحم. ترصد عدسة رعد الزي الفلسطيني، من خلال صور شخصية لرجال ونساء وأطفال في مطلع القرن العشرين في أماكن مختلفة من فلسطين. يأتي هذا المعرض الذي من المقرر أن يستمر إلى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، ضمن فعاليات مهرجان الصورة الثاني الذي تنظمه مؤسسة شغف، بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ودعم من وزارة الثقافة الفلسطينية.

قال بسيسو؛ إن إطلاق هذا المعرض والمهرجان يأتي بالتزامن مع احتفاء فلسطين بالقدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، وأيضا عاصمة دائمة للثقافة العربية والإسلامية.