المحلل السياسي عمار رخيلة لـ«المساء»:

الندوة الجامعة ينبغي أن تكون عاكسة للشارع وليس للأحزاب

الندوة الجامعة ينبغي أن تكون عاكسة للشارع وليس للأحزاب
  • القراءات: 604
شريفة عابد  شريفة عابد

أكد المحلل السياسي، الدكتور عمار رخيلة، في حوار مع «المساء»، أنه يتعين إبعاد كل من تسبب في «استفزاز الشعب» من تقلد أي منصب للمسؤولية في الحكومة القادمة. وقدر بأن الضمانات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يتعين على السلطة تقديمها ميدانيا هي وحدها الكفيلة بإدخال المحتجين إلى بيوتهم وانتظار آجال عقد الندوة الوطنية الجامعة التي لابد أن تكون، حسبه، عاكسة لتطلعات الحراك الشعبي وأن يكون التمثيل فيها للنخبة المنبثقة عن هذا الأخير، «مع مقعد أو اثنين فقط للأحزاب الفعلية حتى لا تميع الندوة».

❊المساء: ماهي الضمانات التي يتعين على السلطات اليوم إعطاءها للمحتجين من أجل تجنب مسيرات أخرى ؟

❊❊الدكتور رخيلة: أهم شيء يجب أن تقوم به السلطات اليوم وبشكل استعجالي هو الإبعاد الكلي لجميع الرموز التي تسببت في استفزاز الشعب وأخرجته للشارع، مع إعطاء الفرصة لوجوه «غير منبوذة» شعبيا لتولى أي منصب أو مسؤولية، فهذا الأمر في غاية الأهمية. أما النقطة الثانية، فهي رد الاعتبار الاجتماعي والاقتصادي وحتى الثقافي للشعب، وهذا يتم من خلال محاربة المفسدين على جميع المستويات من أجل تهدئة النفوس، وتسوية الملفات العالقة في مجال السكن والإدارة وغيرها من القطاعات التي تشهد غليان بسرعة.

❊المساء: وكيف سيتم ذلك في نظركم؟

❊❊ الدكتور رخيلة: يتم ذلك عن طريق فتح ملف خاص بمكافحة الفساد على المستوى الوطني، يشارك فيه الشعب ويقدم فيه اقتراحاته، من أجل زرع الثقة في النفوس مجددا وطمأنة من كانوا بالأمس في الحراك الشعبي، فهذه ضمانة من أجل احتواء الوضع.

❊المساء: لقد تضمنت الرسالة عقد ندوة وطنية تشارك فيها جميع الأطياف، كيف يتم تحقيق تمثيل الندوة للحراك الشعبي مادام هذا الأخير يرفض الأحزاب؟

❊❊ الدكتور رخيلة: أهم شيء يجب الحرص عليه في عقد الندوة الوطنية الجامعة التي تحدث عنها الرئيس، هو تفادي الإقصاء. كما لابد أن تضم الندوة جميع الأطياف أي النخبة، مع التأكيد على أن التمثيل يجب أن يكون عاكسا لحراك الشارع ومختلف ألوانه، حيث يتواجد في هذا الأخير الشيوعي والإسلامي واللائكي والبعثي والأمازيعي وغيرهم. غير أننا نؤكد على ضرورة أن لا يكون تمثيل الاحزاب مبالغا فيه، حيث يجب أن ينحصر تمثيلها في عنصر أو عنصرين لا أكثر، فضلا على اعتماد الأحزاب التي لديها تمثيل حقيقي في الميدان وليس تلك التي تمثل سجلات فقط. وهذا حتى لا تميع الندوة وتغرق في العدد دون النوعية ولا تكون بعيدة عن تطلعات الشارع. ولهذا لابد من إشراك جميع من يمثلون قوة اقتراح بمن فيهم الصحفيين.

❊المساء: رأينا أن التركيبة الغالبة على من ساروا في الجمعات الماضية، ليس لديها قبعات سياسية فمن ترونهم مؤهلين لتمثيل حراك الشارع في الندوة الوطنية الجامعة؟

❊❊ الدكتور رخيلة: بالنسبة للمشاركين في الحراك الشعبي، هذا لا يطرح مشكلا، فمثلما رأينا أن من خرجوا بالأمس قاموا بتأطير مسيرات سلمية وحضارية، وبالتالي بإمكانهم أن يقوموا باختيار من يمثلهم في الندوة الوطنية الجامعة، فكل فئة تستطيع اليوم أن تختار ممثليها لتسمع صوتها.

❊المساء: عامل الوقت مهم لتحقيق أهداف الندوة، فبين استعجالية من يطالبون بالتغيير ومقتضيات المشاورات التي تتطلب وقتا، كيف يمكن تحقيق الوفاق ؟

❊❊ الدكتور رخيلة: نعم الوقت عامل مهم في احتواء الأزمة، ومثلما قلت الضمانات التي تعطيها السلطة للشعب هي الكفيلة بتهدئة النفوس الآن واستعادة الثقة المفقودة. وعلى الجميع التدخل لتحقيق هذا الهدف المنشود.