حذرت من مخاطر عدم التصويت لصالح اتفاق ”بريكسيت”

تريزا ماي أمام الامتحان الأخير،،،

تريزا ماي  أمام الامتحان الأخير،،،
  • القراءات: 553
م. مرشدي م. مرشدي

حذرت الوزيرة الأولى البريطانية، تريزا ماي، نواب غرفة العموم من انهيار كل مسار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في حال صوتوا ضد الاتفاق المتوصل إليه بالعاصمة الأوروبية بروكسل منتصف شهر نوفمبر الماضي.

وقالت ماي بلهجة مضطربة أمام النواب في جلسة خصصت لمناقشة آخر التطورات قبل عملية التصويت، أمس، على الاتفاق أنه في حال تم رفض الاتفاق فإن ”البريكسيت” سيصبح في خبر كان”.

وفتحت الوزيرة الأولى البريطانية، مساء أمس، نقاشا داخل البرلمان البريطاني في محاولة لكسب تأييد النواب المعارضين للصيغة المعدلة لاتفاق شهر نوفمبر من العام الماضي والذي سبق ان رفضوه في عملية تصويت ماضية منتصف شهر جانفي.

وفي حال جدد النواب رفضهم للاتفاق فإن ماي ستكون مضطرة لدعوتهم إلى جلسة أخرى اليوم للتصويت على وثيقة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق وهو السيناريو الذي تخشاه الأوساط الاقتصادية ورجال الأعمال والشركات الأوروبية العاملة في المملكة المتحدة.

وكانت الوزيرة البريطانية عادت، أول أمس، إلى مقر البرلمان الاوروبي بمدينة ستراسبورغ في محاولة أخيرة لإقناع الاتحاد الأوروبي تقديم تنازلات وإدخال تعديلات على اتفاق الانسحاب علها تكسب ود نواب بلادها وتفادي احتمال الخروج دون اتفاق وهو ما حصلت عليه دون أن تكون متأكدة من كسب رهانها الأخير.

ولكن عدة أطراف بريطانية قللت من أهمية التنازلات الشكلية التي قدمها الاتحاد الأوروبي للوزيرة الأولى البريطانية بعد أن جيفري كوكس النائب العام البريطاني، أن الضمانات التي حصلت عليها ماي لن تغير شيئا بخصوص المخاطر القانونية التي يمكن أن تعطل انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الجمركي بعد انتهاء مهلة ”بريكسيت” يوم 29 مارس الجاري.

واعتبر عدد من المتتبعين أن هذه القراءة للنائب العام البريطاني ستكون بمثابة إشارة خضراء للنواب البريطانيين للتصويت ضد اتفاق الانسحاب في تكرار لنتيجة عملية تصويت أولى تمت شهر جانفي الماضي وشكلت ضربة قوية للوزيرة الأولى البريطانية وأيضا للدول الأوروبية التي لا تريد هي الأخرى خروج دولة بحجم المملكة المتحدة من المنتظم الأوروبي دون اتفاق لما لذلك من تبعات اقتصادية كارثية على أوروبا وبشكل أكبر على الاقتصاد البريطاني.

ولم تنتظر البورصة البريطانية طويلا للتأثر بهذه التوقعات المتشائمة وجعلتها تتراجع بعدة نقاط في نفس الوقت الذي تراجعت فيه قيمة الجنيه الإسترليني بنسبة 1 بالمئة صباح أمس مقارنة مع العملة الأوروبية الموحدة ”اليورو”.

وجاءت هذه المؤشرات لتضع حدا لفرحة تريزا ماي التي لم تدم طويلا بعد إعلانها مساء الاثنين أنها حصلت على تعديلات قانونية ملزمة بعد لقاء وصف بالحاسم مع جون كلود جينكر رئيس اللجنة الأوروبية، رغم أن الاتفاق مع هذا الأخير لم يستحدث آليات قانونية جديدة في علاقات الجانبين ولكنه قدم توضيحات بخصوص الخلافات القائمة بينهما.

وقال ديفيد ليدينغتون وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني لمجلس العموم ونائب رئيسة الوزراء البريطانية أن هذه التعديلات تعزز وتحسن” اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعلاقتها المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي.

وأضاف انه ”لا يمكن للاتحاد الأوروبي إبقاء بريطانيا مقيدة به  إلى ما لا نهاية لأن ذلك من شأنه أن ينتهك الالتزامات الملزمة قانونيا والتي سبق الاتفاق بشأنها بين الطرفين.   

واستغل كير ستارمي النائب عن حزب العمال المعارض النتائج الهزيلة لمساعي تريزا ماي في الاتحاد الاوروبي ليؤكد أن خطة الحكومة سقطت في الماء في وقت دعا زعيم حزبه، جيريمي كوربن نواب البرلمان إلى التصويت ضد قرار الانسحاب.